النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

الخطاب المثالي في الفلسفة الألمانية الحديثة. دراسة تحليلية ونقدية الفصل الاول

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 365 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    عضو محظور
    彡نور الشمس彡
    تاريخ التسجيل: August-2015
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,345 المواضيع: 769
    التقييم: 4774
    مزاجي: حسب الجو
    أكلتي المفضلة: حلويات +معجنات
    موبايلي: كلاكسيA72
    آخر نشاط: 1/September/2022

    الخطاب المثالي في الفلسفة الألمانية الحديثة. دراسة تحليلية ونقدية الفصل الاول

    الإشكال، الفرضيات و المنهج
    1انخرط بحثنا في إشكالية مضمون الفكر الألماني الحديث، واستقصاء الأسباب التي جعلت هذا الفكر يوسم بصفة المثالية. وقد افترضنا في بداية بحثنا أنه فكر وريث للمثالية اليونانية، ولكن التعمق في الموضوع جعلنا نكتشف عمق الصراع الحضاري الموجود بين الألمان والفرنسيين، ما جعلنا نفترض بأن صفة المثالية هي شكل من أشكال الإقصاء الممارس على فكر، أقل ما يقال عنه أنه يفكر بالمفهوم ويجتهد في إنتاجه وتوظيفه في جميع المجالات، بدءا من ليبنتز إلى شلنج. ولكن من الصعب الإحاطة بالفكر الألماني والتحكم فيه لعدة أسباب، تتعلق أولا بلغته، وثمّ بشخصياته التي حاولنا الاقتراب منها، إلى الحد الذي أصبح فيه بحثنا مفتوحا على المراجعة والتصحيح الدائمين. وقد مكننا المنهج النقدي من إجراء قراءات متقاطعة ومقارنة من غير الاكتفاء بالإحكام السابقة ومن أجل الإحاطة بموضوع البحث قسمنا بحثنا إلى ثلاثة فصول :
    الفصل الأول : عن مفهوم المثالية واستخداماتها
    2إن نظرية المعرفة تعنى بالبحث في شروط إنتاج المعرفة، وبالتالي التركيز على القسمة الحاصلة بين عقل وواقع، وبين عالم حسي (واقعي) وعالم روحي (مثالي). وإن مفهوم مثالي سيظهر للمرة الأولى في اللغة الفلسفية في نهاية القرن 18، حيث أن ليبنتز يعارض المثالي بالمادي، وقبل ذلك كان الباحثون يستخدمون مصطلح "اللامادي" كما هو الشأن عند باركلي. و لقد أصبحت كلمة مثالي تطلق أيضا على المذهب الأفلاطوني، باعتباره مذهب الأفكار. أما من حيث الدلالة فإننا نفهم من المثالية حاليا النزعة الفلسفية التي ترجع الوجود كله إلى الفكر، كما أنها أيضا الموقف الذي يخضع الفكر والسلوك لمثالUn idéal، وفلسفيا هي النسق الذي يرفع الفكر فوق الحواس والتجربة. ويمكن النظر إلى المثالية نظرة عامة، من حيث أنها ملازمة لكل فلسفة، فقد كتب شوبنهور بأن على الفيلسوف الحقيقي أن يكون مثاليا. وحسب برنارد بورجوا فإن المثالية هي جوهر الفلسفة، وأن كل فلسفة هي مثالية، كنتيجة للمصادرة المثالية المتمثلة في أنه لا توجد معرفة إلا بالأفكار. وعموما فإن مثالية الفلسفة تكمن في عدم الاعتراف بأن المنتهي موجود حقيقي.
    3أما فيما يخص مفهوم "المثالية الألمانية"، فهو اسم عام أطلق على جملة الأنسقة الفلسفية المطورة في ألمانيا في نهاية القرن 18 وبدابة القرن 19. ومن أهم ممثليها فيخته، شلنج، هيجل والتي توصف أنسقتهم بالمثالية الذاتية والمثالية الموضوعة والمثالية المطلقة. فهي تتجسد في الفلسفات التي أرادت أن تتجاوز الكانطية، أي الفلسفات التي أرادت التأكيد على إمكانية وجود ميتافيزيقا نظرية، وخاصة مع هيجل. ويرجع مارك كوفمان مصدر المشروع المثالي الألماني إلى "النص المحير" المعنون بـ "أقدم برنامج نسقي للمثالية الألمانية" والمكتوب إما سنة 1795 أو 1796، والذي يعتبره الثمرة المحتملة للقاء طلبة ثلاث هم هيجل، شلنج، هولدرلين.
    4يتبين بالتالي أن هناك اختلافا جوهريا بين مفهوم "المثالية" التي هي ملازمة بشكل عفوي لكل الفلسفات، وبين مفهوم "المثالية الألمانية" كمشروع انخرط فيه بشكل قصدي وواع عدد من الشخصيات الفلسفية، إلا أن ذلك المشروع يظل مرتبطا بنص محير، وكأن الذين أقدموا على كتابته فضلوا أن يخفوا هوياتهم، وكأنهم يؤسسون لشيء "محرم" أو" ممنوع"، ما يجعلنا نتساءل من جديد عن مدى صحة ومصداقية هذا الطرح.
