كان الوضع في الدولة الفارسية قبل الإسلام يمثل مأساة حضارية بكل المقاييس في كل الجوانب الأخلاقية، والاجتماعية، والدينية، والسياسية، والعسكرية على السواء.
المجتمع الفارسي
فقد كان الشعب في المجتمع الفارسي يخضع لنظام شديد الطبقية، وفيه مهانة كبيرة للإنسانية، فكان المجتمع مقسمًا إلى سبع طبقات أدناها عامة الشعب، وهم غالب سكان فارس، ومنهم العمال والفلاحون والجنود والعبيد، وهؤلاء ليس لهم حقوق بالمرة.
وكان بين طبقات المجتمع هوة واسعة لا يقوم عليها جسر، ولا تصل بينها صلة [1]، وكانت الحكومة تحظر على العامة أن يشتري أحد منهم عقارًا من أمير أو كبير، وكان من قواعد السياسة الساسانية[2] أن يقنع كل واحد بمركزه الذي منحه نَسَبُه، ولا يستشرف لما فوقه، ولم يكن لأحد أن يتخذ حرفة غير الحرفة التي خلقه الله لها - في زعمهم، وكان ملوك إيران -أو فارس- لا يولُّون وضيعًا وظيفة من وظائفهم، وكان العامَّة كذلك طبقات متميزة بعضها عن بعض تميزًا واضحًا، وكان لكل واحد مركز محدد في المجتمع[3].
وكان في هذا التفاوت بين طبقات الأمة امتهان للإنسانية يظهر جليًّا في مجالس الأمراء والأشراف؛ حيث يقوم الناس على رءوس الأمراء كأنهم جماد لا حراك بهم، وقد أكبر ذلك وأنكره المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، رسولُ المسلمين إلى الفرس أثناء فتوح فارس، ويتبين مما روى الطبري ما وصل إليه الفرس من الاستكانة والخضوع لسادتهم جريًا على عاداتهم.
قال: عن أبي عثمان النهدي قال: "لما جاء المغيرة إلى القنطرة فعبرها إلى أهل فارس أجلسوه واستأذنوا رستم في إجازته، ولم يغيروا شيئًا من شارتهم تقوية لتهاونهم، فأقبل المغيرة بن شعبة والقوم في زيهم، عليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب، وبُسطهم على غلوة [4]، ولا يصل إلى صاحبهم حتى يمشي عليها غلوة، وأقبل المغيرة وله أربع ضفائر يمشي حتى جلس معه على سريره ووسادته، فوثبوا عليه فَتَرْتَرُوه وأنزلوه وَمَغَثُوه [5]، فقال: كانت تبلغنا عنكم الأحلام ولا أرى قومًا أسفه منكم، إنا معشر العرب سواء، لا يستعبد بعضنا بعضًا؛ إلا أن يكون محاربًا لصاحبه، فظننتُ أنكم تواسون قومكم كما نتواسى، وكان أحسن من الذي صنعتُم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض، وأن هذا الأمر لا يستقيم فيكم فلا نصنعه، ولم آتكم ولكن دعوتموني. اليوم علمتُ أن أمركم مضمحل [6]، وأنكم مغلوبون، وأن مُلْكًا لا يقوم على هذه السيرة، ولا على هذه العقول"[7].
الجانب الديني في الدولة الفارسية
وعلى الرغم من التقدُّم الحضاري والعسكري الذي وصلت إليه الدولة الساسانية -وهو الأمر الذي أحدث توازنًا إقليميًّا مع الإمبراطورية الرومانية- فإن الوضع من الناحية الدينية كان متعسِّفًا لأقصى درجة.
لقد اتخذت الدولة الساسانية منذ بداياتها الزرادشتية [8] دينًا رسميًّا لها، وهذا الدين قائم على عبادة النار، وتقسيم العالم إلى عالم للظُّلمة وآخر للنور، وقال: إن نور الله يسطع في كل ما يشرق ويلتهب في الكون، وأمر بالاتجاه إلى جهة الشمس والنار ساعة الصلاة؛ لأن النور -في زعمه- رمز للإله، وأمر بعدم تدنيس العناصر الأربعة؛ وهي: النار والهواء والتراب والماء، ثم جاء من بعده علماء سَنُّوا للزرادشتيين شرائع مختلفة، فحرَّموا عليهم الاشتغال بالأشياء التي تستلزم النار، فاقتصروا في أعمالهم على الفلاحة والتجارة، ومن هذا التمجيد للنار واتخاذها قبلة في العبادات تدرَّج الناس إلى عبادتها، حتى صاروا يعبدونها عينًا، ويبنون لها هياكل ومعابد، وانقرضت كل عقيدة وديانة غير عبادة النار، وجُهلت الحقيقة، ونسي التاريخ[9].
