مازال هيدغر يشغل حيزاً كبيراً في الفلسفة المعاصرة
12/08/2015 08:52
عن دار عدنان للنشر والتوزيع في بغداد صدر كتاب الأكاديمي والباحث العراقي الدكتور رسول محمد رسول (العلامة.. الجسد.. الاختلاف: تأملات في فلسفة مارتن هيدغر) تناول فيه ثلاثة مفاهيم مركزية استأثرت باهتمام فيلسوف الغابة السوداء في حياته، تلك هي: العلامة، والجسد، والاختلاف أو الفرق الأنطولوجي. كما تناول الكتاب، في فصل رابع، مسائل ترجمة نصوص مارتن هيدغر إلى العربية عبر عرض لترجمة الدكتور فتحي المسكيني لكتاب (الكينونة والزمان).وعلى صعيد الاهتمام العربي بدراسة فلسفة هيدغر، يقول رسول في مقدمة الكتاب:
"ما زال الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر يشغل حيزاً كبيراً في عالم الفكر الفلسفي المعاصر؛ فعلى الصعيد العربي وجد فيلسوف الكينونة والوجود والزمان اهتماماً واسع النطاق في مباحث الفلسفة العربية داخل أسوار الجامعات وخارجها منذ نشر الفيلسوف المصري الدكتور عبد الرحمن بدوي (1917 - 2002) كتابه (الزمان الوجودي) باللغة العربية في العام 1943، الذي كان باكورة مهمة في الدراسات الهيدغرية.
ومن ثم كتابه (دراسات في الفلسفة الوجودية) في العام 1980، وربما قبله وُجدت بعض الإشارات إلى فلسفة هيدغر، إلاّ أن ما أسَّس له الراحل بدوي، وهو ينفتح على النَّص الهيدغري، قارئاً ودارساً ومُفلسفاً، صار مفتاحاً لاهتمامات قرائية وترجمية عربية عديدة لاحقة نراها تستمر حتى يومنا هذا في ظلِّ الإقبال الحميم على ترجمة بعض نصوص هيدغر، ودراسة
فلسفته.
ولعل ترجمة الفيلسوف التونسي الدكتور (فتحي المسكيني) الدَّسمة لنص هيدغر العمدة (الكينونة والزمان) في العام 2012 تعدُّ مؤشراً واضحاً على ذلك الإقبال الجاد"، وعن قيمة وأداء كتابه هذا يضيف
قائلاً:
"إن فصول هذا الكتاب، لا تعدو أن تكون مقاربات قرائية لدلالات هذه المفاهيم الثلاثة ذات الأهمية الكبيرة في فلسفة هيدغر من دون نسيان أو هجران الفضاء الأنطولوجي الذي تسبح فيه؛ فكل المفاهيم التي اشتغل عليها هيدغر، وفي كل مؤلَّفاته، دارت في ذلك الفضاء وهو الحريص على بناء فلسفة أنطولوجية أساسية تجشَّم عناء رصها منذ محاضرته الباكرة عن (مفهوم الزمان) في العام 1924، تلك المحاضرة التمهيدية لكتابه (الكينونة والزمان)، الذي صدر في طبعته الأولى وباللغة الألمانية عام
1927".
أما عن الترجمة، وهو موضوع الفصل الرابع من الكتاب فيؤكد رسول بأن هيدغر، وفي سنوات حياته، كان قد أبدى اهتماماً بالترجمة حتى قال عنها مرّة: "بالترجمة إنما يتم نقل عمل المفكِّر إلى روح لغة أخرى".
ولذلك، يعتقد رسول بأنه حرص على تضمين كتابه هذا مقالة لاقت رواجاً في الأوساط الترجمية العربية كتبها احتفاء بترجمة الدكتور فتحي المسكيني، وبمراجعة الدكتور إسماعيل المصدق لكتاب (الكينونة والزمان)، الذي صدر عام 2012، وهو الكتاب الذي تحصَّل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع .
منقول