لا أعتقد أنّ بلدا واحدا في العالم يتفوّق على العراق العظيم بالكم الهائل لتصريحات قادته السياسيين وأعضاء برلمانه , فعراقنا الجديد ولله الحمد في ظل هذه القيادات التي أعقبت النظام الديكتاتوري في العراق , قد فاق كلّ دول العالم بتصريحات قادته الغبية والسخيفة والفارغة , والتي أصبحت تستفزّعقول الناس ومشاعرهم , فمن يستمع لتصريحات هؤلاء القادة يصاب بالغثيان والتقيؤ . خصوصا حين يكون التصريح حول الفساد المستشري وضرورة محاربته والتصدي لمافيات الفساد , وسأنقل لكم نموذجا لمثل هذه التصريحات المستفزّة من أجل الوقوف على حجم المأساة التي يعيشها الشعب العراقي في ظل اعتلاء هؤلاء القادة على مقدّرات الناس وسيطرتهم على مركز القرار والثروة في البلد , ففي تصريح لوزير النقل باقر صولاغ صاحب مقولة ( أمر دبرّ بليل ) الشهيرة يوم السبت خلال لقاءه مجموعة من النشطاء ومدراء الشركات الخاصة , حيث قال ( أنّ نهوض البلد وتقدمه وتطوره يتطلّب من الجميع وحدة الموقف بعيدا عن التخندّق بجميع أشكاله ) , له الحق في هذا التصريح , فالرجل كان حريصا جدا جدا على وحدة هذا الموقف هو ومجلسه الأعلى خلال رئاسة نوري المالكي للحكومة السابقة , وتابع ( أنّ نهضة العراق تتطلّب خطة واضحة لتعيين الكفاءات في جميع الاختصاصات الموجودة في الداخل أو المغتربة والقضاء على الفساد المستشري ) .
لا أدري على من يضحك جناب السيد الوزير ؟ هل يضحك على الشعب العراقي أم على نفسه أم على مجلسه الذي دفع به للاستيزار في كل الاختصاصات ؟ أي كفاءة تتحدث عنها جناب الوزير وأي نزاهة تحاربها أنت ؟ هل تستطيع جناب الوزير أن تخبر الشعب العراقي عن حجم ثروتك قبل سقوط النظام الديكتاتوري حين كنت في دمشق رئيسا لتحرير جريدة نداء الرافدين الصادرة عن المجلس الأعلى ؟؟ , وهل تعتقد أنّ العراقيين غافلون عن ثروتك أنت وبهاء الأعرجي وإبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي وكل الطبقة السياسية التي قفزت للسلطة بعد سقوط النظام الديكتاتوري ؟ فمن أين جئتم بهذه الثروة وهذه الأموال التي لا تصدّق ؟ إياك أن تعتقد أنّ الشعب العراقي قد صدّق مقولتك عن التجارة والعمل التجاري حين كنت معارضا للنظام السابق , وحين تنقلّت يا جناب الوزير من وزارة الإسكان إلى وزارة الداخلية إلى وزارة المالية إلى وزارة النقل , هل تمّ هذا وفقا لمعيار الكفاءة التي تتحدّث عنها ومبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ وهل لمثلك أن يتحدّث عن الكفاءة والنزاهة ؟ الحقيقة حين استمع لبعض المسؤولين العراقيين وهم يتحدّثون عن النزاهة , يتبادر إلى ذهني تلك العاهر التي تتحدّث عن الشرف , لقد سئمنا تصريحاتكم يا ساسة العراق , واصبحنا نصاب بالغثيان لهذه التصريحات , وبصراحة الشعب لم يعد يثق بكم وبتصريحاتكم , والكفاءة والنزاهة التي تتحدّثون عنها ما هي إلا لعق على ألسنتكم , وقد سقطتم جميعا سقوطا مريعا في اختبار النزاهة والكفاءة .