الطير الذي اخذ منه الشعار الجمهوري العراقي
شعار العراق هو ليس نسرا كما يعتقد البعض و كما تعود الجميع على تسميته بالنسر، بل هو العقاب و بالتحديد العقاب الذهبي و سبب اختيار العراق للعقاب وليس للنسر هو القوة المتميزة و الشمم الذي تمتلكه العقبانو التي تنأى بنفسها عن اكل الجيف..فالنسور اضافة الى انها تاكل مما تصطاد ولكنها ايضا تأكل الجيف التي تموت على الارض او بقايا المفترسات ولكن العقبان لا تاكل إلا مما تصطاد..
سنتحدث اليوم عن طائر يختلف عن كل الطيور التي نعرفها، لأنه من القوة لدرجة أنه يفترس الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والثعالب!
فما تشاهدونه في هذه الصورة هو العقاب الذهبي الذي سماه العرب “ملك الطيور” لأنه من أقوى وأكبر الطيور الجارحة، فتخيلوا أنه وعلى الرغم من أن وزنه لا يتعدى 9 كيلوجرمات فقط إلا أن طول جناحيه يصل لـ2.5 متر ويستطيع الوصول لسرعة 240 كم في الساعة!
يعيش هذا الطائر في نصف الكرة الشمالي بدءاً من المغرب العربي وجنوب أوروبا ومروراً بمصر والجزيرة العربية وبلاد الشام ووصولاً إلى شمال الهند وآسيا الوسطى، ويعيش بين الجبال والسهول ويبني أعشاشه الكبيرة فوق الشجر وبين فجوات الصخور.
ويتميز العقاب الذهبي بشراسته وقوته الكبيرة بسبب بنيته الجسدية الصلبة، كما يتميز بأن نظره من القوة لدرجة أنه يستطيع مشاهدة فرائسه الصغيرة على بعد كيلومتر ونصف!!
وعلى الرغم من حجمه الصغير نسبياً إلا أن كل زوج من أزواج العقاب الذهبي له مناطق سيطرة يبسط نفوذه عليها تصل لـ155 كيلومتر مربع!
وكما ابتدع العرب قديماً رياضة الصيد بالصقور قام الكازاخ الذين يعيشون في مناطق منغوليا وكازخستان بترويض هذا الوحش الكاسر أيضاً ولكن بشكل استثنائي، لأنهم قاموا بتدريبه على اصطياد الذئاب والثعالب تماماً وكأنه يصطاد أرانب صغيرة!!
حيث يقيم الكازاخ احتفاليات سنوية يتنافسون فيها على اصطياد الذئاب والثعالب باستخدام العقبان الذهبية التي تفاجئ فرائسها بانقضاضتها السريعة، ليجد الذئب أو الثعلب نفسه مقلوباً رأساً على عقب دون أن يجد الفرصة حتى ليرى مهاجمه!
لتكون هذه هي النتيجة بعد بضعة ثواني من المعركة:
تتحول أنياب الذئب التي طالما أرعب بها فرائسه إلى مجرد أسنان صغيرة جداً مقارنةً بمخالب العُقاب العملاقة! :
ليستمتع العقاب الذهبي بعدها بوجبته التي لم يعاني على الإطلاق للحصول عليها!
تخيلوا أن العُقاب الذي يصل متوسط وزنه إلى ما بين 7-9 كيلوجرامات يستطيع ببساطة قتل الذئاب التي يصل وزنها لـ38 كجم حين يفاجأ الذئب بصاعقة تهبط عليه من السماء!
وتدريب الطيور الجارحة والصيد بها هو من الرياضات العريقة جداً في وسط آسيا لأنها تعلم صاحبها الصبر والعزيمة والقوة، ولذا تناقلت الأجيال أسرار هذه الرياضة من جيل إلى جيل، لدرجة أن الأب كان يهدي فرخ طائره إلى ابنه ليربيه ويعلمه الصيد ليصبح واحداً من البيركوتشي (خبراء صيد العُقبان الذهبية..
---------------
بقلم
عبدالرضا حمد جاسم (أبو علي)