الموت أثقل الزوار، يدخل البيت ويخطف أحد أفراده من دون فرصة للتفاوض، أقسى ما يخلفه الموت ليس الحزن؛ لكن العجز، كل الأحزان تتضاءل يوماً ما، حتى الحزن على الراحلين، لكن العجز يظل قابعاً في ركن من أركان قلبك كلما اشتقت لرؤيتهم أو سماع صوتهم يطل عليك بلسانه.
مع الوقت يكون التحدي الأكبر أن تظل أصلاً متذكراً تفاصيل وجوههم، نبرة صوتهم في المواقف المختلفة ورائحتهم.
الجنازات ذلك الطقس البارد الذي لا يمنحك خصوصية الانفراد بنفسك لتستوعب فكرة الفقد، نحن نقدر مجهودك وحرصك على تقديم واجبات العزاء لكن رجاءً لا تفعل هذه الأشياء:
1- بيت الميت ليس حائط مبكى
ليس المكان المناسب لتذكر موتاك كحافز للمشاركة باجتهاد في حفل بكاء جماعي، هذا لا يعني أنك قمت بواجب العزاء بتفوق تستحق عليه تصفيقاً حاراً، كن متماسكاً لأن أهل الميت حزانى بشكل كافً، وفي غير حاجة لإضافة وجع على وجعهم.
2- إن كنت شخصاً يحب إصدار الأحكام
من فضلك تخلى عن تلك الخصلة أثناء تقديمك واجب العزاء، تذكر فقط أن أهل الميت ليسوا في عرض يتمنون الفوز باستحسانك عليه، إن كانوا متماسكين ويتعاملون ببساطة فهذا شيء لا يخصك، ابحث عن الدراما في مكان آخر، وامنحهم الحق في الاحتفاظ بالحزن لأنفسهم.
3- تَذكّر أنك إنسان. لست بهارات أو “شطة”
لا تتقمص دور المعددة، قول العبارات المؤثرة رغبة في إبكاء الحاضرين هو فعل رخيص، اجترار ذكرياتك مع الميت سواءً كانت حقيقية أو مفبركة لا يفيد صدقني.
4- العزاء ليس ملتقى النميمة السنوي
وأخص بالحديث عزيزاتي النساء، هذا ليس مكان تناقل أخبار الزواج والطلاق والإنجاب، أو انتقاد الحضور وتقييم ملابسهم، أو على الأقل افعلن ذلك بصوت هامس.
5- إحضار أطفالكم معكم العزاء ليست فكرة جيدة
بالتأكيد ليست فكرة جيدة لهم أو لأهل الميت، ومحاولة السيطرة عليهم للحفاظ على منظركم الوقور أمام أصحاب العزاء أو الحضور بالصراخ والتوبيخ يزيد الجو توتراً، الجميع في غنى عنه.