بحوث جديدة تكشف عدم وجود علاقة بين التغيرات المناخية والنشاط الشمسي
قدم العلماء دراسة جديدة اعتمدت على تحليل بيانات البقع الشمسية، أثبتت أن نظرية تصاعد النشاط الشمسي منذ عام 1700 كانت خطأ، وأن نظرية تحميل هذا النشاط مسؤولية تغير المناخ أيضا خاطئة.
وتعد البقع الشمسية وحساب أعدادها أداة حيوية في دراسة العلماء لديناميكية الشمس وظاهرة الطقس الفضائي والتغيرات المناخية.
وحتى وقت قريب، كان العلماء يعتقدون أن النشاط الشمسي آخذ في التصاعد خلال الـ 300 عام الماضية، بعد فترة عرفت باسم "العصر الجليدي المصغر" (the little ice age).
وبين عامي 1645 و 1715، كان هناك عدد قليل جدا من البقع الشمسية، وكان الشتاء بشكل عام قاسيا جدا على سكان الأرض، وأصبحت هذه الفترة تعرف باسم "العصر الجليدي المصغر"، ودفع ذلك بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن هناك علاقة قوية بين عدد البقع الشمسية والتغيرات المناخية.
وبعد انتهاء تلك الفترة، استخدم العلماء طريقتين منفصلة لقياس نشاط البقع الشمسية: طريقة "بُقع الذئب الشمسية" وطريقة "مجموعات البقع الشمسية"، وأفاد عدد البقع في كلا الطريقتين العلماء في قياس المستويات المختلفة إلى حد كبير من نشاط هذه البقع الشمسية خلال الفترة من 1885 إلى حوالي 1945، والتي خلصوا من خلالها إلى أن هناك نشاطا متزايدا للشمس خلال الـ 300 عام الماضية.
وبناء على هذه الدراسات تبنى بعض العلماء وجهة النظر القائلة بأن تصاعد النشاط الشمسي له علاقة بالتغيرات المناخية التي يشهدها سكان كوكب الأرض، وله علاقة بارتفاع درجات الحرارة المتزايد على سطح الكوكب.
إلا أن فريقا من الباحثين بقيادة العالم "فريدريك كليتيه"، مدير مركز البيانات الدولي (WDC-SILSO)، والعالم "إد كليفر" من المرصد الوطني للطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، والعالم "ليف سفالجارد" من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، طوّروا مقياسا جديدا يسمى "عدد البقع الشمسية 2.0"، ووفقا لبحوثهم، لم يكن هناك نشاط شمسي متزايد في منتصف القرن الـ 20، بل إن النشاط الشمسي يعتبر ثابتا نسبيا منذ أكثر من 300 عام.
وتم تقديم نتائج هذه البحوث في الدورة الـ 29 للجمعية العامة للاتحاد الفلكي الدولي في هونولولو، بهاواي، والتي كانت مخصصة للحديث عن العلاقة بين النشاط الشمسي وتغير المناخ.
وأوضح فريق العلماء أن النشاط الشمسي يبدو متجانسا على مدى السنوات الـ 400 الماضية ، وأن السبب وراء الاعتقاد في تصاعد النشاط الشمسي كان نتيجة خطأ في القياسات الرئيسية لمجموعات البقع الشمسية، وهو الأمر الذي تم تصحيحه في النموذج الجديد.
المصدر: RT