تنتشر بين الناس مجموعة من الأمثلة الشعبية التي تستخدم في مناسبات وأوقات معينة بعضها للمدح وآخر للذم والقدح وعلى كل الأحوال فكل مثل شعبي يرتبط بقصة سواء أكانت حقيقية أو أسطورة درج بعدها المثل ويتداوله الناس منذ إنشائه حتى يومنا وقد ذكرنا قصص لمجموعة من الأمثلة الشعبية في مدونة حقائق واكتشافات منها المثل الشعبي الشهير وعادت حليمة لعادتها القديمة
واليوم نتحدث عن المثل الشعبي " القرد في عين أمه غزال "
ويستخدم هذا المثل عندما تصدم بأن شخص معجب أشد الإعجاب
بصوت ابنه أو صديقه أو حبيبه أو شكله أو أي شيء آخر
رغم أنك ترى يقيناً أن ما يعجبه لا شيء مقارنة بصوت الجميل الحقيقي
أو الجمال الشكلي الحقيقي أو غير ذلك
وإنما هذا الإعجاب ناجم من قول الشاعر
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساوئ
ونحن لسنا ضد أن يحب الإنسان لروحه وخلقه
ولكن ضد أن يتحول هذا الإعجاب لأن تدافع عن صفات جمالية " كصوت وشكل وغيره "
غير موجودة في هذا الشخص مقارنة بغيره
بل وتبدأ تصطدم مع الناس بأنه الأجمل بهذه الصفات
فالحب لا يعني أن عدم الإنصاف وإلا لرأى الجميع أبنائهم والمقربين منهم الأفضل بكل شيء
وهذا ما لا يجب أن يكون
والمثل الشعبي الذي بين أيدينا يرجع لما كتب في " خرافات أيسوب " في العصر الروماني
حيث جلس الحاكم على كرسيه وطلب أن تقام مسابقة للجمال
وأن تتقدم الحيوانات ذات الجمال لتستعرضه
ليتم إعلان الفائز وإعطائه جائزة المسابقة
وبدأت الحيوانات تمر أمامه واحداً تلو الآخر مختالة بجمالها
فمر الطاووس وابنه
والغزال وصغيره
ثم الزرافة وصغيرها
والأسد ابنه
وقبل أن ينطق الحاكم بجائزة الفوز لأجمل الحيوانات
فوجئ بقردة تجري أمامه مستعرضة ابنها
حاول الجميع إقناع هذه القردة أن ابنها ليس جميل
وأن تنسحب من المسابقة حتى لا تحرج نفسها
ولكنها رفضت مصرة أن ابنها أجمل من كل الحيوانات التي مرت
عندها ضحك الحاكم وقال المثل الذي يتم تداوله حتى يومنا