يدخل المريض إلى الصيدلية ويطلب مسكنًا للأسنان
طبعًا وحسب الرأي العملي فإن الخيار الأول والمصنف تحت صنف ( OTC ) هو بروفين( Ibuprufen )
الإستغراب يبدو علو وجه المريض… بروفين دوا للمفاصل مو صحيح؟
ثم يطلب المريض بونستان ( Ponstan, Mefenamic acid ) ظانًا أنه هو الدواء المخصص لآلام الأسنان
مجموعة من الأدوية مصنفة تحت اسم مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية ( NonSteroidal AntiInflammatory Drugs – NSAIDs ) مثل: ( قائمة من الأدوية مع أقسم من اسمائها التجارية والعلمية )
- آيبوبروفين ( Ibuprofen – Brufen )
- نابروكسين ( Naproxen )
- ديكلوفيناك صوديوم ( Diclofenac Na – Voltaren )
- بايروكسكام ( Piroxicam- Feldene )
- ميلوكسيكام ( Meloxicam – Mobic )
- تينوكيسكام ( Tenoxicam )
- سيليكوكسيب ( Celecoxib – Celebrix )
- إندوميثاسين ( Indomethacin – Indocid )
- حامض الميفيناميك ( Mefenamic acid – Ponstan )
- نيموزيلايد ( Numselide )
- كيتوبروفين ( Ketoprofen )
- أسبرين – دواؤنا العتيد ( Aspirin )
وأدوية أخرى كثيرة بعضها قليل الاستخدام وبعضها قد تم إلغاء استخدامه
لكن المشكلة في مجتمعنا تلك المعلومات الخاطئة… بروفين لآلام الظهر والفولتارين للمفاصل والأرجل أما بونستان فهو لآلام الأسنان والأسبرين فهو خافض حرارة نستخدمه لأطفالنا ( رغم التنبيه بترك استخدامه لأطفال كخافض للحرارة )
أيها الناس… لا فرق بين تلك الأدوية إلا في صفات بسيطة منها…
- قسم من الناس ( 60% ) يستجيبون للعلاج باستخدام أي واحد من الأدوية أعلاه أما الباقين فيستجيبون لقسم منها ولا يجدون الفائدة في الأدوية الأخرى ( وهؤلاء هم المشكلة )
- بروفين هو الخيار الأول بين تلك الأدوية لأنه أقلها من حيث الأعراض الجانبية المحتملة ولمفعوله المعتدل
- الإشاعة التي يثيرها الناس بأن البروفين مؤذٍ للمعدة ويتسبب بالقرحة فهو إشاعة الهدف منها تشويه سمعة ذاك الدواء البريء ( نوعًا ما ) فالمدعين عندما يستخدمون بونستان أو فولتارين لا يعلمون أنه ضرر البروفين هو أقل بكثير
- على مرضى الربو الحذر من استخدام هذه الأدوية لإحتمال حصول حساسية منها ( خصوصًا الأسبرين )
- إشاعة كن هذه الأدوية ترفع الضعط فهذا قول أشكك فيه كثيرًا، لكن لا أنفيه… فمفعول هذه الأدوية تراكمي ( أي أن الاستخدام المتقطع أو عند الحاجة والاستخدام غير المنتظم ربما لا تظهر تلك التأثيرات غير المرغوب فيها )
- المعلومة أن استخدام الحقن يكون مفعوله أقوى وأسرع ليس ذا فعل مجدٍ… فالفرق بين بداية التأثير ( Onset of action ) بالنسبة للفولتارين أقراص عن طريق الفم قد لا يتعدى الساعتين ( وربما 20 دقيقة بالنسبة لديكلوفيناك بوتاسيوم ) فلا أدري كم سيكون الحقن بالعضل سيكون أسرع في المفعول، ساعة مثلا؟؟؟ وهل بإمكان المريض استخدام الحقن عدة مرات في اليوم ولمدة عدة أيام؟
هذه مشكلة كبيرة… بعض الناس يدعي أنه لا يشفى إلا باستخدام الإبر… وهذا شيء خطأ.
حالات التهاب البلعوم أغلبها لا تستوجب العلاج ولا حالات الإنفلاونزا لأنها أكثرها بسبب فايروس أو كونها Self-limiting أي أنها محصورة ضمن الشخص المصاب وسيعافى المريض نفسه خلال فترة معينة دون الحاجة لاستخدام أي دواء لكن مرضانا الأعزاء دائمًا ما يطلبون كبسول أو أبر ليعالجوا حالاتهم تلك
أموكسيل أو كفلكس أو أمبيكلوكس ووصلنا حاليًا إلى كلافوران وسيفتراكزون لعلاج الإنفلاونزا
الأطباء أنفسهم صاروا يرتكبون الأخطاء لأنهم يخافون أن يطلبوا من المريض الراحة فحسب والكفيلة بشفائهم مع بعض السوائل الدافئة، المريض حينها سيقول أن الدكتور لا يفهم شيئًا في الطب
أما إذا كتب الدكتور لشخص أصلاً هو لا يعاني من مرض أصلاً أبر كلافوران فالطبيب هو أستاذ من الطراز الأول ( دكتور خمس نجوم – نازل من القمر أو ربما أتى من المريخ )
المريض يدخل علينا في الصيدلة ويقول أريد أبرة واحدة حتى اطيب!!!
ومن التطورات الأخيرة ( بس قديمة ) أمبسلين وكذلك أمبيكلوكس فيال صارت تعطى مرتين في اليوم ( والله حرام عليكم يا أطباء تخونون أماناتكم العلمية )
الإهمال صار متبادلا بين جميع الأطراف، فالصيدلي لا يهمه ( المهم الربح المادي – هذا إن كان قد تبقى في رأسه شيء من العلم ) والطبيب يجرح اليوم لأجل أن يداوي غدًا
وحسبنا الله ونعم الوكيل
منقول للفائدة
رد مع اقتباس
