السومرية نيوز/ البصرة
توقعت منظمة تعنى بمراقبة الواقع البيئي للأهوار، السبت، أن تتراجع أعداد الطيور المهاجرة التي تقصد مناطق الأهوار الى مستويات مدنية خلال فصل الشتاء المقبل، فيما أكدت لجنة انعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة دقة تلك التوقعات، وعزتها الى جفاف مساحات واسعة بسبب نقص امدادات المياه.
وقال مسؤول منظمة طبيعة العراق في الجنوب جاسم الأسدي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "الطيور المهاجرة التي كانت تقصد مناطق الأهوار في محافظات البصرة وميسان وذي قار بأعداد كبيرة جداً من المتوقع أن تنخفض أعدادها بشكل كبير خلال فصل الشتاء المقبل بسبب جفاف مساحات شاسعة من الأهوار من جراء نقص امدادات المياه"، مبيناً أن "بعض مناطق الأهوار تجاوزت مرحلة الجفاف الى مرحلة التصحر، بحيث أصبحت امتداداً للبادية الجنوبية، وهو ما أدى الى اختلال منظومة التنوع الأحيائي، وفقدان كميات هائلة من الأسماك والنباتات المائية".
ولفت الأسدي الى أن "غالبية مناطق الأهوار لم تعد تشكل بيئة مناسبة للطيور المهاجرة التي تحتاج الى مساحات مفتوحة مغمورة بمياه منخفضة الملوحة"، مضيفاً أن "الكثير من أنواع الطيور المهاجرة من المحتمل أن تغير مسار هجرتها الى أفريقيا بدل الأهوار العراقية التي تواجه أزمة بيئية خطيرة وغير مسبوقة منذ قيام النظام السابق بتجفيفها خلال التسعينات".
من جانبه، قال رئيس لجنة انعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة ربيع منصور في حديث لـ السومرية نيوز، إن "الطيور المهاجرة التي تقصد أهوار المحافظة تراجعت أعدادها تدريجياً خلال الأعوام القليلة الماضية، ومن المتوقع أن تتراجع بشكل مضاعف مع حلول فصل الشتاء المقبل نتيجة تفاقم مشكلة انحسار مناسيب المياه"، مبيناً أن "ابتعاد تلك الطيور عن العراق هي خسارة بيئية يصعب تعويضها".
يذكر أن مناطق الأهوار في العراق تغطي مساحات شاسعة من محافظات البصرة وميسان وذي قار تقدر بنحو 8635 كم2، وهي تزخر بالأسماك النهرية والكثير من الأحياء المائية الأخرى مثل الروبيان (الجمبري)، إضافة الى أنواع مختلفة من النباتات أهمها القصب والبردى، ونتيجة لاعتدال مناخها تقصدها مئات آلاف الطيور المهاجرة التي تستقر وتتكاثر فيها خلال فصل الشتاء، ومع بداية فصل الصيف تعود تلك الطيور الى مواطنها الأصلية في الدول الاسكندنافية وكازاخستان وروسياً والصين ضمن هجرات تمتد بعضها عبر القارات.
وكانت أسراب الطيور المهاجرة حتى أواخر السبعينات تحجب الشمس مع بداية كل فصل شتاء لدى تحليقها نهاراً فوق أطراف المدينة قبل أن تحط في مناطق الأهوار، وبعض أنواع تلك الطيور مهددة عالمياً بالإنقراض، مثل الوزة الغراء والزقزاق الإجتماعي، فيما تستوطن الأهوار بشكل دائم أنواع أخرى من الطيور النادرة، ومنها غراب البحر الأقزم ومالك الحزين العظيم، ويواجه التنوع الأحيائي في الأهوار خلال الأعوام الأخيرة تحديات خطيرة ناجمة عن التغيرات المناخية، والصيد الجائر باستخدام السموم، وتمدد رقعة المشاريع النفطية في ظل تقلص المساحات المغمورة بالمياه، بحسب مراقبين.
المصدر