هو ابو يوسف يعقوب بن اسحاق الدورقي الاهوازي المعروف بابن الكسيت النحوي اللغوي الاديب الامامي ، النحوي واللغوي الشهير ، من عظماء الشيعة وكبار رجالاتها ، . الذي قتله المتوكل العباسي يوم الاثنين الخامس من شهر رجب سنة 243 او 244 او 246 . كان علما من اعلام الشيعة وعظمائهم وثقاتهم ومن خواص الامامين الجواد والهادي. . . واجمع أصحابنا على أنه لم يكن بعد ابن الاعرابي اعلم باللغة من ابن السكيت .ويلفظ ابن السكيت بكسر السين وشد الكاف وهوأحد أئمة اللغة والأدب ، ذكره كثير من المؤرخين وأثنوا عليه وكان ثقة جليلا من عظماء الشيعة وكان حامل لواء علم العربية والأدب والشعر واللغة والنحو ، له تصانيف كثيرة مفيدة منها كتاب تهذيب الألفاظ وكتاب إصلاح وقد اختلفت الروايات في سبب قتله من قبل المتوكل ، فقيل أن المتوكل كان قد ألزمه تاديب ولديه المعز بالله والمؤيد ، فقال له يوما ايهما احب اليك ابناي هذان اي المعتز والمؤيد ام الحسن والحسين فاجابه ابن السكيت والله أن قنبرا خادم علي بن ابي طالب ع خير منك ومن ابنيك . فقال المتوكل لجلاوزته الاتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات ، وقيل أن ابن السكيت اثنى على الحسن والحسين ع ولم يذكر ابنيه فامر المتوكل الاتراك فداسوا بطنه فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم .
ومن اعجب الصدف أنه كان قد نظم البيتين التاليين قبل حادث مقتله ببضعة ايام :
يصاب الفتى من عثرة بلسانه . . . وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأسه . . . وعثرته في الرجل تبرأ عن مهل
وقد ذكره الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤتي البحرين بقوله : وكان هذا الشيخ أي يعقوب بن اسحاق السكيت صاحب اصلاح المنطق من اجلاء الشيعة وأصحاب الائمة ع وللزيادة راجع أعيان الشيعة للأمين ( مجلد ) 10 ص 305
قالوا فيه
تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام للصدر ص 155 : ( ابن السكيت ) . . . كان مقدما عند أبي جعفر الثاني . . . وقتله المتوكل لاجل التشيع .
ابن السكيت واسئلته للامام الهادي ع
جاء في كتاب الإحتجاج للطبرسي ج 2 ص 437 :
احتجاجه صلوات الله عليه فيما يتعلق بالإمامة وصفات من خصه الله تعالى بها وبيان الطريق إلى من كان عليها وذم من يجوز اختيار الإمام ولؤم من غلا فيه وأمر الشيعة بالتورية والتقية عند الحاجة إليهما وحسن التأدب . أبو يعقوب البغدادي قال : ان ابن السكيت قال - لأبي الحسن الرضا عليه السلام - : لماذا بعث الله موسى بن عمران بيده البيضاء ، وبآية السحر ، وبعث عيسى بآية الطلب ، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام : ان الله لما بعث موسى عليه السلام كان الغالب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسع القوم مثله ، وبما ابطل به سحرهم ، واثبت به الحجة عليهم . وان الله بعث عيسى عليه السلام في وقت قد ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس إلى الطلب ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيا لهم الموتى وابرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، واثبت به الحجة عليهم . وان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام - وأظنه قال والشعر - فأتاهم من عند الله من مواعظه وأحكامه ما ابطل به قولهم واثبت به الحجة عليهم . قال : فما زال ابن السكيت يقول له : والله ما رأيت مثلك قط ! فما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال عليه السلام العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه ، والكاذب على الله فيكذبه . فقال ابن السكيت : هذا والله هو الجواب ،
قلنا قد ضمن الرضا عليه السلام في كلامه هذا ان العالم لا يخلو في زمان التكليف من صادق من قبل يلتجئ المكلف إليه فيما اشتبه عليه من أمر الشريعة ، صاحب دلالة تدل على صدقه عليه تعالى ، يتوصل المكلف إلى معرفته بالعقل ، ولولاه لما عرف الصادق من الكاذب ، فهو حجة الله تعالى على الخلق أولا .
سبب قتله برأي ابن خلكان المؤرخ
جاء في وفيات الأعيان لابن خلكان ج 6 ص 395 : أبو يوسف يعقوب بن إسحاق المعروف بابن السكيت . . . وكتبه جيدة صحيحة . . . وكان يميل في رأيه واعتقاده إلى مذهب من يرى تقديم علي بن أبي طالب . .
وفي وفيات الأعيان لابن خلكان ج 6 ص 400 : ( ابن السكيت ) . . . وقد روى في قتله غير ما ذكرته . . . فقيل إن المتوكل كان كثير التحامل على علي بن أبي طالب وابنيه الحسن الحسين . . . وكان ابن السكيت من المغالين في محبتهم والتوالي لهم فلما قال له المتوكل تلك المقالة قال ابن السكيت . . . إن قنبر . . . خير منك ومن أبيك فقال المتوكل : سلوا لسانه من قفاه ففعلوا ذلك فمات . . .
