الرياض - ماجد الهزاع
"من قام بتفجير مسجد قوات الطوارئ بمحافظة أبها هو شاب سعودي من مواليد 1415هـ، وأنا من مواليد 1414هـ، وقمت بالتبرع بجزء من كبدي لابنة أحد جنودنا البواسل المتواجد على الحد الجنوبي لحماية أمن الوطن، وكذلك لإنقاذ حياة طفلة لا تجمعنا بها قرابة أو صلة رحم أو معرفة سابقة، ولكن يجمعنا الإسلام وأرض هذا الوطن الغالي، وشتان بين من يسعى لزهق الأرواح وبين من يسعى لإحيائها".
هكذا ابتدأ حديثه الشاب مشاري الوزيه مع "العربية.نت" التي زارته مساء أمس في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، لتتعرف على تفاصيل تبرعه للطفلة، حيث قال "رأيت رسالة والد الطفلة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقمت بالاتصال به، وسألت هل عثر على متبرع لابنته أم لا، فأجابني أنه لم يجد متبرعا إلى الآن، فقلت له أنا أرغب في التبرع، وسوف أجري التحاليل والفحوص حتى يتبين مدى التطابق بيننا، وفعلاً ذهبت إلى المستشفى، وقمت بعمل التحاليل والفحوص، ولم أخبر أحداً بذلك، وهذا من أجل أن يكون عملي خالصاً لوجه الله، ولكن الفريق الطبي رفض أن أجري العملية دون موافقة وعلم ولي أمري، لذلك أخبرت والدي الذي قال لي أنت رجل، وتستطيع تحمل قراراتك، وأبدى لي موافقته.
ويواصل الوزيه حديثه: تمت العملية ولله الحمد بنجاح، ولم تعلم والدتي بأنني قمت بهذه العملية إلا بعد يوم من إجراء العملية، ولما علمت أتت إلى المستشفى، وقالت لي "رفعت رأسي يا ولدي، ولا أظن أنك بعد هذا العمل راح تنزل رأسي أبداً"، حيث إنها كانت دائماً ما توصيني وتقول "إذا ما رفعت رأسي يا سامي، تكفى لا تنزله".
وفي نهاية اللقاء قال الوزيه "كنت لا أرغب في الظهور إعلامياً بسبب قيام بواجب يدعو إليه ديني ووطنيتي، ولكن بعض القائمين على تنظيم الأعمال التطوعية أقنعوني بالظهور للإعلام والحديث حتى أكون مثالا للشاب السعودي الذي يخدم دينه ووطنه، ويسعى إلى تعزيز مفهوم الوطنية في وقت يسعى بعض المغرر بهم إلى شق هذه اللحمة الوطنية، بانضمامهم إلى الجماعات الإرهابية، وبما يقومون به من أعمال انتحارية استهدفت المساجد مؤخراً.
http://ara.tv/9v68m