نسيتك في قلبي وما كنت ناسيا
ولكنني أنسى لأُنسيك ما بيا
أنا طلقةٌ في الروح لو رحتَ نحوها
أرتك بما لا يقبل الشكّ حاليا
فلا الروحُ من رملٍ ولا القلب صخرةٌ
ولستُ ابنَ أنثى تستسيغ التجافيا
أما واحدٌ في الكفّ لا عشرةٌ ولا
على شجرٍ أشدو كما كنت خاليا
فإن تقطعي وصلي فما الشوقُ فاعلٌ
بقلبٍ بدائيٍّ ترعرعَ جافيا
تسكّعَ بين الريح والنار والدجى
فكان ملمّاً بالمتاهات داريا
أراه فلا أبكي وأبكي فلا أرى
سواه أنيقًا يرتدي الموت عاريا
وإن كنت تعنين الزمان فقد رمى
وما كان منحازًا إليك ولا ليا
حوى الدهر أيامًا حوتها بشائرٌ
كما يحتوي الحلم الجميل أمانيا
فدعكِ من اليأس الذي يقتل المنى
ولا تبعثي قبل الختام التعازيا
فقد تسحب الأيام حبّاً مؤجّلاً
بخيط رجاءٍ قد يُعير التصافيا
وإن تقصدي عمري فأقصرُ من يدي
وما العمرُ إلا الدهر جرَّ لياليا
فليس يطيل السلم عمرَ مسالمٍ
ولا الحربُ إن شُنّت تُرحّل باقيا
ولكنْ طويلٌ عمرُ من عشق العلا
وهل عروةُ بن الورد عاش الثوانيا
أعيش وعمري ألف ميلٍ لأن لي
بلادًا على الأغراب شدّت حزاميا
فقُولي لتجّار الحروب تعقّلوا
ولا تُضرموا حربًا تلفّ الأقاصيا
ولا تلعبوا بالنار والنفطُ حولكم
فقد يُشعل العود الصغير بواديا
تأبّطَ شرًا ما تأبطَّ شرَّه
ولا كان صعلوكًا ولا عاش نائيا
ولكن رأى قوما تُربّي كروشَها
لتُمسي من الجوع البطون براريا
فكان محقّاً بالذي هو فاعلٌ
وكان على حقٍّ إذا جاء غازيا
تدحرجتُ من أقصى الوراء إلى غدي
وخُولفتُ حتى صار خلفي أماميا
لكل زمانٍ منطقٌ ورسالةٌ
وفي كل أرضٍ تلتقين معانيا
أبو لهبٍ في كل عصرٍ سوامةٌ
يكذّب صِدّيقًا ويُتعب هاديا
فتبّت يدا عمٍّ مُصابٍ بنفسه
وتبّت يدي إن لم تردَّ طواغيا
أعدّوا لقتلي ما استطاعوا كأنني
لمحض هوًى خُضتُ السنين التماديا
تلا المسجدَ الأقصى الحرامُ فمن تُرى
سيعقب كي تُمسي البيوت سواسيا؟
لقد سكروا في الحفل حتى ترنّحوا
على حين زفّوا للحِمام صحابيا
الراحل : عبد الامير جرص