في العاشر من آب/ أغسطس عام 1890 سلمت بريطانيا جزيرة هيلغولاند إلى ألمانيا. ورغم كون مساحة هذه الجزيرة لا تتعدى كيلومتراً مربعاً، إلا أن تاريخها حافل بالأحداث.
هيلغولاند هي مجموعة جزر، فقبالة الجزيرة الرئيسية توجد جزيرة أخرى تسمى "كثيب". وكانت حتى عام 1721 ملتصقة بالجزيرة الأم وانفصلت بسبب موجات بحرية عاتية. ويسكن الجزيرة الصغيرة اليوم 1300 نسمة.
في عام 1890 تبادلت بريطانيا وألمانيا مجموعة جزر هيلغولاند البريطانية مقابل جزر إفريقية تسيطر عليها ألمانيا. وعُرفت اتفاقية التبادل باسم "معاهدة هيلغولاند – زنجبار".
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ازدهرت السياحة على الجزيرة في عشرينيات القرن الماضي. لكن سرعان ما جاءت الحرب التالية: ففي منتصف الثلاثينات اكتشف النازيون أهمية الجزيرة العسكرية وشيدوا ملاجئ ضخمة وقواعد عسكرية.
في الحرب العالمية الثانية قصفت إنجلترا الجزيرة وسيطرت عليها، فهاجر الألمان منها. وبعد الحرب قام الإنجليز بتدمير كل التحصينات العسكرية والذخائر على الجزيرة، وكان ذلك الانفجار أكبر انفجار غير نووي في التاريخ.
المخاوف من أن تغور الجزيرة في البحر بسبب هذا الانفجار لم تتحقق. وما زالت الجزيرة حتى اليوم ترتفع حوالي 60 متراً عن سطح البحر. وقد ظلت الجزيرة حتى الخمسينات بيد بريطانيا. وبعد احتجاج الطلبة (الصورة) تفاوض الطرفان على مستقبلها.
في الأول من آذار/ مارس 1952 عادت هيلغولاند إلى ألمانيا مع احتفاظها بالامتيازات الضريبية البريطانية كانعدام الضريبة المضافة والضرائب على السجائر والمشروبات الكحولية. ومنذ عام 1962 تحولت الجزيرة إلى منتجع سياحي.
في هذه الأكواخ اعتاد الصيادون وضع ما يصطادونه من خيرات البحر. واليوم تأوي هذه الأكواخ الجميلة السواح. لكن كثير منهم يأتون ليوم واحد فقط، وحين تصل سفن الركاب ظهراً، يتضاعف عدد سكان الجزيرة.
واحدة من أشهر المناطق وأكثرها جذبا للسواح هي منطقة تسمى "آنا الطويلة". وهذه الصخور ترتفع حوالي 48 متراً عن سطح بحر الشمال. وهنا يمكن مشاهدة حوالي 370 نوعاً من الطيور المهاجرة
رغم عدم رؤيتها بالعين المجردة من الجزيرة، يوجد قبالة الساحل أكبر منشآت الطواحين الهوائية العملاقة لتوليد الكهرباء من الرياح. وقد استأجرت إحدى الشركات فندقاً فخماً لعمالها وموظفيه، لكن السكان الأصليين منقسمون حول هذه الطواحين.
منقول