أنتِ يا أنتِ
أيتها الُمبلَّلةُ بـ رهبةِ التعبِ
سماءكِ الثامنة أمطرتْ
لوماً وملامةً
في مجالسِ الحرفِ
مجهولة الصور أنتِ
تُزيَّنينَ الرصيف بـ فاجعةِ الغُروبِ
وعزاؤك إِغتفار
يتقافز على مناديل الليل
يُجدّد الاحزان
ويُرمي حلكةَ الورق
في وصمِ الذكريات
أنتِ يا أنتِ
أيتها النفسُ الأمارةُ بـ الشجنِ
المُستوحشة بـ غشاوة الاضطرابِ
أنهضي ولا تُدفني وجهكِ بين ثيابِ الخوفِ
فـ ثمة عطر بـ الجوارِ يستنشقُ الغياب
أنتِ يا أنتِ
أيتها الفاتنة بـ ملامحِ الآسى
قريبةٌ أنتِ من أنقاضِ الصبرِ
تُجنينَ ثِمارَ الوداعِ وحيدةً
وحولكِ سيلٌ من اِصفرارٍ
أنهارهُ مشنوقة الخطى
فوقَ زخاتِ الانتظارِ
أنتِ يا أنتِ
أيتها المُمتلئة تَقيَّحاً
لاتَحتشدي على أهدابِ الوسائدِ
ولا تمطري إِتَّهاما ولا تأثمي زوراً
على طريق مُخضَّل بـ الضجيجِ
اِرتحلي وكفاكِ هزيمة
أتركي تجاعيد اللغةِ
تحتَ نبضِ السريرِ
تَفيضُ بـ هلوسةِ النُذور
تُنضدُ ضفائر المرايا
بـ حقائبٍ مُمتلئةٍ ب الانتظار
علَ أبوابِ الرحيلِ َتتسع ذراعاً
فـ تستريح الروح على كتفِّ طيرٍ
تملأُ حُنجرةَ الفراغِ
ماءً ويقيناً
على حدود الشكِوكِ
أنتِ يا أنتِ
أرجوكِ لاتَحزَّي رقبةَ الشمسِ الغليظةِ
بـ حبالٍ من صلصالٍ
ولا توجَّعي قتيلاً
أُصيبَ بـ الموتِ
ألَّافَ المراتِ
قلمي