فسرعان ما أبدا الشفق الاحمر روعته ، والتفت الشمس هناك بصحبته فدعاهم الغروب بالتقاط صورا برفقته ، فالتزم الليل بموعده وعاد ليعم ظلامه ويخبرهم بموعد الرحيل ، فافترقت الايدي وأدبرت الوجوه وعاد كل منهما يسرد طريقه بقلب موجوع وبأعين تغمرها الدموع ويوم سعيد مضى والان حان الرجوع ، فأخذت تعوي رياح العودة وهبت تحدث بافتراق الاحبة ، فاهتزت الاشجار غضبا وحدثت حفيفا مفزعا ، فصرخت عاليا : "سحقا لواقع يقودنا اليه ، تغمرنا فيه امواج من الاهات ، يسلب من أعمارنا أعوام وسنوات وينتظرنا كل ليلة بكم من الذكريات ،لتزداد أيامنا بالالام ساعات وساعات " ، فيرتد صدى كلماتها اليه فيصرخ ردا عليها : "سحقا لواقع مرير يخرجنا من اجمل أحلامنا ، يعكر صفحات حياتنا ، يلطخ نقاء أيامنا ، فيردنا اليه ، سحقا لواقع أصبح الركن الذي يسبق الجحيم ، ففي عروقنا تسير الحرقة وشهيقنا تحول غصة كلما اتخذنا أنفاسا يجرحنا ، وزفيرنا بات شعلة كلما خرجت حرقت وجوهنا فاندثرت ملامحنا وكدنا لم نعرف أنفسنا لكننا سعداء ، ننتظر غدا ويأتي غدا فنراه أسود ولكننا نلون الغد بالألوان فنراه جميل فما اجمل الرسم بالالوان على لوحة سوداء لكننا سعداء ، نتقدم الي الأمام خطوة لكي نكتشف ماذا هناك وعندما نرى هناك نتمنى لو لم نراه وبرغم كل ذلك لكننا سعداء