ص 236
(زرادشت يُخاطب أهل الكرنفال ومُقنعي الوجه وملونيهِ) ,يقول :
ما كانَ لكم أن تجدوا البتّه قِناعاً أفضل من وجهكم هذا أيّها المُعاصرون !
ومَنْ تُرى سيكون بوسعهِ التعرّف عليكم ؟
مغمورين من الرأسِ حتى القدمين بعلامات من الماضي .
ومغمورة هذهِ بدورها ,بعلامات جديدة .
هكذا تسترتم كما ينبغي على كلّ فكّاكِ ألغازٍ ذي فراسة .
ص 240 / عن المعرفة الطاهرة يقول :
عندما طلعَ القمر ليلة أمس ,بدا لي كما لو أنّهُ يريد أن يلِدَ شمساً
لفرطِ ما كان يتراءى عريضاً وممتلئاً وهو يتربّع على خط الأُفق !
***
خطوة الرجل الشريف تنطق بوقعها .
لكن القط يمّر متسللاُ بخطى ساكنة فوق الأرض !
***
ص 243
لتكن لكم جرأة أولاً على تصديق أنفسكم ..أنفسكم وأحشائكم .
فالذي لا يُصدّق نفسهُ , يكذب على الدوام !
***
ص 250 / عن الشعراء يقول نيتشه (وهو يعّد نفسه شاعراً):
لكن لو إفترضنا أنّ أحداً قال بكلّ جديّة إنّ الشعراءَ يكذبونَ كثيراً .
فإنّهُ سيكون مُحقاً في ذلك .إنّنا نكذب كثيراً !
ص 252
هناك للأسف أشياء كثيرة بين الأرضِ والسماء ,لا يُمكن قد حَلِمَ بوجودها سوى الشعراء .
بل وأكثر من ذلك فوق السماء أيضاً ,إذ كلّ الآلهة إستعارات شعراء .
بِدَعْ يُزوّرها الشعراء !
***
ويقول عن الشعراء أيضاً / ص 253
لقد مللتُ الشعراء قديمهم وحديثهم .
مُسطحون جميعهم .وبحار مياه ضحلة !
ثمّ يقول عن الشعراء / ص 254
الشعراء ليسوا نقيين بما فيهِ الكفاية في نظري .
جميعهم يكدّرون مياههم كي تبدو عميقة !
قد تعلمّوا من البحر غروره أيضاً , أليس البحر بطاووس الطواويس؟
ص 260
أراكَ مغتاظاً يا كلبَ النار ,فأنا على حقّ إذاً فيما قلتهُ عنك !
***
الرائي
ص 263
أوّاه , هل من بحرٍ بعد نستطيع أن نغرق فيه ؟
***
ص 271
أنْ نُخلّص الماضي .
و أنْ نُحوّل كل ّ (( ذلك ما كان )) .. الى (( ذلك ما أردت ))
ذلك فقط هو ما اُسميّهِ خلاصاً !
***
والآن لتتعلّموا هذا الأمر أيضاً
إن ّ الأرادة نفسها ما تزال سجينة .
الأرادة تُحرّر!
لكن ماذا يُسمّى هذا الذي يُوثق المُحرّر نفسهُ بالسلاسل ؟
***
ص 277
عن الحيلة البشرية
ليس العلو , بل المُنحَدَرْ هو الفظيع !
ص 278
إنّها حيلتي البشرية الأولى ,أن أدع نفسي اُخدَعْ
كي لا أظّل أسير الخوف من المحتالين .
***
مَنْ لا يُريد أن يموت عطشاً بين البشر ,عليهِ أن يتعلّم الشراب من كلّ الأقداح !
ومَنْ يُريد أن يظّل نقياً بين البشر ,عليهِ أن يعرف كيف يغتسل بالمياه القذرة أيضاً .
ص 279
لذلك أداري المغرورين , لأنّهم أطبّاء كآبتي .
وهم الذين يجعلوني أنشّدُ الى الإنسان ,إنشدادي الى فُرجة مسرحية .
ص 280
كما أنّني لم أرَ في الحقيقة حكمة تُذكَر لدى حُكمائكم .
كذلك وجدتُ الخُبث البشري دون ما يحظى بهِ من سُمعة .
وغالباً ما كنتُ أسأل وأنا أهّز برأسي :
لِمَ تقرعين أجراسَكِ إذاً يا حيّات الجَرَسْ ؟
الحقّ أقولُ لكم :لا يزال هناك مُستقبل للشّر أيضاً
وأنّ الجنوب الأكثر حرارة لم ينكشِف للإنسان بعدْ !
ص 283
أيّها الصالحون والعادلون
كمْ من الأشياء لديكم ممّا يبعث على الضحك .
وخاصة خوفكم ممّا ظلّ يُسمى شيطاناً لحّد الآن !
***
مُتنكراً أوّد أن أجلس أنا أيضاً بينكم . كي لا أتعرّف عليكم وعلى نفسي .
إذ هذهِ هي حيلتي البشريّة الأخيرة ! .. هكذا تكلّم زرادشت
ص 284
هل تعرفون ذُعْرَ مَنْ ينغمِس لتوّهِ في النوم ؟
مِن قمّة الرأس الى أخمص القدمين يخترقهُ الذُعر .
عندما تَميد بهِ الأرض ويشرع في الحُلم .
ص 286
أن ينجِز المرء أشياء عظيمة شيء صعب .
لكن أصعَب من ذلك أن يأمر بأشياء عظيمة !
( أنا أظنّ العكس في حالة الطغاة والبغاة حيث يأمرون الناس بالبّر والتقوى وينسون أنفسهم / كاتب السطور )
***
ص 287
كبرياء الشباب ما زالت تجثم عليك بثقلها ,وقد بلغتَ الشباب متأخراً
لكن مَنْ يُريد أن يصبح طفلاً ,عليهِ أن يتغلّب على شبابهِ أولاً !
ص 289
مَنْ منكم بإستطاعتهِ أن يضحك ويكون في الوقتِ نفسه سامياً ؟
الذي يصعد الى الجبال الشواهق يضحك من كلّ مآسي المسرح و مآسي الحياة .
***
ص 298 / عن ( عدّوهِ اللدود ) .. روح الثُقل يقول :
صعوداً تتحدى الروح ,الخبيث الذي كان يجذبها الى التحت .
الى القاع كان يجذبها روح الثقل ,شيطاني وعدوّي اللدود !
ص 299
لكن لي شيئاً أسميّه شجاعة ,هو الذي كان دوماً يبيد كل مزاج كدر لديّ تلك الشجاعة هي التي جعلتني أقفُ هادئاً بالنهاية .
وأتكلّم هكذا : أيّها القزم إمّا أنت أو أنا .. أيّها القزم !