ليخسأ هذا الإعلاميبدو أن ما يحدث اليوم في الساحة العراقية لا يعني الإعلام العراقي، لا أعرف أأضحك أم أبكي على حظ هذا الشعب ؟ الذي يحاربه الجميع حتى الإعلام، الذي لا يبدي لقضايا الشعب أيّة أولوية أو اهتمام، حيث بدا واضحاً بأن كل شيء في هذا البلد المشتت يخلو من روح المشاركة والعمل الجماعي والإنساني، ولاحظنا ذلك جميعاً من خلال عدم التجاوب مع المظاهرات التي خرج إليها الكثير من العراقيين، للمطالبة بأبسط حقوقهم التي يتوجب على الحكومة أن تقدمها دونما الحاجة إلى المظاهرات وغيرها، كي نأخذ تلك الحقوق إذ ما نطالب به ليس بمعجزات كي نتذوق كل هذا القهر والذل، ما نطالب به مجرد رحمة صغيرة تنقذنا من بؤسنا وتمدنا ببعض الأمل لتحمل مشقة هذه الحياة، لا أعلم هنا ما هي رسالة الإعلام العراقي أو ما الفائدة منه، إذ بدا جلياً للعلن بأنه لا يمثلنا نحن الشعب، ما جعلني أشك مستهزء ربما هذا ليس بإعلامنا ما جعلني أتصفح قنوات وإذاعات عالمية، ربما لكي أجد الإعلام الذي يمثل هذا الشعب، ويوصل رسالته ويتضامن مع العراقيين قلباً وقالباً، وفجأة صفعتُ جبهتي من الخيبة التي اعترتني وقلتُ لنفسي (إذا هو الإعلام العراقي ما داير بال، راح يهتم العالم بقضايانا)، حينها عرفتُ بأن هذا الشعب عظيم حقاً، إذ أصبح الجميع ضده تماماً و كأننا حشرات لابد من سحقها، ولكن ذلك لن يحدث طالما هذا الشعب أنتفض، وأخيراً كسر صمته.وأخيراً لم يعد يبالي إلاّ لتلك الحياة التي لم ينل منها سوى الموت و الحرب، و كما قال الشاعر :إذا الشعب يوما أراد الحياةفلا بد أن يستجيب القدروليخسأ هذا الإعلام الذي لا يهتم بقضايا شعبه، وليخسأ كل من يأكل من خيرات هذا البلد ولا يأبه لمعاناته، ليخسأ كل شيء و ليحيا شعبنا بحرية وكرامة ونعيم …