First Published 2010-06-17, Last Updated 2010-06-17 15:05
بلاد ما بين القهرين
الكهرباء لعبة سياسية وطائفية في العراق!
الحكومة العراقية ترفع سعر استهلاك الطاقة في المنازل الى الضعف وهي غير متوفرة أصلاً.
ميدل ايست اونلاين
بغداد- من واثق عباس
لقد اثارنا موضوع الكهرباء الذي حير العقول حتى ان اكبر المحللين الاقتصاديين والمختصين بالشأن السياسي لم يعرفوا سببا حقيقيا ومقنعا يبرر استمرار انقطاع الكهرباء.
فمنذ اوائل التسعينات الى يومنا هذا والعراقيون يرزحون تحت ظلام دامس سبب الاضطرابات النفسية والتوتر العصبي، وهذا نتيجة القطع المبرمج وغير المبرمج الذي يعصف بالمواطن ولأهمية الموضوع توجهت صحيفة "دار السلام" الى الجهات المسؤولة لعلها تجد صدى او ردود افعال تعالج المشاكل، لذلك كان هذا التحقيق.
المواطن احمد فيصل "33" عاما كاسب يقول: لقد ارهقتنا مسألة الكهرباء فنحن منذ سنين نعاني من عدم وجود الكهرباء واليوم نسمع في الاخبار ان هناك زيادة في الاسعار، فهل هذا معقول؟ وما ذنب الانسان العراقي البسيط؟ الموظف يستلم راتبا بسيطا لا يكفي لسد حاجة عائلته، اعتقد ان مشكلة مثل هذه تحتاج الى حل لانها فعلا بدات تقلق كل مواطن مثلي يعيش على قوته اليومي فهل ابقى ادفع اشتراك المولدة الذي يقصم الظهر لتأتي قائمة الكهرباء التي لا نراها إلا كضيف لكي تزداد معاناتي بمبلغ جديد ضخم لا اعرف من اين اجلبه حتى اسدد ديون جديدة فهل هذه هي الرفاهية والحرية والديمقراطية التي وعدونا بها ام انهم يضحكون على الذقون؟.
الصحفي واثق عباس "42عاما" كاتب وتدريسي قال: جاءت تصريحات وزير الكهرباء الاخيرة بان قرار مجلس الوزراء قد رفع سعر الاستهلاك للطاقة في المنازل من 10 دنانير الى 20 دينارا للوحدة الكهربائية، وقد ذهب الوزير الى ان هذه الاسعار قد حددت الاستهلاك الذي لا يتعدى الف كيلو واط في الشهر، ويرتفع السعر ليصل 135 دينارا عند زيادة الاستهلاك فوق 4 آلاف كيلو واط في الشهر، ولقد بين الوزير ان التسعيرة الجديدة اقل من الكلفة؟ وهذه الزيادة هي من اجل تنظيم الاستهلاك والحد من حالات الاسراف، وهنا اقول ان الكهرباء التي اصبحت عملة نادرة ولا نراها إلا قليلا يرتفع سعرها لتختفي عن الانظار ولقد تعودنا نحن تلك الوعود التي تبشر بان الصيف المقبل سيكون من دون انقطاع وعندما يأتي الصيف يقولون ان الشتاء سيكون دافئا حتى انطبقت اغنية فيروز علينا "نطرتك بالصيف - نطرتك بالشتا"، وهنا يبرز سؤال مهم، كيف يمكن لحكومة منتهية ولايتها ان ترفع الاسعار، اليس من المفروض عرض الموضوع على مجلس النواب، لكي يقول ممثل الشعب كلمته؟
لقد شاهدت كثيرا من الناس المتذمرين يقولون كيف ترتفع الاسعار ولا توجد حكومة، فنحن لا نرى الكهرباء وتأتي الاسعار خيالية فكيف لو رفعوا الاسعار.
ويقول الحاج جاسم عبد الرضا (40عاما) موظفا، نحن منذ سنين نسمع الوعود والان جاء قرار زيادة الاسعار، لماذا لم يسأل احدهم هل هناك كهرباء اصلاً حتى تكون زيادة في الاسعار؟.
الكهرباء اليوم لا تأتي في احسن حالاتها إلا ثلاث ساعات باليوم كمعدل حتى لا اكون كاذبا، وخلال وجودها تنقطع اربع او خمس مرات، وخلال وجودها في كل بيت يقوم الناس بفتح كل الاجهزة من اجل الحصول على الماء البارد والهواء البارد، لان الجميع يعلم ان الكهرباء ستقطع بعد ساعة.
نحن نتساءل هنا، كم هي حاجتنا الفعلية الى الكهرباء؟، والسؤال الأهم، متى يغلق هذا الملف الذي استنزف اموال الشعب. ونتخلص من هموم المولدات وما تسببه لنا من عبء اضافي لا مبرر له.