بقلمي انا عـزيــز العصمــي
أدركت تماما إن المجتمع قد بلغ من التراجع حدا كبيرا وأصبحت منظومته الأخلاقية مهددة
بالانهيار وان الحياة فيه أصبحت صعبة للغاية وذلك عندما أصبحت المثل والقيم والمبادئ الحقيقية سببا في قتل أبناءه .
فعندما أرى إن التعامل في كثير من جوانب مجتمعنا أصبح بخلاف الفطرة الإلهية التي فطرنا الله عليها وان السيادة أصبحت لما يشبه قانون الغاب حيث الحكم فيها للقوي الذي صعد على أكتاف الناس تحت اعتبارات كثيرة منها عرقية ودينية وحيث الضعيف الذي لايعرف مستقرا ولا راحة ولا رحمة ( إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ) وحيث الإنسان الذي اسلم زمام نفسه لغيره دون أن يحرك ساكنا مطالبا بحقوقه بل رضي بواقع ينتهك إنسانيته ويجرده من ابسط متطلبات معيشته ولست اعلم ما سبب سكوته وهوانه وهو ينتمي إلى عقيدة يقول احد إبطالها ( عجبت لمن لايجد قوت بيته ولا يخرج شاهرا سيفه)
فأي ظلم اكبر من الذي نراه وأي تجاهل وإقصاء أعمق من الذي نعانيه ونعيشه وأي أحكام خاطئة تسيرنا وتحكمنا أكثر مما مر علينا
فأي عقل يمتلكون ولأي فكر ينتمون وأي عقيدة تلك التي أباحت لهم تغليب مصالحهم ومصالح أتباعهم على مصالح غيرهم وان كان غيرهم بها أحق ؟!! أما سمعوا إن التعصب هو أن ترى شرار قومك خير من خيار غيرهم ؟؟ أولم يعلموا ان من تعصب عصبه الله بعصابة من نار يوم القيامة ؟؟ أولم يعوا قول الله جل وعلا في كتابه العزيز ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ؟؟ أو لم يسمعوا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام) وقصته مع ذلك النصراني وكيف أن الإمام أنصفه ؟؟
فهاهم يغفلون عن الكفاءة والقدرة التي يتميز بها أي إنسان ولم تعد ضمن معاييرهم في اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب . بل أصبح معيارهم هو مدى قرب أفكارك من أفكارهم فأنت صالح بنظرهم مادمت مؤمنا بالأفكار التي يعتقدون . فأين هم من حكم السماء التي وهبت الحياة حتى لاؤلئك الذين لايطبقون ماتريد (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) ؟؟
لماذا إذا نعلن عن انتماءنا إلى الإسلام ونحن نبتعد عن تطبيق ابسط تعاليمه ؟؟ أولم يكن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) نبي رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) ؟؟
أو ليس لنا في رسول الله أسوة حسنة كما جاء في القران الكريم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا) ؟؟
فهل نحن رسل رحمة كما ينبغي أن نكون ؟؟ وهل استطعنا أن نطفئ غضب الرب من خلال إنصاف الآخرين من أنفسنا ؟؟
تساؤلات اضعها امامكم وابحث لها عن اجابة