ولما كانت النار لا توحي إلى عبَّادها بشريعة ولا ترسل رسولاً، ولا تتدخَّل في شئون حياتهم، ولا تعاقب العصاة والمجرمين، أصبحت الديانة عند المجوس عبارة عن طقوس وتقاليد يؤدُّونها في أمكنة خاصة، وفي ساعات معينة، أما في خارج المعابد، وفي دورهم ودوائر حكمهم وتصرُّفهم، وفي السياسة والاجتماع، فكانوا يسيرون على هواهم، وما تملي عليهم نفوسهم، أو ما يؤدي إليه تفكيرهم، أو ما توحي به مصالحهم ومنافعهم، شأن المشركين في كل عصر ومصر[10].
وعندما صار الأمر هكذا يُباح فيه كل شيء لأي أحد؛ أصبح أساس الأخلاق متزعزعًا مضطربًا، فصارت المحرماتُ النسبية -التي تواضعت على حرمتها ومقتها طبائع أهل الأقاليم المعتدلة- موضعَ خلافٍ ونقاش، ويذكر ول ديورانت في قصة الحضارة أن الأخ كان يتزوج أخته، والأب ابنته، والأم ولدها[11]، حتى إن يزدجرد الثاني الذي حكم في أواخر القرن الخامس الميلادي تزوج ابنته ثم قتلها[12]، وإن بهرام جوبين الذي تملَّك في القرن السادس كان متزوجًا بأخته[13]. ولم يكن هذا الزواج يُعَدُّ معصية عند الإيرانيين، بل كان عملاً صالحًا يتقرَّبُون به إلى الله، ولعلَّ الرحالة الصيني (هوئن سوئنج [14]) أشار إلى هذا الزواج بقوله: "إن الإيرانيين يتزوجون من غير استثناء"[15].
ثم ظهر ماني [16] في القرن الثالث الميلادي، فدعا إلى حياة العزوبة لحسم مادة الفساد والشرِّ من العالم، فحرَّم النكاح استعجالاً للفناء، وانتصارًا للنور على الظلمة -كما يدَّعِي- بقطع النسل، ثم قتله بهرام[17] سنة 276م قائلاً له: أنت الذي تقول بتحريم النكاح ليستعجل فناء العالم ورجوع كل شكل إلى شكله وأن ذلك حق واجب .. فمن الحقِّ الواجب أن يعجل لك هذا الخلاص الذي تدعو إليه وتُعان على إبطال هذا الامتزاج المذموم [18]. ولكن تعاليمه لم تمت بموته، بل عاشت إلى ما بعد الفتح الإسلامي[19].
ثم حدث انقلاب أخلاقي جديد أشدُّ فسادًا من انحرافات ماني؛ حيث ظهر مزدك [20] الذي وُلِد 487م، فأعلن أن الناس وُلِدوا سواء لا فرق بينهم؛ فينبغي أن يعيشوا سواء لا فرق بينهم، ولما كان المال والنساء مما حرصت النفوس على حفظه وحراسته كان ذلك عند مزدك أهم ما تجب فيه المساواة والاشتراك. قال عبد القاهر البغدادي [21]: "المزدكية الذين استباحوا المحرمات وزعموا أن الناس شركاء في الأموال والنساء، ودامت فتنة هؤلاء إلى أن قتلهم أنوشروان في زمانه" [22].
وقال الطبري: "افترص السفلة ذلك واغتنموا، وكاتفوا مزدك وأصحابه وشايعوهم، فابتلي الناس بهم وقوي أمرهم، حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله لا يستطيع الامتناع منهم، وحملوا قباذ [23] على تزيين ذلك وتوعدوه بخلعه -أي إن لم يفعل- فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى صاروا لا يعرف الرجل ولده، ولا المولود أباه، ولا يملك شيئًا مما يتسع به"[24].
هذا الوضع دفع كسرى قباذ إلى أن يناصر هذه الدعوة الفاسدة، بل ينشط في نشرها وتأييدها، حتى انغمست إيران بتأثيرها في الفوضى الخلقية وطغيان الشهوات.
