النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

مغالطات في التفكير النقدي

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 232 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    عضو محظور
    彡نور الشمس彡
    تاريخ التسجيل: August-2015
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,345 المواضيع: 769
    التقييم: 4774
    مزاجي: حسب الجو
    أكلتي المفضلة: حلويات +معجنات
    موبايلي: كلاكسيA72
    آخر نشاط: 1/September/2022

    مغالطات في التفكير النقدي

    سأتكلم عن عدة مغالطات أخرى ولكن هذه المغالطات ستكون في التفكير النقدي، قد تكون جدلية، ولكنها هي أقرب لعوائق التفكير السليم في التحليل المنطقي، في هذه الحلقة سأشرح ثلاث مغالطات، وهي “الانحياز التأكيدي” (Confirmation Bias)، “ورسوخ الاعتقاد” (Belief Persistence)، وكذلك “الاختصارات العقلية باستخدام الخبرة” (Using Heuristics as mental shortcuts).
    لنتذكر أيضا أنني استخدمت شن وطبقة حينما أردت أن أكون جدلا بين طرفين، وقد تم تصحيح نطق كلمة شن، حيث أن الكملة الصحيحة هي شَن وليس شِن.
    الانحياز التأكيدي (Confirmation Bias)
    ربما هذه واحدة من أهم الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس، وأعتبرها من أهم المغالطات التي يجب الانتباه لها، الكثير يقع فيها ولكن لا ينتبه لها، وتحدث بكثرة وافرة في أي جدل يدور بين أي شخصين، وستجد حدة مثل هذه المغالطة ترتفع إذا كان هناك ارتباط عاطفي مع الموضوع، هذه المغالطة تسمى بمغالطة الإنحياز التأكيدي، والانحياز التأكيدي هو أن ينحاز المجادل أتوماتيكيا إلى أي فكرة تؤكد حجته، ويترك كل ما يخالفها، فهو يقوم بانتخاب وتذكر المعلومات بانتقائية بحسب توقعاته المسبقة، أو أنه يحاولتبرير المعلومات بحيث تنحاز هذه التبريرات إلى معتقداته (وخصوصا إذا كانت المعلومات مبهمة).
    شن: قرأت على الإنترنت أن بعض الأشخاص لديهم القدرة على التأثير على الآخرين من خلال توجيه وتركيز أفكارهم ناحيتهم، هل لاحظت يا طبقة أنه حينما أركز على شخص بعيني بقوة أستطيع أن أصيبه بالصداع.
    طبقة: أنت جربت تركيزك على 10 أشخاص، وواثنان منهم فقط أصيبا بالصداع، ماذا عن الباقين؟
    شن: نعم، فعلا إثنان منهما أصيبا بالصداع، لقد نجحت التجربة، فعلا ما قرأته في الإنترنت صحيح، من الآن فصاعدا يجب عليك الانتباه مني وإلا سأصيبك بصداع لا ينفك إلا بالطلاسم.
    هنا تلاحظ أن شن يعتقد بوجود قدرة لديه على إصابة الآخرين بالصداع، كوّن هذا المعتقد بناء على قراءاته الغير صحيحة على الإنترنت، ومن خلال ملاحظاته الغير دقيقة قرر أنه هو السبب في إصابة الناس بالصداع، مع أن طبقة نوهت أن 80% من الناس لم يصبهم الصداع رغما عن التركيز، إلا أن شن قرر أن يتجاهل فشله، وركز على النجاح، وهذا هو جانب من جوانب الانحياز التأكيدي، وهو أن تنتقي النجاح وترفض النظر في الفشل.
    ولو أردنا أن نكون أدق لقلنا أن تركيز شن من الممكن أن يعالج الإصابة بالصداع من خلال التركيز وليس العكس، لاحظ أن 80% من الناس لم يصبهم الصداع، تخيل لو أن 10 أشخاص كان فيهم صداع وركز عليهم شن لتسبب شن بعلاج 8 منهم، إذن من الممكن أن ندعي أن لشن قوة على علاج الصداع بالتركيز، أليس كذلك؟ وربما يكون ذلك أكثر دقة مما يعتقده شن، ولكن حتى هذا الادعاء خاطئ، وهنا لابد من الانتباه إلى أنه لا يمكن في الأساس أن يقال لمثل ما قام به شن هو تجربة، التجربة لابد أن تكون لها ضوابط وموانع لأي تأثيرات أخرى غير موضوع التجربة، فلو أن شن أراد التجربة فعليه أن يتأكد من عدم وجود شخص واحد مريض مسبقا، أو أن كل الأشخاص في نفس الحالة النفسية بحيث لا تكون هناك ضغوطات تسبب الصداع، وهكذا، فلا يمكن أن يعتبر إصابة أي شخص من الأشخاص بالصداع إنما هو بسببه، وخصوصا إن كانت هناك أمور أخرى قد تكون خلف السبب.
