ص 300
لكنّني أنا الأقوى من بيننا نحنُ الإثنين .
لإنّك لا تعرف فكرة أغواري السحيقة ,وتلك الفكرة لا قدرة لك على تحمّلها .
ص 305
شوقي الى تلك الضحكة ينهش فؤادي ويلتهمني .
أوّاه , كيف لي أن أتحمّل العيش بعدها ؟
وكيف سيمكنني أن أتحمّل أن أموتَ الآن ؟
هكذا تكلّم زرادشت
***
ص 306
وحيداً أراني مجدّداً ,وهكذا أريد أن أكون .
وحيداً مع سماء صافية وبحرٍ رحب , ومن حولي العشيّة من جديد .
في العشيّة إلتقيتُ ذات يوم بأصدقائي لأوّل مرّة .
وفي العشيّة أيضاً لقيتهم مرّة اخرى ,ساعة يغدو النور كلّه أكثر سكوناً
***
ص 308
على المرء إذا ماكان سيّد إرادة واسعة ,أن يكون صموتاً حتى وهو يتكلّم
وطيّعاً , بحيث يكون بإمكانهِ أن يأخذ فيما هو يمنح !
ص 310
لم تحن ساعة صراعي الأخير بعد .
أم تراها هي التي حلّت للتو ؟
حقاً ,بأيّ جمال ماكر يرمقني البحر والحياة من كلّ الجهات !
ص 311
لتبتعدي عنّي أيتها الساعة السعيدة .
معكِ أتتني الغبطة رغماً عنّي .
بمحض إرادتي أقبلُ بألمي العميق .
ففي غير الأوان .. أتيتِ !
لتبتعدي عنّي أيتها الساعة السعيدة .
ولتتخذي لكِ موطناً ,بالأحرى هناك عند أبنائي .
لتُسرعي ولتباركيهم بسعادتي قبل المَغيب !
ص 312
لكن قبل الصباح راح زرادشت يضحك وهو يُخاطب قلبهُ ساخراً
(إنّ السعادة تُلاحقني .وسبب ذلك أنّي لا أركض وراء النساء .. لكن السعادة اُنثى !)
ص 316
وإنّني لأفضل الدوّي إذاً والرعد ولعنات العواصف الساخطة ,على الطمأنينة الرصينةالحذرة للقطط .
ومن بين الناس أيضاً ليس هناك من هو أبغضُ لديّ من كلّ أولئك المُتسللين بخطى القطط .الفاترين المراوحين بين نعم و لا ,والمرتابين!
تلك السُحب التي تمّر متلكئة مترددة .
***
ص 318
من بين الأشياء جميعها هناك شيء واحد مُستحيل : أن تكون هناك معقوليّة !
***
من أجلِ الحمق تُمزَج كلّ الأشياء بشيء من الحكمة .
***
ص 319
إنّ العالم عميق , وأعمق بكثير ممّا يُمكن أن يتصوّر النهار .
لا ينبغي أن نتكلّم عن كلّ شيء في حضرةِ النهار .
لكن هو ذا النهار قادم ,فلنفترق إذاً .
أيتها السماء من فوقي ,أنتِ أيتها الخجولة .
أيتها المُلتهبة , أنتِ يا سعادتي الفجرية .
هو ذا النهار قد حَل , فلنفترق إذاً .
هكذا تكلّم زرادشت !
***
ص 322
يسعلون عندما أتكلّم , مُعتقدين أنّ السُعال إعتراض على الرياح العاتية .
إنّهم لا يحدسون شيئاً من فوران سعادتي !
***
حتى لو أنّهم أطروا عليّ , فكيف لي أن أنام متوسداً مديحهم ؟
حزام أشواك على جنبي هو مديحهم .
يظّل يحّك جلدتي حتى بعد أن أزيحهُ عنّي !