الجانب العسكري في الدولة الفارسية
أما على الجانب العسكري؛ فقد كانت قوة الفرس جنودًا قائمة على الخيالة والرماة، وكانت طريقتهم في القتال أن يمطروا العدوَّ سهامًا، ثم يجترفوه بجملة من الفرسان في التوقيت الملائم[25]، وكان لدى الساسانيين فرقة من عشرة آلاف من الفرسان المختارين (فرقة الخالدين)، وفرقة أخرى من الفدائيين تمتاز بالجرأة وتحدي الموت، كما كان الفرس يستخدمون الأفيال في القتال، وكانت الفيلة تتخذ مكانها خلف الفرسان، وكانت أصواتها ورائحتها ومناظرها غير المألوفة لأعدائهم تلقي الرعب فيهم وفي خيلهم[26].
وقد بلغ جيش الفرس بقيادة رستم الذي واجه المسلمين في القادسية مائتي ألف مقاتل [27]؛ فقد كانت لديهم أعداد كثيرة يُلْقُونها في الحروب بلا حساب.
وشهدت الإمبراطورية الفارسية تفرقة في المعاملة لرعاياها تبعًا لدينهم، وكان أوَّل اضطهاد حقيقي وقع على نصارى إيران قد بدأ منذ عام 339م حتى وفاة سابور الثاني [28] عام 379م، وكان ذلك الاضطهاد في ولايات الشمال الشرقي، وفي المناطق المتاخمة للإمبراطورية الرومانية، وقدَّر بعض المؤرخين ضحايا اضطهاد سابور بستة عشر ألفًا، وهم الذين عُرفت أسماؤهم، وكذلك لم يكن أردشير الثاني [29] خليفة سابور مُحبًّا للنصارى؛ لذلك امتدَّ اضطهاد الساسانيين لنصارى إيران مدَّة قرنين متتاليين[30].
وعلى الرغم من الهدوء النسبي بين نصارى إيران وبين خلفاء أردشير الثاني، فإن الأمور قد عادت إلى سابق عهدها في أواخر عهد يزدجرد الأول [31] (ت 420م) الذي عيَّن (مهر نرسي) - عدو النصارى الأول في إيران- رئيسًا للوزراء، وما كاد بهرام الخامس [32] يعتلي العرش حتى بدأ في اضطهادٍ ممنهج ومنظَّمٍ لنصارى إيران؛ ممَّا أدَّى إلى فرار النصارى المجاورين للعرب إلى الأراضي البيزنطية، وقد أثار (مهر نرسي) القبائلَ العربية الموالية للفرس ضد النصارى، فقُتل عدد لا يُحصى منهم.
بل نال الاضطهاد الفارسيُّ بعضَ النبلاء الذين دانوا بالنصرانية، وأفرادًا من الأسرة المالكة مثل (بير جشنَسَب) ابن أخي سابور الثاني، والذي دخل النصرانية وسمَّى نفسه بالاسم السرياني (مارسابها) [33].
العلاقة بين الدولتين الرومانية والفارسية
كانت الدولتان الفارسية والرومانية في هذه الفترة فرسي رهان يتسابقان على زعامة العالم، وفي إطار هذا التنافس حدثت سلسلة من الحروب الدامية بينهما، وقد راح ضحية هذه الحروب الآلاف من أبناء الدولتين من دون جريرة؛ فقد كان الجنود عبيدًا ليس أمامهم إلا الانصياع لأوامر ورغبات الحاكم الجامحة الطامعة، ولم تكن هناك أي رسالة للحاكم أو الجيش اللهمَّ توسيع مساحة الأرض المملوكة!
ولعلَّ من أشهر الحروب والمعارك التي خاضتها الدولتان في هذه الفترة المعارك التالية:
- معركة دارا
التي وقعت في عام 530م، التي كانت قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بأربعين عامًا تقريبًا، وفيها تقابلت الجيوش الفارسية والجيوش البيزنطية في شمال سوريا، وبعد قتال مرير استطاع البيزنطيون هزيمة الفرس، وكسب هذه الجولة من الجولات الحربية الدامية التي كانت مشتعلة بين الدولتين[34].
- معركة مالاطيا
التي وقعت في عام 574م بعد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة أعوام، وتعتبر هذه المعركة من أكبر معارك القرن السادس الميلادي، وفيها اصطدمت جيوش الفرس بقيادة أنوشروان مع الجموع الكبيرة التي حشدها البيزنطيون ليدافعوا عن بيزنطة، وفي هذه المعركة -أيضًا- انهزم الفرس، وفرَّ أنوشروان من المعركة[35].