    ولو أننا افترضنا أن شن ادعى أن مثل هذه الأمور لا تنجح في كل مرة، فمن الممكن أن تنجح في مرة وتفشل في مرة، ولكن بالتأكيد أنه حينما تنجح فهي بسبب قوة تركيزه، لنتفق مع شن، وإذا اتفقنا معه، لا نزال نستطيع أن نقوم بتجربة تثبت أو تبطل ادعاءه، حيث من الممكن إثبات تأثير التركيز على الناس إحصائيا.
    أما النوع الثاني من الانحياز التأكيدي هو أن يفسر الشخص الأدلة التي لا تتناسب مع المعتقد المسبق بطريقة لتتماشى الأدلة معه، تخيل مثلا لو أن شن يستطيع باستخدام التركيز على عملة مرمية في الهواء أن يجعلها تقع على الصورة، فيرمي العملة إلى الأعلى لتسقط على الأرض، فيركز، على العملة، فيصيب، وتقع العملة على الصورة، ثم يجرى التجربة مرة أخرى، ولكن حتى مع تركيزه لم تنزل العملة على الصورة، ماذا ستتوقع أن يقول شن؟ أتوماتيكيا سيلوم كل شيء إلا حقيقة التركيز، فمثلا من الممكن أن يقول أن تركيزه لم يكن كالمرة الأولى، أو أن الظروف أثرت فيه فأربكته قليلا، أو أن هناك تأثير لتركيز شخص آخر، اللوم يقع على كل ما يمكن أن يؤثر على التركيز، ولكن مبدأ التركيز سيكون راسخا بالنسبة لشن، وهذا تبرير واضح وتفسير بطريقة تجعل الأمور تتناسب مع اعتقاده.
    ولكن لو أن نفسك طويل وأردت أن تعطي شن الفرصة في إثبات نفسه يمكنك إجراء التجربة عدة مرات، وبإمكانه أن يكرر تجربة التركيز على العملة 100 مرة، وحتى تكون التجربة أكثر دقة لابد أن تضع العملة في غرفة ليس فيها أي تأثير للهواء، ولابد أن تكون العملة متساوية الوزن في جانبيها (حتى لا تنحاز العملة للسقوط على جنب دون آخر)، وأن ترمى العملة في كل مرة بنفس الطريقة (مثلا من خلال آلة دقيقة)، وأمور أخرى تضمن عدم وجود أي تأثير غير منضبط عليها، عندها نبدأ بالقياس، في التجرب قد يصيب شن مرات ويخطئ مرات أخرى، لا بأس، سنعطيه الحق بأن يخطئ بسبب الظروف الخارجة عن إرادته (مثل تركيزه)، وبعد الإحصاء نتساءل: ما هي النسبة التي من الممكن أن تعطينا تأكيدا بأن شن لديه القدرة على توجيه العملة للوجه المطلوب؟
    إحصائيا، لابد للعملة أن تقع على وجهها أكثر من 50% (بنسبة واضحة)، لماذا؟ لأنك لو رميت العملة عشوائيا ومن غير أي تأثير خارجي 100 مرة ستجد أن نزولها على الوجهين سيكون متكافئا، أي أن العملة ستقع على وجهها 50% من المرات وعلى الكتابة 50% من المرات تقريبا، إذن، حتى نصدق أن شن لديه قدرة التأثير على العملة، لابد أن تظهر أن قدرته هذه هي أفضل من العشوائية، وإلا سواء أركز شن على العملة أم لم يركز فكلاهما يأتي بنفس النتيجة، فلا فرق بين النتيجة العشوائية وبين تركيزه على العملة، أي أنه لم يضف شيئا باستخدام التركيز، وعندها يمكن رفض معتقد شن والإطمئنان إلى أنه لن يؤثر على الدماغ لإصابة طبقة بالصداع ولا القمار لتحكمه بالعملة.
    وهذا يذكرني بأمريكي كنت أعرفه أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية، حينما كنت هناك كان لي صديق مكسيكي تزوج من أمريكية، فتعرفت على أخوها، وهو مسيحي، ولكنه مسيحي متزمت، ويرى الأمور بطريقته الخاصة، أتذكر تماما حينما كان يصف لي كيف أن الله يترك له إشارات هنا وهناك وواحدة من هذه الإشارات هو رقما معينا (لا أتذكر الرقم، ولكني أذكر أن كان شيئا وسبعين)، فكان يقول لي أنه رأى هذه الرقم في لوحة السيارة التي أمامه، ونفس هذا الرقم أيضا موجود في رقم الضمان الإجتماعي له، وأمور أخرى، وكان يرى إشارات خاصة له من الله في هذه الأرقام، ويحاول أن يربط بين رؤيته للأرقام في تلك اللحظة مع حدث معين، وكنت في تلك الأيام أذكره أنه حينما يقود السيارة فإنه يرى العديد من الأرقام، ولكنه يبدو أنه اختار أن يركز على رقم معين، وكذلك في رقم الضمان الاجتماعي، وفي أي من الأرقام الأخرى، كم عدد الأرقام التي يمر عليها يوميا؟ إنها كثيرة جدا، ولكنه ركز على الأرقام التي ترتبط في فكرة مبسقة في ذهنه، وكأنه حدد النتيجة في البداية، ثم بحث عن الأدلة التي تدعم النتيجة، وإن كان من المفروض أن تأتي النتيجة لاحقا وبعد النظر في الأدلة المتفقة والمخالفة للفرضية.
