الأحد ...2015.8.16.
.......
حُلم الكل البلد الذي لا يوجد في أي مكان! إعداد زياد حسن
____
ليس من المبالغة إن قلت ان مفهوم المدينة الفاضلة ليس له أي مصداق سوى في الكتب،
وأنها هي الحلم الذي طالما تغنى به الشعراء والضعفاء بل وحتى الانبياء، حلم كان وما يزال
مدار بحث وجدل، ليس بحثاً عن المصطلح بل المدينة التي سيكون همها الاول والأخير هو
النظام الامثل للحكم، والذي يضمن الحرية والعدالة والمساواة لجميع المواطنين. قبل اقل من
سبع سنين، كتبت مقالة أسميتها كتب خالدة، فكان أحد هذه الكتب هو كتاب "الجمهورية"
لإفلاطون، الذي يعتبر اول من وضع معالم هذه الدولة بمفهومها الحديث والمدينة بمفهومها
القديم، هناك اكثر من كتاب يستعرض أهم ما يجب ان تقوم عليه المدينة الفاضلة، فكتاب
محاورة "السياسة" لأفلاطون (المعروفة خطأ باسم "الجمهوريّة") النموذج الأقدم لهذا النوع
من المؤلفات إذ أستعرض فيها افلاطون نظم الحكم القائمة في البلاد اليونانيّة وكل منها تكوّن
دولة قائمة برأسها. فوجد ان النظام الأمثل هو الأرستقراطيّة أي "حكم الأفضل" لانه قائم
على الفضيلة، لكنه ما يلبث ان يفسد ويتحول الى "تيموقراطيّة" اي الحكم القائم على الطمع وحب التشريفات، وهذا ايضاً يفسد ويتحول إلى "أوليجاركية" وهو حكم الأقليّة القائم على الجشع وسلطة الثراء. وبعد ذلك ينجم واحد من هذه الاقليّة فيستثير غرائز العامة "الشعب" وينادي بحكم الشعب، أي "بالديمقراطيّة" لكن الإفراط في الحرية يؤدي إلى الفوضى، والفوضى تؤدي إلى قيام طاغية يدعي أنه سيعيد النظام والامن. وهكذا تتحول "الديمقراطية" إلى طغيان أو الحكم الإستبدادي. وللخلاص من هذه الانظمة يقترح أفلاطون "المدينة المثلى" وهذه أهم صفاتها: أولاً: الحكمة. ثانياً: الشجاعة. ثالثاً: العدالة. وفيها كل فرد يؤدي الدور المنوط به. ولا سبيل إلى تحقيق هذه المدينة المثلى إلا اذا تولى الحكماء الحكم لأنهم وحدهم الذين يعرفون ما هو الخير. ثم توالت في الفكر الاوربي المحاولات لتخيل هذه المدن المثلى مثل:
1- "مدينة الله" للقديس أوغسطين.
2- مؤلفات "يواتيم الفلوري" والتخيلات حول سنة ألف.
3- ثم جاء توماس مور فاقترح في "يوتبياه" نظاماً يتميز بما يلي:
أ- إلغاء الملكية الشخصية.
ب- تقليص سلطة الدولة إلى أقل درجة ممكنة.
ج- المساواة بين الافراد تجاه العمل الانتاجي بحيث يقل المجهود في العمل الى اقل درجة ممكنة. 4- تومازو كمبانلا في كتابه "مدينة الشمس".
5- فرنسيس بيكون في "أتلانتس الجديدة".
6- "كومنولث أوسيانيا" تأليف هارنجتون. وانقسمت هذه الاتجاهات الى اربعة اقسام:
1- اتجاه سياسي لوضع أفضل دستور لحكم البلاد.
2- اتجاه اقتصادي اجتماعي يتعلق بالملكية وتوزيع الثروة وكيفية العمل والانتاج والاجور.
3- اتجاه ديني وأخلاقي يريغ الى صبغ المجتمع بصبغة دينية او اخلاقية معينة. 4- اتجاه فلسفي يهدف الى تحقيق"القيم" ووضع نظام للناس كافة.
.....
انتهى