    5لقد ارتبطت المثالية التي ألحقت حصريا بالفكر الألماني بالإصلاح الديني، وخاصة مع غريقوار الكبير في القرن 11، حيث اعتبر الدين حركة الأشخاص الإلهيين في الأشخاص الإنسانيين. وكان الإصلاح مسبوقا بجهد القديس أنسلم حين تساءل عن السبب الذي جعل الله يتحول إلى إنسان، مركزا على "نص التكوين"، والذي يذكر فيه أن الله خلق الإنسان على صورته.وامتد الإصلاح مع لوثر (ق 16) الذي أضفى على الممارسات الدينية طابعا مثاليا (تجاوز متاجرة الكنيسة مع الله) يقربها من المسيحية البدائية، كما أضفى عليها طابعا عمليا، من حيث أن خدمة الله لا تكون في دور العبادة، وإنما مكانها هو الحياة الدنيوية من خلال العمل بكل أشكاله. ولقد أسفرت الإصلاحات إلى نتيجة مهمة مفادها أن الحكمة في الجنون والحياة في الموت، والمجد في الصليب. وبواسطة المسيحية أصبح للإنسان هدفان مثاليان أحدهما أرضي والآخر سماوي، فالوصول إلى تحقيق المملكة الإلهية في قلب الإنسان وعلى الأرض، يضمن الوصول إلى المملكة الإلهية في العالم الآخر والحياة المثالية تنحصر في الحب والتواضع والابتعاد عن كل مشتهيات الحياة ومتعها.
    6وقد تعزز الفكر المثالي بفضل الارتباط الحاصل بين الفلسفة والأدب، فالمفكرون الألمان تأثروا في البداية بالأدب الفرنسي المتبني للمذهب الكلاسيكي المجسد للحركة الدورية للتاريخ، والداعي إلى التقيد بالأصول والضوابط اللغوية الموروثة عن العصور القديمة، ولكن بعدها قوي الحس الوطني لديهم، ما ولد رغبة في التحرر الثقافي، بالاعتماد على نظرة خاصة للإرث اليوناني، من منطلق تجاوز العقل لصالح الطبيعية، فظهرت الرومانسية. و قد فضّل الفكر الألماني العودة إلى الماضي المتخيل، بدل المستقبل اليوتوبي الفرنسي. وكتاب رويديجر زافرانسكي Safranski حول " شيللر Schiller أو اختراع المثالية الألمانية"، الذي صدر بمناسبة مرور 200 عاما على وفاة هذا الأديب، أكد أن أعماله وخاصة مسرحياته لها تأثير على الرأي العام المعاصر له، فهو مخترع المثالية الألمانية وليس فقط الشاعر القومي الأسطوري، لأنه رغم مشاكله الصحية الجسيمة استطاع تحويل طاقته الإبداعية إلى مسرحيات ضخمة قابلة للتنفيذ المسرحي. والمثالية في مفهوم شيللر تفتح الطريق في اتجاه الحرية الإنسانية وتقرير المصير. وكانت الإرادة لديه أداة للحرية، لذلك لم يقبل فصل الحاجة الحسية عن الأمر المطلق كما هو عند كانط. وإن التقاء كل من هيجل و هولدرلين و شلنج في غرفة واحدة أثناء دراساتهم الجامعية أسس لعلاقة فريدة بين الأدب والفلسفة، بالتركيز على أهمية "الحساسية" La sensibilité و"السذاجة"، التي هي سمات ملازمة للطفولة، كما تعدّ أيضا شرط ضروري للانفتاح على الحقيقة. إننا نملك في الواقع حياتين : الحياة التي نحلمها عند الطفولة، والتي نواصل حلمها ونحن كبار، وهناك الحياة التي نتقاسمها مع الآخرين، أي الحياة العملية والنافعة والتي يكون مآلها الموت.
    7ولكن، وكما هو الحال بالنسبة لليونانيين فقد حصل سوء فهم لطبيعة التفاعل بين التيارات والمذاهب المتعددة، والتي كانت حسب رأي هيدجر تتعايش فيما بينها بشكل جيد، وإذا كانت كل نزعة أفلاطونية تفرق في أيامنا هذه بين الواقعي والمثالي، إلا أن العلاقة بين هذين الحدين تبقى غير موضحة. وواقعة كون هذه العلاقة غير موضحة يجب أن يدفعنا إلى التفكير في الفلسفة. ألا يمكن أن تكون الفرضيات الأولى قد طرحت بطريقة غير جدية؟ ولا يمكن التأكد من هذا الطرح المغاير، إلا من خلال إدراك الجوهر البرغماتي للفكر الألماني وطريقة عمله.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرا لمجهودك اختي

  3. #3
    عضو محظور
    彡نور الشمس彡
    شكرا للتواجدك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال