نجح الجمعة اللقاء بين المركبة غير المأهولة "دراغون" التابعة لشركة "سبايس اكس" ومحطة الفضاء الدولية لتصبح اول مركبة خاصة تلتحم بالمحطة المدارية الامر الذي من شأنه احداث ثورة في عمليات النقل الفضائي.
ومركبة دراغون البالغ وزنها ستة اطنان مجهزة بهوائيين شمسيين وهي قابلة للاستخدام مجددا وتنقل 521 طنا من المؤن الغذائية والمعدات المخبرية الى المحطة. ويمكنها نقل حمولة من ثلاثة اطنان.وتمت عملية الالتحام عند الساعة 16,02 ت.غ. الجمعة بمساعدة الذراع الالية لمحطة الفضاء الدولية. وقبل ذلك وبتأخر ساعتين التقطت الذراع الالية التي شغلها رائدان من رواد المحطة الستة المركبة دراغون فصفق عندها المتابعون للمهمة في مركز متابعة محطة الفضاء الدولية ومركز "سبايس اكس" في هوثورن في كاليفورنيا.وتمت عملية "الالتقاط" على بعد 400 كيلومتر عموديا من شمال غرب استراليا في حين كانت المركبتان تسيران بسرعة 27 الف كيلومتر في الساعة على ما ذكر معلق تلفزيون وكالة الفضاء الاميركية (ناسا).وهذا التأخر عائد الى خلل في نظام الملاحة الاساسي في المركبة دراغون تسبب به الانكعاس الضوئي للوح خارجي للقمرة اليابانية كيبو في محطة الفضاء الدولية على ما اوضحت الناسا.وكانت المركبة اقتربت من المحطة من دون اي مشاكل بعدما اعطى مسؤولو المهمة الضوء الاخضر قرابة الساعة 06,30 بتوقيت غرينتش.وعند الساعة 09,30 ت.غ. كانت المركبة على بعد 250 كيلومترا من المحطة وبدأت بعدها مناورات "مراوحة" و تراجع قبل ان تواصل مسارها. وكررت المناورات ذاتها في كل مرحلة حتى وصولها الى مسافة 30 مترا ومن ثم عشرة امتار من الذراع الالية مما سمح لمسؤولي المهمة بتحليل البيانات للتأكد من حسن عمل الانظمة.ويتوقع ان يفتح الباب الفاصل بين المحطة ودراغون عند الساعة العاشرة ت.غ. من يوم السبت. وسيبدأ عندها رواد المحطة تفريغ حمولة دراغون ونقلها الى المحطة قبل ان يحملوا المركبة ب660 كيلوغراما من التجارب العلمية التي اجرتها المحطة.وفي ختام مهمتها ينبغي ان تنفصل المركبة عن المحطة في 31 ايار/مايو للعودة في اليوم ذاته الى الارض على ان تحط في المحيط الهادئ قبالة شواطئ كاليفورنيا بواسطة مظلة.وكانت شركة "سبايس اكس" الخاصة اطلقت دراغون بواسطة صاروخ "فالكون 9" صباح الثلاثاء من قاعدة كاب كانافيرال الجوية في فلوريدا (جنوب شرق).وقال جون كولوريس مدير المهمة لدى "سبايس اكس" الخميس خلال مؤتمر صحافي انه "متفائل بحذر" مشيرا الى انها "رحلة تجريبية". الا ان وصول المركبة والتحامها بالمحطة يشكل محطة تاريخية في النقل الفضائي.وكان الملياردير ايلون ماسك (40 عاما) مؤسس "سبايس اكس" قال ان العالم "يقف عند مشارف حقبة جديدة في استكشاف الفضاء سيكون للشركات الخاصة دورا متعاظما فيها".وقد ابرم عقدا بقيمة 1,6 مليار ولار مع الناسا لتأمين 12 رحلة شحن الى محطة الفضاء الدولية خلال اربع سنوات. وقال الاربعاء عبر تويتر ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل به لتهنئته.وتعول الناسا على نجاح سبايس اكس لانها تعتمد على القطاع الخاص للحلول مكان مكوكات الفضاء التي سحب اخرها من الخدمة في تموز/يوليو 2011، ونقل المؤن الى محطة الفضاء الدولية اعتبارا من العام 2012 بكلفة اقل ونقل الرواد اعتبارا من 2015.