أرفعُ قبعتي للشمس/ اُحيّي ابتسامتها الحارقة/
وأرمي خُطاي في التيه الخصيب/..... المكان الذي يُؤويني/
تحرسُه خناجرُهم / يحزّون بها رؤوسَ الأنام/
.... في اصبعك خاتمُ زيف / يغوي العيون/
وأنتَ سماءٌ بلا سماء/ فمَنْ سيُروّجُ هُويتَك؟ /.
..... وما دام رأسُك مخزنَ حماقات/ فأمضِ قُدماً /
فالمسافةُ ترجمك بالأوام /............/ أنتِ أيتُّها الشجرةُ /
لمَ تتلفّعينَ بدم الخريف؟/ فما زالَ الصيفُ في بَدئه /
يغذُّ خُطاه / فوق قيوظ المسرّة /...... وما عاد الطريقُ /
ذاك الذي كان يجمعنا / فما الذي شقّ ما بينا؟ /
تعاليَ نصطفِ ثانيةً/ نكنْ كما كنا /
..... من ريشك ايّها الطائرُ القزحيّ / نسجتُ عشّاً لأياميَ الآتبات /.
..... هذا الماءُ سليلُ مجراه / أمينٌ لجريانه في مفردات الحكمة /
.... في نهار الضباب يتمشّى طلّي / يتعكّزُ على الصفاء /
تُرى أينَ سترقدُ السفينة ُ ذي الليلةَ؟ / أفي حُضن عُرسها /
أم تدّثرُ بعرق الفرح /...... كنتُ آويتها في عيني /
جوارَ حماقتي الفاتنة / ههنا يتجمّرُ عقلي بالجنون /
يا لَخبالي؛ الغيمةُ قُبعةٌ تظلّلُ فضولي /.
.... الضحكةُ الضبابيةُ لقمةُ الفطور / والعشاءُ نشحذه من رغوة الغفلة /
لمَ تنامُ ايّها السهرُ وعُكّازُك تحت اللحاف؟ /.
... السريرُ يذرفُ دمع أحلامه كلّ الليل /
خذ ْ َسيرتَك الى سوح خطابك / وتملَّ نجمات الشطط /
تملأ سقفَ اُمنياتك /..... مخالبُ وكلّاباتٌ تقرأ قصصاً /
وملائكةٌ تسمعُ هرطقاتها المُنمقة /.
... ويلٌ للكلمة تُنشبُ سكاكينها في جموحي /
الآيبون مضوا / والذاهبون آبوا / وكلهم غرباءُ يحتسون الزقّوم /
.... أرى وهلَ بسمتكَ خيطاً فخيطاً / تتنفّسُه مساماتي /
والكلبُ الطائشُ في نبرة صوتك / يقضم عتَبةَ الباب /.
.... كُنِ الرحمةَ أيّها اليبابُ المُرّ / صِرْ نغمةَ موسيقى تُسكتُ حريقي /
فتيلةَ ضوء تُنيرُ مخدعي /.
.... مرّةً أغواني العشقُ واعشوشبَ قلبي غباءً /
غِبّ أن أزهرَ الصخرُ فيّ / راحلاً في متاهي /
وحيناً تتقمّصُني نجمةُ عُزلتي القاحلة /.
.... الطيّبون كانوا حطباً لرجوم الأخطاء / ظلالاً تمسحُ وجهَ الظهيرة /
أيّهما أكثرُ ضلالاً / الومضةُ الصغيرةُ، أم الظلمةُ في قاع العقل؟ /
.... مَنْ منا لا تُزلزلُه خطايا خطابه المُعسّل /
المغسولِ بحُمّى الجنون؟ / مَنِ البريء الذي تتبرأُ منه العاصفةُ /
والحُطامُ يتلقّاه التيهُ؟ /.
.... هنا في الركن المُدجّج بالضجيج / يُصفّقُ الغناءُ لغبائي /
ويُزغردُ له الصوابُ المارقُ / فصرتُ أنسى مكاني /
فيُذكّرني بجهلي / ثُمّ أتبعُ هرير بسطالي /.
.... أجوفُ هذا الرأسُ تحمله مثلَ سلّة خوص /
فكيفَ تتمرأى دربَك المُكتظٌّ بالعتام؟ / وتتحمّلُ كلّ هذا السخامِ؟ /.
... كنتُ / قبلَ أن يقذفني رحمُ اُمّي الى هذا العراء الغبي /
كائناً اخترتُ طريقي / بيدَ انّي خُدعتُ / وضيّعني نهجي /.
... قبلاً ، العالَمُ اُحرّكه برمشة عين /
والآنَ يمضغني ويبصقني / فتحملني الريحُ مثلَ الوباء /.
.... كان لي بيتٌ من الحكمة / أمرعُ فيه وبيدي القرار /
والآونة َ طحلبٌ ذابلٌ أنا / على حاشية الشاطيء بانتظار اليباس /.
...أفقٌ من سراب / صاعد نازل نازف قتامه /
عابس الضحكة / يصفعُ الرؤية / يتفاقمُ لغزُه المُتناهي /
.... وعلى مبعدة أشبار امرأة ٌ دمُها ملح ٌ ورملٌ /
بطنها ورمٌ يُصغي الى لغط الحياة /
...... هنا في الحديقة أغطيةٌ خضرٌ / َوضياءٌ وأغاريد صبايا ووعود /
وأمل / يتمشّى بين العيون / يُقشّرُ أوضارنا / ويُسمعنا ضحكَ سنابكه....... /