في العام 2004؛ أُعلن في العاصمة الفرنسية باريس عن وفاة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، في خبر كان مثل صدمة للكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني بحيث أن ظروف تدهور صحته ووفاته بشكل سريع كانت مفاجأة.
وفاة غامضة
توفي الرئيس عرفات في مستشفى بيرسى العسكرى في باريس، ورغم نشر الكثير من التكهنات الإعلامية حول سبب الوفاة, إلا أن ظروف الوفاة ما زالت غامضة حتى اللحظة.
وقد لوحظ منذ ليلة الثاني عشر من أكتوبر 2004 بتدهور سريع لصحة الرئيس عرفات أثناء محاصرته من قبل الاحتلال الصهيوني في مقر المقاطعة برام الله، حيث ظهر ذلك من خلال تقيئه المتواصل وشعوره باضطراب في الأمعاء مصحوب الإسهال بعد أربع ساعات فقط على تناوله وجبة عشاء في المقاطعة المحاصرة.
وأشار مقربون من الرئيس الراحل أن أعراض تدهور صحته تواصلت على مدار أسبوعين، ولم تكن مصحوبة بالحمى ما اعتبر في البداية مجرد "نزلة برد"، وبعد خمسة عشر يوما على بداية مرضه نقل إلى فرنسا للعلاج، وتوفي هناك.
ورجح بعض المقربين من عرفات وأبرزهم ابن أخته ناصر القدوة وطبيبه الخاص أشرف الكردي أنه مات مسموماً، إلا أنه على الصعيد الرسمي الفلسطيني، فيما تثير قضية وفاته كل عام عاصفة مع حلول ذكرى وفاته، وتبدأ الأوراق تنبش وينفض عنها الغبار، وتطفو على السطح مساجلات علنية بين قيادات فتحاوية تتهم بعضها البعض.
"شيراك" يعلم أنه مات مسموماً
بسام أبو شريف المستشار السياسي للرئيس عرفات، كان قد كشف أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يعرف جيداً هو وأطباؤه الثلاثة أن ياسر عرفات مات مسموما، إلا أنه لم يفصح عن ذلك من أجل المصلحة الفلسطينية حسب ادعائه.
واتهم أبو شريف، دولة الاحتلال بقتل عرفات عمداً عن طريق إدخال السم إلى جسده بنفس الطريقة التي قتلت بها د. وديع حداد في ألمانيا الشرقية عام 1978.
وقال: "إنه حذر الرئيس الفلسطيني الراحل أكثر من مرة من أن لحظة اغتياله قد اقتربت وفقا لتطورات الأحداث، ووفقا لما جاء على لسان الصهاينة، وفي الأخبار أو في التحليلات الأمريكية التي أشارت إلى هذا الاحتمال، والتي أكدت أن دولة الاحتلال قررت اغتياله بطريقة لا يتم فيها توجيه أصابع الاتهام لها من أحد".
وكشف أبو شريف أن ياسر عرفات "قتل من خلال وضع السم له في الطعام، وأن هذا السم هو سم غريب يدخل ويقتل من خلال مسام التذوق في اللسان ويأخذ ما بين 8 أشهر إلى عام حتى يقتل ضحيته. أي أن مفعول هذا السم بطيء ويعمل على تعطيل كافة أجزاء الجسم الداخلية وآلياته واحدة تلو الأخرى حتى يصل إلى الدماغ ومن ثم يقتل ضحيته".
"فتح" تتبادل الاتهامات
ويرى المراقبون أن تبادل قيادات حركة "فتح" الاتهامات عن المسؤول عن اغتيال الرئيس ياسر عرفات من خلال دس السم له في الطعام يدعى العديد من علامات الاستفهام أمام الكثير ممن رفقوا الرئيس في مقر المقاطعة وقت محاصرته في العام 2004.
هل يُكشف اللغز قريباً ؟!
ناصر القدوة ابن شقيقة الرئيس الراحل عرفات، كشف في تصريح له أنه خلال سنة أو سنتين على أبعد تقدير ستتضح حقيقة موت عرفات.
وقال: "كل يوم يظهر كلام يحمل مؤشرات عن تصفية عرفات وفي كل يوم نقترب من جزئية التسميم الذي تعرض له عرفات, من سنة إلى سنتين سيتبين طريقة ونوع التسميم الذي تعرض له لأنه لا يوجد سر في دولة الاحتلال أولاً ولأننا نتابع القضية من جهة أخرى".
واستطرد يقول: "في كل الأحوال دولة الاحتلال مسئولة عن سبب الوفاة حيث كانت هناك إجراءات مقصودة للتخلص من القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، هناك كلام عن تسميم عرفات حتى قبل مرضه وأنا شخصيا هذا شعوري وهو مستند إلى مسئولية دولة الاحتلال".