.
.
.
لم يكن للموت يوماً رائحة
كان يختبىء في عباءات الارامل الملقيات في زاوية الشارع
عندما عانقت ابنها الشهيد وقد اقسمت عندها بانها لن تغتسل مرة اخرى ،
كان الموت طبيعيا جداً ولكننا لم نتعود على نتائجه طفل قتيل ، عجوز ، امراة ، شاب ،
انها اعظم الخيبات للبشر ،ذلك الصراخ لام الشهيد واخواته يضربن بايدهن على وجوههن كفيل بان يجعلك تنهار ،
للاوجاع حداً وقد عبر الوجع حده ، تقف وحدك في نهاية اليوم والمصباح الخافت يضيء عتمة الدماء التي ما زالت تسيل من مكان جثة صديقك في الابتدائية ،
تبكي وتصرخ في داخلك يالله يالله ... والصدى يتكرر في ازقة الموت السوداء ،
ياترى كم نحتاج من الحناجر لكي نرسل صوتنا للسماء كم نحتاج من الدماء وانت تصرخ يالله يالله ،
ترتجف وتسقط جاثياً على ركبتيك تتذكر ضحكة الاطفال وابتسامة الشباب الذي قتلهم شخص حاول ان يختصر بهم طريقه للجنة ،
فعندها ستتاخذ قرارا، بان تكتب على بابك " الرجاء لا تفجر نفسك قربنا فلا يوجد لدينا حور عين .
مما راق لي ~
بقلم محمد باز 2015/8/13