سير وكأنها تسير الى الوراء ، تحدثت اليه بصوت مهموس أشبه بنبض خائف ، نعم هو نبض شفاتها اليه ، تسير على نهم زخات المطر التي تجلد يداها المتجمدتان التي كادت لم تشعر بهما من شدة البرد ، تسير في عتمة ذاك الضباب الذي سرعان ما اختفى وأبدى لها الأضواء الخافتة التي تنير الارصفة والطرقات ، تحدث اليها قائلا لا تتأخرين فأنا انتظرك هناك ، لا تتأخرين فأنا انتظر كل دقيقة لكي أكون بجانبك ،عبارات بقيت تتردد بداخلها وهي تمضي مسرعة الى ذاك المكان ، تسير ولم تعد تلتقط انفاسها خوفا من الليل الحالك وأصوات الحيوانات المخيفة تارة ، وتسارع عقارب الساعة وقدامها المتخبطة المتشنجة من البرد القارص تارة أخرى ، هنا تريد ان تقف لكي تجمع قواها وهنا تريد أن تسير لكي تصل في الوقت المناسب وما بين هنا وهناك دقات الساعة المتناغمة مع نبضات قلبها ، دقات ساعة تسارع الوقت ونبضات قلب تسارع الاشتياق ، وما بين تسارع الوقت وتسارع الاشتياق حدث لحظي الا وهو اللقاء .