هكذا تكلّم زرادشت
***
ص 322
يتظاهر المادح بأنّهُ لا يفعل سوى ردّ ما قُدّمَ لهُ سلفاً
لكنّهُ في الحقيقة يطمع بمزيد من العطاء !
***
ص 323
ومنهم مَنْ يمضي الى ألأمام ويرنو بعينيهِ الى الوراء بعنق متصلبة .
مثل هذا اُحّب أن أدهس جسدهُ في مسيري !
***
البعض منهم صادقون ,لكن أغلبهم ممثلون رديئون !ص 324
إليكم الآن أسوء أنواع الرياء الذي وجدته لدى هؤلاء :
أن يتظاهر الآمرون أيضاً من بينهم بفضائل الخدم المأمورين !
(أنا أخدم .. أنت تخدم .. نحنُ نخدم ) هكذا يكون دُعاء رياء الأسياد الحاكمين .
والويل الويل ,عندما لايكون السيّد الأوّل شيئاً آخراً سوى خادم أوّل !
ص 334
دعوا الصدفة تأتي إليّ , إنّها بريئة مثل طفلٍ صغير !
ص 341
كلّ هذهِ القلوب الشابة قد أدركتها الشيخوخة بسرعة .
وما هي بالمسّنة , بل مُتعبة فقط .
عاميّة وخالدة الى الرفاه .
(( صرنا وَرعين من جديد )) .. هكذا يسموّن حالهم هذهِ !
ص 341
حول النور و الحريّة كانوا يرفوّن بأجنحتهم مثل البعوض والشعراء الشبّان .
لكن يكفي أن يتقدّموا قليلاً في السّن , وأن يبردوا قليلاً .
وإذا هُم قاتمون مهمهون كقطط مدافيء .
هل اُحبطَت عزائمهم وهم يرون أنّ الوحدة إبتلعتني كما لو كنت في بطنِ الحوت ؟
وهل ظلّت آذانهم طويلاً تتحرّق عبثاً لسماع بوقي وصوت نفيري ؟
آهٍ , إنّهم ليتناقصون كلّ يوم أؤلئك الذين تُعمّر قلوبهم شجاعة وإندفاع طويلة الأمد .
أؤلئك هم الذين يتحّلى عقلهم بالصبر أيضاً .أمّا ما عداهم ,فجبان !
هكذا تكلّم زرادشت
ص 343
إنّ الأنواع المُتأرجحة بين بين ,لتُفسد كلّ ما هو كامل .
أن تغدو الأوراق ذابلة , فأيّ داعٍ للحُزن في ذلك ؟
ص 343
لكن ذلك هواناً ,أن يُصلّي المرء !
ليس هواناً لجميع الناس , لكن لك ولي ولكل مَنْ كان لهُ وعي في فكرهِ .
ص 344
كلّما فَتحتُ ستارة , إلاّ وإنفلتت فراشةَ ليل صغيرة الى الخارج !
أتراها كانت قابعة مع فراشةِ ليلٍ اُخرى ؟
ذلك أنّني في كلّ مكان أشتّمُ رائحةَ طوائف متقوقعة في مخابئها .
وحيثما تكون هناك حُجرة ضيّقة
تكون هناك طائفة مُتعبّدين ,وعطونة طائفة متعبدين!
ص 344
لكن كلّ مَنْ يصطاد حيث لا يوجد سمك , فذاك لن اُسميّهِ حتى سطحياً !
ص 345
أو أنّهم يتعلّمون رعدة الرهبة لدى فقيه نصف معتوه يقبع داخل غرفة مُظلمة , مُنتظراً حلول الأرواح عليه , وأن يهجرهُ العقل نهائياً .
أو يستمعون الى مُغنّي أزقّة عجوز , قلق مُغرغَر مُقرقَر
قد تعلّم من رياحٍ كئيبة موحشة .. كآبة الألحان !
ص 347
أليس من باب الإلوهيّة أن تكون هناك آلهة , وما من ربّ ؟