- معركة أركسامون
التي وقعت في عام 605م في منطقة تقع بين أورفه والنزيب شمال سوريا، والتي التقت فيها جيوش الفرس بقيادة كسرى الثاني بارويز بالجيش البيزنطي، فقد استطاع الفرس أن يُلحِقوا بالروم هزيمة كبيرة، ولكنها لم تكن حاسمة[36].
فهذه أمثلة لبعض الحروب التي وقعت بين الفرس والروم بحثًا عن الزعامة والاستئثار بثروات العالم.
والملاحظ في كل هذه الحروب أنه لم يكن هناك اهتمام بالمرَّة براحة أو أمان الجنود؛ بل اعتاد الفرس أن يربطوا جنودهم في المعارك بالسلاسل، ليمنعوهم من الفرار! وقد شاهد المسلمون ذلك بأعينهم في أكثر من موقعة مع الفرس، لعلَّ من أشهرها موقعة الأبلة [37]، التي كان المسلمون فيها تحت قيادة البطل الإسلامي الفذِّ خالد بن الوليد رضي الله عنه، وفيها انتصر المسلمون، وعُرِفت الموقعة باسم "ذات السلاسل" [38]؛ لأن الفرس كانوا يربطون كل عشرة من الجنود في سلسلة؛ لكي لا يفروا[39]! وفعل الروم ذلك أيضًا[40].
[1] أرثر كريستنسن: إيران في عهد الساسانيين ص590.
[2] الإمبراطورية الساسانية: هي إمبراطورية فارسية أسسها أردشير بن بابك بن ساسان، وإلى جده ساسان نُسِبت، وقد حكم أردشير في الفترة (226 - 241م)، وفي عهده أصبحت الديانة الزرادشتية هي دين الإمبراطورية الساسانية الرسمي.
[3] أرثر كريستنسن: إيران في عهد الساسانيين ص418-422 بتصرف.
[4] الغُلُوَّ: مجاوَزة الحَدِّ، والغَلْوَةُ: قدرُ رَمْية بسهمٍ وقد تستعمل الغَلْوة في سباق الخيل والغَلْوَةُ الغاية مقدار رَمْيةٍ، انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (غلو) 15/131، والمعنى أنهم لشدة بذخهم يفرشون بُسطهم الثمينة لمسافة طويلة.
[5] التَّرْتَرَةُ تحريك الشيء، والمَغْثُ العَرْك في المصارعة، ومَغَثُوا عِرْض فلان أي شانوه ومضَغُوه، انظر: انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (ترتر) 4/89، ومادة (مغث) 2/190، والمعنى أنهم أساءوا إليه القول ودفعوه وكادوا يتعاركون معه لما رأوا من جرأته عليهم ومعاملته قائدهم بما لم يعتادوه.
[6] اضمحل: ضعف وانحل شَيْئا فَشَيْئًا حَتَّى تلاشى وَيُقَال اضمحل السَّحَاب انقشع.
[7] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 3/522، وابن الأثير: الكامل في التاريخ 2/299، وتاريخ ابن خلدون 2/530.
[8] الزرادشتية: نسبة إلى زرادشت وهو فيلسوف إيراني (عاش ما بين 1500-1600 ق. م) مؤسس الديانة الزرادشتية، وهي ديانة مثنوية؛ أي أن أصحابها يعتقدون بوجود إلهين؛ أحدهما: أهورامزدا وهو إله للخير، والآخر: أهريمان وهو إله للشر، ولها كتاب مقدس عند أتباعها اسمه الأبستاق.
[9] انظر: شاهين مكاريوس: تاريخ إيران، ص221-224.
[10] انظر: أبو الحسن الندوي: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ص44، 45.
[11] ول ديورانت: قصة الحضارة 2/441.
[12] Historian's History of the World V. 8. P. 84.
[13] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/178، 181.
[14] هوئن سوئنج (يوان تشوانج) : رحالة صيني من مدينة تشانجان الصينية، أشهر البوذيين الصينيين زار الهند في القرن السابع الميلادي.
[15] أرثر كريستنسن: إيران في عهد الساسانيين ص430.
[16] ماني: هو راهب بحران، ظهر في زمن الملك الفارسي سابور بن أردشير، أحدث دينًا بين المجوسية والنصرانية، فسمى ديانته بالمانوية، وهي ديانة ترى أن العالم مركب من أصلين وهما نور والظلمة، وأن كليهما غير متناه إلا من الجهة التي لاقى منها الآخر. وقتله بهرام بن هرمز. انظر: ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/37.
