شبح الماضي. الماضي لا يتبع أحد، نحن في الحقيقة من نتبع الماضي، ونستحضره، نحن من نزال متشبثين ومتعلقين به، رغم أنه لا أحد يستطيع تغيير ما قد حدث، لا أحد يستطيع فتح بوابة زمنية للرجوع إلى الماضي وإصلاح الأخطاء والهفوات، الماضي ليس سوى تجارب حياة حدثت وولت، الماضي ليس سوى خبرات اكتسبنها، ليس علينا أن نجعل من الماضي
شبحا يتبعنا، أو ظلا يلتصق بنا، بينما وجد الماضي لتحقيق هدف أعلى من ذلك، لتقوية شخصيتنا، لتطوير ذاتنا، لتنمية قدراتنا، لكي لا نعود ونقع في نفس الأخطاء، هذه هي الوظيفة الحقيقية من الماضي، أما التحسر على ما قد فات وولى، فلى يجلب لنا إلا الحزن واليأس والقلق والخوف من شبح الماضي، الذي نشعر به يتربص بنا ويتعقبنا، لا الحزن يصلح ما قد حدث، ولا البكاء ينسينا الماضي، فلماذا نضيع أنفسنا على التحسر على الماضي.
عليك أن تكون مستقلا عن الماضي، ما يهم هو الآن هذه اللحظة التي بين يديك والتي تتحكم بها كليا، لا تضيع هذه اللحظة الغالية في التحسر على الماضي، بل جدد الأمل، وابتسم، وتطلع إلى المستقبل، وتفاءل بالخير تجده.
تذكر الماضي، مثل أن تكون سجين عالم وهمي من صنع خيالك، لا شيء فيه حقيقي، الحقيقة الوحيدة التي تكمن فيه، هو تضييع طاقتك الثمينة في التفكير فيه.
بإمكانك تذكر الماضي، لكن على أساس أن تستفيد منه ولتتغير نحو الأفضل، لكن لا تجعل منه وحشا يسلبك الأمل والحماس في الحياة.
- خذ من اليوم عبرة ومن الأمس خبرة.
- الأمس هو شيك تم سحبه، والغد شيك مؤجل .. أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة، لذا علينا أن نصرفه بحكمة . كفاح فياض