(دبي- ناورز خليل:) يتسابق المخترعون حول العالم في إبداع ابتكارات يحاربون من خلالها ظاهرة الاغتصاب التي تجتاح العالم،
ففي الهند، اخترعت ثلاث مهندسات من مدينة شيناي نوعا من الملابس الداخلية المجهزة بنظام تحديد المواقع، يتيح في حال تعرض النساء للاغتصاب إبلاغ أفراد عائلتهنّ وقوات الشرطة، وكذلك صعق المعتدي بالطاقة الكهربائية.
كما طوّر طلاب من جامعة "كارولينا" طلاءً للأظافر يتغير لونه عند وضعه في المشروب، ليكشف للفتيات خلو السائل من أي مواد مخدّرة قد يستعملها المغتصب للإيقاع بضحيته.
وفي السويد، عملت مجموعة من الفتيات المراهقات على تطوير حزام يتطلب أسلوباً معيّناً مميزاً لفتحه وإزالته، وهو ما سيتسبب في تشتيت المغتصب أو المتحرّش وإرباكه، كما أن الحزام يحتوي على الأشواك التي تؤذي من يمسكه بطريقة خاطئة.
الإندونيسي "هيبارسياهرولغافور" من جانبه ابتكر حذاء مضاداً للتحرش والاغتصاب، يعمل بزر صغير، تضغط عليه المرأة التي تتعرّض للمضايقة، فيطلق شحنة كهربائية عالية، قد تصل إلى 450 فولت على الشخص المعتدي.تركيز المبدعين على مثل تلك الاختراعات يعود إلى تنامي حالات الاغتصاب حول العالم، حيث أشارت أحدث دراسة للاتحاد الأوروبي إلى أن ما يزيد على 9 ملايين سيدة أوروبية، وقعن ضحايا لانتهاكات جنسية، أي 33 بالمئة من النساء الأوروبيات، وواحدة من كل 10 سيدات تعرضت لاعتداء جنسي، بينما تعرضت واحدة من كل 20 سيدة للاغتصاب مرة واحدة في حياتها.
أحدث الاختراعات الرامية للقضاء على الاغتصاب ظهرت في شهر أغسطس الجاري، وكانت من إبداع ريبيكا بيك البالغة من العمر 22 عاماً، والتي ابتكرت جهازاً أطلقت عليه اسم "الحارس الشخصي"، وهو عبارة عن جهاز إنذار صغيرة يتم تركيبه على ملابس المرأة الداخلية، ويتصل بالهاتف المتحرك للفتاة عبر تقنية "بلوتوث".وفي حال تعرض الفتاة لأي محاولة اغتصاب، فما عليها سوى الضغط على الأزرار المدمجة في الجهاز، لتقوم خدمة مراقبة مستقلة بسماع الاستغاثة وتحديد الموقع بدقة عبر الـGPS، والاتصال بقوات الشرطة مع تزويدها بمكان الحادثة.
وتدافع ريبيكا عن اختراعها بأن هدفها أن يتحوّل الجهاز لجزء من الروتين اليومي للفتيات والسيدات، مع الاحتفاظ به معهنّ طيلة الوقت، وقد أكدت لصحيفة "تلغراف" أنها لن تتقاضى أي مبالغ مالية لقاء اختراعها، على الرغم من أن تكلفة تطوير الجهاز قد كلّفت 348 ألف ريال سعودي، وقد استغرقت عملية تطويره ثلاث سنوات.الجهاز المبتكر من إبداع ريبيكا، والتي قررت اختراع المنتج عقب تعرض إحدى زميلاتها في جامعة Strathclyde للاغتصاب.
تبلغ أبعاد الجهاز 6 في 3.5 للطول والعرض، في حين لا يتجاوز وزنه الأربعين غراماً، وسيتم إطلاقه مجاناً في شهر أكتوبر القادم، علماً أنه سيتوجب على المستهلكات دفع ما تتراوح قيمته بين 29 و58 ريال سعودي شهرياً، لخدمة محطة المراقبة.خبراء في ميدان العنف الجنسي، أكدوا جدوى الجهاز بالنسبة للأشخاص الذين يطاردون ويراقبون الفتيات لفترة من الزمن بغرض الاغتصاب، إلا أنه لن يساعد الفتيات اللاتي يتعرضن للاغتصاب بشكل فجائي، لأن مثل تلك الحالات تمثل 10 بالمئة فقط من إجمالي حالات الاغتصاب عالمياً، هذا فضلاً عن عجز الفتيات في مثل تلك الحالات عن الحركة اللازمة لتفعيل نظام الإنذار.عربياً، لا تختلف الصورة كثيراً، فبالرغم من غياب إحصائيات رسمية حول معدلات الاغتصاب في العالم العربي، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أرقام مرعبة، فعلى سبيل المثال أوردت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، أن الأردن تسجل سنوياً ما يزيد عن 700 حالة اغتصاب أو شروع في الاغتصاب أو تغيّب عن البيت بشبهة الاغتصاب. وطبقاً لبيانات المركز القومي للأمومة والطفولة في تونس، فإن معدل حالات الاغتصاب يقدّر بثلاث حالات يومياً