يا إلهي... كيف كبرت..؟
كيف انسابت أيامي مني دون أن أدري...
بالأمس .. وفي مثل هذه الأيام كنت تلميذة.. أذكرني لم أكن أنام.. كنت أبقى أنا وكتابي ودفتري وقلمي وأوراقي... أذاكر كما الجميع
كانت دقات قلبي تتسارع في ذلك الليل البطيء .. كلما مضت ثلث ساعة .. أعد لي شاي جديد لأن الذي بين يدي يكون انتهى...
كنت لا أنتبه إلا ووالدي.. يطرق بابي لصلاة الفجر ليكتشف أني لم أنم ... فيؤنبني... ويقول لي.. صلي ونامي. أقول له إن شاء الله.. وعندما أتأكد أنه دخل غرفته أفتح اللمبة لأكمل مراجعتي...
كيف كبرت..!
أذكر أني بالأمس.. كنت عندما تقترب الساعة من السادسة صباحا... أذكر أني أمضيت طول الليل في الشرب ولم أتناول عشائي.. الذي أمامي..كنت أخفيه عن أمي لحين عودتي من الامتحان وأقدمه لإخوتي الصغار .. أو أضعه للعصافير أو القطط...
كنت أذهب لمدرستي وقد نسيت شيئا ما.. مرة نسيت أقلامي ومرات نسيت تسرح شعري... وكثيرا ما كنت أتذكر أني لم أنم ليلتي لأغفو على الورقة بعد انتهائي من الإجابة...
كيف كبرت..؟
لست أدري.. رأيتني اليوم في موضع المسؤول.. أعيش مع رجل لم أعرفه في طفولتي .. وطفلة .. ستعيش بعد عام أمسي الممتع... نسيت أن أعيش مراحلي... لم اعش طفولة وربما لم أمر بمراهقة..
كيف ضاع عمري... وكبرت.....!
آآآآه... هل تعود أيامنا ونسترجع سنوننا التي نسينا أن نعيشها! .. أم هل أستطيع أن أنسى...
كم كبرت....!