    إذن، في مغالطة الإنحياز التأكيدي هناك من يتجاهل الفشل وينتقي النجاح، أو أنه يفسر الأمور بطريقة تتناسب تماما مع معتقده المسبق، الكثير من الناس تقوم بذلك لأنها لا تريد أن تتحدى مفاهيم مسبقة. والمشكلة التي تنتج من مثل هذا النوع من المغالطات أن كل الأطراف باعتقاداتها المختلفة وإن اختلفت اختلافا مطلقا متناقضا في أفكارها إلا أن كل منها يرى الأدلة في صالحها، ليس لأن الأدلة فعلا تقف مع كل طرف، ولكن لأن كل طرف ينتقي ما يشاء من أدلة ليدعم اعتقاده، وإن لم تدعم الأدلة اعتقاده فسرها بطرق تلوي الأدلة لصالحه، والدراسات تبين أنه حينما نتخذ موقفا معينا فإننا نجد أنفسنا مدافعين أو معللين لذلك الموقف، وقد دلت التجارب العلمية الكثيرة على أن الانحياز التأكيدي موجود بوضوح كتصرف خارجي، وحتى أنه موجود على مستوى المخ.
    أقميت دراسة في أمريكا على 30 شخصا، نصفهم جمهوريون متعصبون، والنصف الآخر ديمقراطيون متعصبون أيضا، وفي هذه الدراسة قام العلماء بعمل مسح للمخ أثناء التجربة، وكانت التجربة كالتالي، قُدم لكل طرف كلمات تلفظ بها كل من جورج دبليو بوش (الجمهوري)، وجون كيري (الديمقراطي) (كانت هذه في انتخابات سنة 2004)، وكانت الكلمات متناقضة مع موقف المرشح ذاته، أي أن كلمات جورج بوش متناقضة مع مواقفه، وكذلك بالنسبة لجون كيري فكلماته متناقضة معه، وبعد أن عرضت هذه الكلمات على الـ 30 شخصا، لاحظ العلماء أن الجمهوريون تركوا المرشح بوش وشأنه دون أي انتقاد، وانتقدوا كيري، والديمقراطيون انتقدوا بوش وتركوا كيري.
    المهم في هذه التجربة ما لاحظوه في مسح المخ، وهو أن النشاط في الأجزاء المسؤولة عن التفكير والتحليل والمنطقي كانت هادئة، بينما تلك الأجزاء من المخ المسؤولة عن العاطفة كانت نشطة جدا، أي أنه حينما تواجه الشخص أفكار متناقضة فإنه يفكر بها عاطفيا، ويحاول عقلنة تلك الأمور التي تتحدى ما يؤمن به مسبقا، الجمهوري لا يحب أن يكون جورج بوش متناقضا مع نفسه، فتنطلق العاطفة لتبرر هذه التناقض، لتشعر الشخص بارتياح.
    إذا أردت أن أقرب لك المعنى في المنطقة التي نعيش فيها، أنت الآن تنتمي لطائفة أو دين معين، اختر شخصية أنت تحبها، لو أنك سني مثلا اختر شخصا تحبه تعتبره مرموقا دينيا، وإذا كنت شيعيا اختر شخصا تحبه أيضا، ولو كنت مسيحيا اختر شخصية مسيحية تحترمها، وهكذا بالنسبة للمستمعين الآخرين، الآن إذا كنت شيعيا استمع للشخص الذي تحب، حتى وإن وجدت تناقضات في حديث الشخص لن تعبه لها، بل ستجد نفسك بطريقة أو أخرى تبرر اختلافاتها (تذكر في الانحياز التأكيدي أنت تعيد تفسير الأمور لتتناسب مع إعتقادك)، الآن استمع لشخص من الأطراف الأخرى، ستجد نفسك منتقدا للكثير مما يقوله الشخص الآخر، ما يحدث في تلك اللحظات في مخك، هو بالضبط ما حدث للـ 30 شخصا الذين أقيمت عليهم التجربة، مخك اشتعل في المناطق العاطفية، وبقيت الناحية المنطقية من المخ في حالتها الطبيعية لا تقوم بأي مجهود. ما عليك إلا أن تذهب إلى اليوتيوت لترى لقطات بالآلاف تكشف لك عن المدى الذي وصلنا له في نقد الآخرين خارج الطائفة أو الدين، كلها تدل على الانحيازي التأكيدي.

  2. #2
    من أهل الدار
    ✌عســل ذي قـار✌
    تاريخ التسجيل: November-2014
    الدولة: فـي جـزر ٱلصـمت ..
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,736 المواضيع: 228
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 4608
    مزاجي: برتقالي
    المهنة: مبـرمجة
    أكلتي المفضلة: ٱلبيتزا
    موبايلي: هونر
    مقالات المدونة: 30
    أحسنتي النشـر
    شـكرااا جزيلا ع مجهودك

  3. #3
    عضو محظور
    彡نور الشمس彡
    انرتي في مرورك العبق غاليتي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال