"الخبرة والزمن"
اعداد زياد حسن العريّض
........
ان الخبرة تعتبر ذاكرة موجهة هدفها تنظيم الحاضر وتبرير الفعل الذي يقع فيه. وعلى الرغم
من ان الخبرة تكمن في نحو واحد فقط من أنحاء الزمن هو الماضي، إلا أن تطبيق الخبرة يتم
في الزمن الحاضر، ولذلك فمأثور الحكمة يقرر أننا إذا اردنا فهم الحاضر فعلينا بفهم الماضي،
فكل افعالنا الحاضرة تكتسب من الماضي القدرة على التحقيق والمبادأة على التفاعل
والحبكة في التبرير. وتتمثل خبرتنا بالزمن في صور كثيرة: فنحن نفهم التعاقب متمثلاً في
علاقتي القبل والبعد عندما يتتالى حدثان في الواقع المباشر، ونلمس التغيير حسيّا فيما يطرأ
على جسمنا من اختلافات نتيجة انصرام العمر، كذلك يبدو لنا التغيير في الظواهر الطبيعية
كتعاقب الليل والنهار والتطور والتدهور اللذان يلحقان بالموجودات كالنمو في النباتات والبلى
في الاشياء، كما يظهر الزمن في خبرتنا الحسيّة أيضاُ من خلال الحركة والسرعة كتحديد
المسافة الزمنية التي يقطعها من مكان الى اخر.
وهكذا يتبين أهمية الزمن في حياتنا العملية حينما نعرف الوقت ونقرأ الساعة ونضع تحديدا
لأفعالنا، لنأخذ العبر من الزمن ولتكن لنا خبرة من كل شيء يمر بنا، فلا ندعه يمر مرور الكرام
ولا نعتبر به ! قال الامام علي عليه السلام ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار.
...........
انتهى