مااعظم موقف ابن السكيت في الدفاع عن اهل البيت ع
قال في الروضة البهية ج 7 ص 315 : وهذا الموقف الشريف من ( ابن السكيت ) عين الموقف الذي وقفه رجالات المبدأ والعقيدة امام طواغيت الظلم والجور من أمثال . ( حجر بن عدي ، وميثم التمار ، ورشيد الهجري ، وعمر بن حمق الخزاعي وأضرابهم ) رضوان الله عليهم ، لان هذه المواقف من هؤلاء الابطال والأوتاد هي التي رسخت قواعد مبدأ الحق وعمقته ، وكانت سببا في انتشاره واستمراره إلى يومنا هذا .
كيفية قتله
اختلف المؤرخون في كيفية قتل ابن السكيت على عدة اقوال هى
1/ ان المتوكل امر بسل لسانه من قفاه
ففي كتاب الشيعة والحاكمون لمغنية ص 170 : فقال له : أيهما أحب إليك ابناي . . أو الحسن والحسين ؟ فقال ابن السكيت : والله ان قنبرا . . خير منك . . فقال المتوكل للأتراك : سلو لسانه من قفاه ، ففعلوا ، فمات
*قلنا وهذه من اروع صور سمو الشيعة وصفاتهم . . ورقيهم في الاخرة بسبب حبهم لأهل البيت عليهم السلام . . وتحملهم الأذى والاضطهاد من أجل ذلك *. وقال ابن الشحنة في روضة الناظر انه في سنة 244 سال المتوكل يعقوب بن السكيت امام النحو واللغة أيما أحب إليك ايناي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين فقال والله ان قنبرا خادم علي خير منك ومن ابنيك فأمر به فسل لسانه من قفاه فمات لساعته . انتهى .
2/ ان المتوكل امر بان يداس في بطنه فمات من ذلك في هامش ج1 من الكافي قتله المتوكل في خامس شهر رجب سنة 244 وسببه أن المتوكل قال له يوما : أيما أحب إليك ابناي هذان اي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين عليهما السلام ؟ فقال ابن السكيت : والله إن قنبرا خادم علي بن أبي طالب خير منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك : سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات ، وقيل : أثنى على الحسن والحسين عليهما السلام ولم يذكر ابنيه فأمر المتوكل الأتراك فداسوا بطنه فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم رحمة الله عليه .
الحموي يقول انه كان عالما بالقران
› معجم الأدباء للحموي ج 19 ص 50 : يعقوب بن إسحاق أبو يوسف بن السكيت . . . كان عالما بالقرآن . . . راوية ثقة . . وكان قد خرج إلى سر من رأى فصيره عبد الله بن الخاقان إلى المتوكل فضم إليه ولده يؤدبهم ، ثم دعاه إلى منادمته . . . فقال له المتوكل : يا يعقوب أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين ؟ فذكر الحسن والحسين ( رض ) بما هما أهله وسكت عن ابنيه وقيل قال له : ان قنبر خادم علي أحب إلي من ابنيك وكان يعقوب يتشيع فأمر المتوكل الأتراك فسلوا لسانه وداسوا بطنه فعاش يوما وبعض آخر ومات
كان ابن السكيت اماما في اللغة والادب
نشوار المحاضرة للتنوخي ج 4 ص 83 : ( في الهامش 4 ص 83 ) أبو يوسف يعقوب بن السكيت : كان اماما في اللغة والأدب عهد إليه المتوكل بتأديب أولاده وسأله يوما عن ابنيه المعتز والمؤيد هما أحب إليه أم الحسن والحسين فامتدح الحسن والحسين وكان المتوكل شديد العداوة للإمام علي وأولاده فأمر به فديس بطنه وسل لسانه ) ( الاعلام 9 / 255
ماذا قيل عن كتابه اصلاح المنطق
أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 1 - ص 164
وابن السكيت يعقوب بن إسحاق صاحب المؤلفات الكثيرة منها اصلاح المنطق . قال المبرد ما عبر جسر بغداد كتاب في اللغة مثله وقال ثعلب أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي اعلم باللغة منه قتله المتوكل على التشيع 244 .
كان من مشاهير علماء اللغة
في كتاب الشيعة وفنون الإسلام للصدر ص 117 : الصحيفة الثانية ( في بعض مشاهير أئمة اللغة من الشيعة ممن يزيد على غيره ) منهم ابن السكيت . . . وله من الكتب إصلاح المنطق . . وله كتاب الألفاظ . . .
ابن السكيت والقران
أمالي الطوسي ص 580 :
8 - وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو الحسين رجاء بن يحيى العبرتائي ، قال : حدثنا يعقوب بن السكيت النحوي ، قال : سألت أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا ( عليهم السلام ) : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة ؟ قال : إن الله ( تعالى ) لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة .