(إنّ تظاهرات البصرة كانت مدبرّة وليس عفوية) , نعم هي ليست عفوية كما يضن بها عقلك الساذج , بل هي تعبير عن حالة الوعي والغضب الجماهيري المتصاعد ضد مافيات الفساد التي جاءت بك لهذا الموقع , والله إنّ من مهازل الدنيا ومساوئ القدر أن تتبوأ يا سيد بهاء هذا المكان في سلّمالمسؤولية , وأنت المتهم الأول في فساد ملف البنك المركزي الذي عبرّ عنه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالحريق الهائل , هذا الملف الخطير الذي أسدل الستار عنه تواطئا مع مافيات الفساد التي باتت تسيطر على مقاليد السلطة في البلاد , وإذا كانت هذه التظاهرات مدبرّة , فهي مدبرّة من الجماهير الغاضبة التي تعاني من الفساد وقلة الخدمات ونقص الكهرباء في هذا الحر الشديد .
ألم تخرج مثل هذه التظاهرات أيام ولاية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ؟ وهل نعتها يوما وقال عنها مدبرّة وليست عفوية ؟ وهل استدعى لقمعها مليشيات مسلّحة تضرب الناس بالرصاص الحي كما فعلت سرايا عاشوراء وسرايا العقيدة التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى في البصرة ؟ أليس من الأحرى بك وأنت نائبا لرئيس الوزراء أن تستنكر إقحام مليشيات مسلّحة تابعة لحزب سياسي أن تقمع تظاهرات سلمية تطالب بالخدمات والتصدّي لفساد المحافظ التابع لتنظيم هذه المليشيات ؟ هل سألت نفسك يا قدر العراقيين السيئ ماذا تفعل هذه المليشيات في البصرة في الوقت الذي تخوض فيه فصائل المقاومة الإسلامية الباسلة أشرف المعارك مع الإرهاب الداعشي في الرمادي والفلوجة وتقدّم أغلى التضحيات بأرواح ودماء أبناءها الطاهرة ؟ أما كان الأحرى بك أن تشاطر الشعب العراقي أحزانه في الكارثة التي حلّت به في خان بني سعد ؟ أم أنّ دماء الشهداء والضحايا التي هزّت الضمير العالمي لا تعني لك شيء من قريب أو بعيد ؟ أين هو شعار التغيير الذي ضحكتم به على عقول الناس البسطاء وجعلتم منه مبررا لانقلابكم على الشرعية الانتخابية ؟ أين انتهت ملفات الفساد التي كنت تحملها كل خميس من خلال قناة البغدادية ؟ أم أن هذه الملفات كانت فقط لتأليب الناس على رئيس الوزراء نوري المالكي الذي عاديتموه لوطنيته وتمسكه بالقانون , في الختام أقول لك بضميرك إن كانت لديك بقايا من ضمير , هل هذه سرايا عاشوراء أم سرايا أبو طبر ؟ .