سان فرانسيسكو (رويترز)
يعكف خبراء علوم المحيطات على دراسة ما إذا كان تغير المناخ قد أسهم فى تراكم كميات هائلة لم يسبقها مثيل من الطحالب السامة على طول سواحل الولايات المتحدة المطلة على المحيط الهادى وكندا ما يفاقم من المخاطر الصحية، فضلا عن خسائر فى الدخل تصل لعدة ملايين من الدولارات بسبب إغلاق المصايد.
وتمتد هذه الكميات التى ظهرت فى مايو الماضى آلاف الكيلومترات من جزر تشانيل قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا وحتى كندا وهى الكميات التى أدهشت الباحثين فيما يتعلق بحجمها وتركيبها.
وقالت فيرا ترينر، الباحثة فى علوم المحيطات لدى مركز علوم المصايد فى شمال غرب البلاد بولاية واشنطن، لرويترز أمس الخميس "إنها تكمن هناك. إنها الأطول بقاء والأكثر سمية والأكبر كثافة التى لم نشهدها من قبل".
ويتبع المركز الإدارة القومية للأسماك والحياة البرية.
ويعتقد أن هذه الكميات الهائلة من الطحالب نشأت جزئيا بسبب الارتفاع غير المعهود لدرجة حرارة مياه المحيطات على طول السواحل الغربية للبلاد.
وقالت ترينر، إن القلق يساور العلماء مع اقتراب ظهور ظاهرة النينيو المناخية التى تتسم بدفء سطح المياه فى المحيط الهادى وتحدث كل ما يتراوح بين أربعة و12 عاما ما قد يتمخض عن موجات جفاف وحر لافح فى آسيا وشرق أفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات فى أمريكا الجنوبية.
وقالت إن العلماء لم يحددوا بصورة قاطعة أن كان تغير المناخ على المدى الطويل -الناجم عن الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحرارى- هو الذى يلعب دورا فى ازدهار هذه الطحالب لكن تراكمها على هذا النحو ربما يكون مؤشرا على تغيرات مستقبلية ما.
وأضافت "سواء كان ذلك بسبب تغير المناخ من عدمه أظن أنه ينبئ بما يحمله المستقبل وما قد يجرى وفقا لسيناريوهات تغير المناخ".
ويشعر الباحثون بقلق من احتمال وجود تركيزات عالية من حمض الدومويك السام فى العديد من الأحياء البحرية، ومنها الأصداف والمحار (الجندوفلى) وأسماك النازلى وسردين الساحل الغربى. وقالت إدارة ولاية واشنطن للأسماك والحياة البرية إن هذا الحمض مسؤول عن عدة وفيات وأدى إلى اصابة المئات بأمراض.
وأضافت أن هذا الحمض يتراكم فى معظم الكائنات البحرية ويصل إلى مخ الإنسان ويحدث اضطرابا فى فسيولوجيا نقل الإشارات العصبية.
ويتحقق الباحثون أيضا مما إذا كان ازدهار الطحالب يرتبط بنفوق عدد من الثدييات البحرية منها الحوت الأحدب الذى وجد نافقا على سواحل ولاية واشنطن يوم الاثنين الماضى.
وقالت السلطات الصحية فى أوريجون، إن شرب المياه الملوثة بالطحالب السامة أو استنشاقها يمكن أن يؤدى إلى فقدان الإحساس والإغماء والاضطرابات الهضمية، فضلا عن الإصابة بالطفح الجلدى عند ملامسة الطحالب. ومن بين الإجراءات الاحترازية ترشيح المياه، كما أن التغذى على الأسماك والمحار (الجندوفى) من مياه الأنهار الملوثة يمثل خطورة.
عينة من الطحالب السامة المنتشرة على السواحل الأمريكية على المحيط الهادى