بعد انقضاء معظم أشهر الإجازة الصيفية، هل بدأت بالفعل تشعرين بالتوتر والضجر لأن العام الدراسي الجديد قد اقترب، وسيتوجب عليك خلاله الاستيقاظ في وقت مبكر للغاية لإتمام استعدادك للخروج، واللحاق باليوم الدراسي في الميعاد؟
في الواقع، لا يمكن لأحد أن يلومك على مشاعرك هذه، خاصة بعد أن خرجت إحدى الدراسات الحديثة لتؤكد أن بدء اليوم الدراسي في وقت مبكر للغاية من الصباح له تأثيرات صحية سلبية على الطلبة والطالبات.
كما خرجت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لتعلن أن اليوم الدراسي لطلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية من المستحسن أن يبدأ في الثامنة والنصف صباحا أو بعد ذلك، لأن المراهقين يحتاجون للحصول على قدر وافر من النوم، وهو ما يحرمون منه خلال العام الدراسي بسبب الموعد المبكر للغاية الذي يبدأ فيه اليوم الدراسي.
ووفقا للدراسة العلمية، فإن عدم الحصول على قدر كاف من النوم خلال مرحلة المراهقة يرتبط بالأداء الدراسي السييء، وبوقوع عدد أكبر من حوادث السيارات للطلبة والطالبات، بالإضافة لإصابة المراهقين بالاكتئاب وزيادة الوزن.
ففي العام الدراسي غالبا ما تسهرين ليلا للانتهاء من الواجبات المدرسية ومراجعة الدروس، ولا تكادين تحصلين على 4 أو 5 ساعات من النوم، وربما أقل، قبل أن ينطلق صوت المنبه الذي تكرهينه أكثر شيء، ليعلن أن عليك الاستيقاظ للذهاب إلى المدرسة، وهنا من الطبيعي أن يسيطر على مشاعرك إحساس بالحزن والاحتجاج والانزعاج، وبعد ذلك تقضين يومك الدراسي في حالة من عدم الاتزان وفقدان التركيز، وانتهاز أي فرصة لسند رأسك على الديسك والذهاب في نوم عميق ولو لدقائق قليلة، وتصبحين غير قادرة على أداء أي نشاط رياضي بعد انتهاء اليوم الدراسي. ومع تكرار نفس الموقف لأيام متوالية يزداد التأثير السلبي للحرمان من النوم خطورة.
فقد وجد الباحثون أن المراهقين المجهدين يميلون أكثر لتناول الكربوهيدرات البسيطة والأطعمة المليئة بالدهون، ويكونون أكثر ميلا لاكتساب الوزن في مقابل كل ساعة نوم يحتاجها الجسم ولا يحصل عليها. كما وجدوا أن المراهقين الذين يذهبون للنوم بعد منتصف الليل ترتفع فرصة إصابتهم بالاكتئاب.
وبعد الاطلاع على نتائج البحث المذكور، ومعرفة التأثيرات الصحية السلبية العديدة لعدم الحصول على ساعات نوم كافية، خاصة بالنسبة للمراهقين، خرجت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بالتوصية التي ذكرناها بأعلى، فاليوم الدراسي - طبقا للأكاديمية - يجب أن يبدأ في الثامنة والنصف صباحا على الأقل، حتى يصبح بمقدور المراهقين الحصول على قدر من النوم يتراوح بين 8,5 - 9,5 ساعة يوميا، وهو القدر الذي تحتاجه أجسادهم في هذه المرحلة السنية للنمو بشكل صحي.
بالإضافة إلى ذلك، تم عمل مسح شمل العديد من المدارس الإعدادية والثانوية في مناطق وولايات مختلفة بالولايات المتحدة الأمريكية، فوجد أن المدارس التي تبدأ يومها الدراسي في مواعيد متأخرة نسبيا مقارنة بالمدارس الأخرى، يكون الطلبة والطالبات فيها أكثر تيقظا ونشاطا وانتباها أثناء تلقي الدروس، كما يحققون أداء دراسيا أفضل من أقرانهم الذين يضطرون للاستيقاظ في وقت مبكر للغاية للحاق بموعد مدارسهم.
وبالتالي، أصبح هناك اتجاه جدي بين المدارس الإعدادية والثانوية في الولايات الأمريكية المختلفة، لتأخير موعد بدء اليوم الدراسي، عملا بنصيحة وتوصية الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. وهذا بالطبع سيجعل المراهقين الأمريكيين أكثر سعادة ورضا، وأوفر صحة.
ماذا عنك عزيزتي القارئة؟ في أي موعد يبدأ يومك الدراسي عادة؟ وهل تجدينه موعدا مناسبا، أم تتمنين لو تنتشر الدعوة أيضا في وطننا العربي لتأخير موعد بدء اليوم الدراسي قليلا، حفاظا على صحة المراهقين؟
منقول