[17] بهرام الأول (273-276م): ملك من ملوك الدولة الساسانية الفارسية، قام بقتل ماني مؤسس الديانة المانوية.
[18] ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/37.
[19] أبو الحسن الندوي: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ص41.
[20] مزدك: فيلسوف فارسي معروف، ظهر في أيام كسرى قباذ والد أنو شروان (488-513م)، ودعا قباذ إلى مذهبه فأجابه، واطَّلَع أنو شروان على افترائه فطلبه فقتله، وكان قد أحلَّ النساء وأباح الأموال، وجعل الناس شركاء فيهما.
[21] عبد القاهر البغدادي: عالم متفنن من أئمة الأصول، كان صدر الإسلام في عصره، وُلد ونشأ في بغداد، ورحل إلى خراسان فاستقر في نيسابور، كان يُدَرِّس في سبعة عشر فنًّا، وكان ذا ثروة، من مؤلفاته: أصول الدين، والناسخ والمنسوخ، والملل والنحل، والفرق بين الفرق، توفي سنة (429هـ=1037م). السبكي: طبقات الشافعية الكبرى 5/136-148.
[22] عبد القاهر البغدادي: الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية ص251.
[23] قباذ بن فيروز: من ملوك الساسانيين، حكم ثلاثًا وأربعين سنة (488- 531م)، وحارب مملكة الخرز في مواقع فاصلة، وحارب الروم أيضًا، وكان قد أظهر الزندقة تأثرًا بمزدك.
[24] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/92، 93.
[25] أرثر برني في كتابه فن الحرب (Arthur birnie: The Art of War)، نقلاً عن العقاد: عبقرية خالد ص135.
[26] أرثر كريستنسن: إيران في عهد الساسانيين ص200.
[27] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 3/505، وابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 4/164.
[28] سابور الثاني (309 - 379م): من أشهر حكام الإمبراطورية الفارسية في عهد حكم الساسانيين، يُعرف بذي الأكتاف أو سابور الكبير، حيث بلغت إمبراطوريته ما لم تبلغه غيرها.
[29] أردشير الثاني: إمبراطور فارسي (379م - 383م)، من الحكام الساسانيين.
[30] La bourt, le chrisianisme dans l,empire perse sous la dynastie sassanide, paris 1904, pp.45, 53, 78.
[31] يزدجرد الأول: إمبراطور فارسي (399 - 420م)، من الملوك الساسانيين، وهو من مكَّن للمسيحيين أن يجهروا بعبادتهم في بلاده ومن إعادة كنائسهم، إلا أنه انقلب عليهم نصرة للمجوس على المسيحيين.
[32] بهرام الخامس: إمبراطور فارسي (420 - 438م)، من الملوك الساسانيين، هو أحد أكثر الملوكِ الساسانيين المشهورين، وبطل العديد من الأساطير، التي تَسِمُه بالعدل والشجاعة، إلا أنه مارس سياسة قاسية تجاه الأقليات الدينية في دولته وخاصة المسيحية.
[33] أرثر كريستنسن: إيران في عهد الساسانيين ص266، 267، 298، 299.
[34] ماجد اللحام: معجم المعارك الحربية ص140.
[35] المصدر السابق نفسه ص300.
[36] المصدر السابق نفسه ص27.
[37] الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة، وكانت الأبلة حينئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى. ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/77.
[38] ذات السلاسل (موقعة الأبلة): وقعت في شهر المحرم عام 18هـ، وكانت بين المسلمين والفرس، وكان المسلمون بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه وعددهم 18 ألفًا، وكان الفرس بقيادة هرمز وعددهم 120 ألفًا، تاريخ ابن خلدون 2/507.
[39] تاريخ ابن خلدون 2/508، وانظر: الطبري: تاريخ الرسل والملوك 3/ 348، وفي تاريخ الطبري في وقعة نهاوند: خرجت الأعاجم قد شدوا أنفسهم بالسلاسل لئلا يفروا. انظر: الطبري: تاريخ الرسل والملوك 4/116، وابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 4/269، وذَكَرَ أن الفرس في فتح أصبهان "تسلسلوا كل عشرة في سلسلة، وكل خمسة وكل ثلاثة". تاريخ الرسل والملوك 4/143.
[40] دخل من الروم في معركة اليرموك ثلاثون ألفًا في السلاسل، كل عشرة في سلسلة لئلا يفروا. انظر: ابن عساكر: تاريخ دمشق 2/ 150، والكلاعي: الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء 2/ 283، وابن كثير: البداية والنهاية 7/ 10.
د.راغب السرجاني