من المؤكد أن تمارين اليوغا أصبحت من أفضل الوسائل الصحية اتبَاعاً في معظم أنحاء العالم، نظراً للفوائد الصحية الكبيرة التي تتركها على الجسم والعقل معاً.
نشأت اليوغا بالهند وهي حالياً تحتل مكانة متقدمة في أنواع الرياضات أو الوسائل المتبعة للراحة والهدوء وحتى خسارة الوزن واكتساب الرشاقة.
تقدم الخبيرة الألمانية في اليوغا آنا تروكيس بعض النصائح المتعلقة بكيفية ممارسة اليوغا والإستفادة منها لصحتنا، وذلك على موقع DW العربي.
تقول تروكيس أن معظم الأمراض في الوقت الحالي ترتبط بشكل أو بآخر بالتوتر النفسي اليومي، مما يؤثر على وظائف عديدة في الجسم مثل القلب والأوعية الدموية وجهاز المناعة. واليوغا يقوم منذ آلاف السنين على وضع استراتيجيات لمواجهة التوتر النفسي.
كما أن اليوغا تساعد في التخلص من جميع الأمراض المرتبطة بالتعب والإجهاد والتوتر، مثل حالات اضطراب نظام القلب والأوعية الدموية كارتفاع ضغط الدم، وأيضاً في حالة أمراض المناعة الذاتية والإكتئاب والأرق والإرهاق وحتى آلام الظهر وآلام الرقبة وتهيُّج الأمعاء. وتضيف تروكيس أن اليوغا تعمل على معالجة الأسباب الجذرية وليس الأعراض لهذه الأمراض.
ما الذي يحدث للجسم عند ممارسة اليوغا؟
بحسب تروكيس، فإن أهم ما في اليوغا أنها تعيد تناسق التنفس إلى الجسم مع الحركة، بحيث يصبح التزامن بينهما في حالة مستقرة وسلمية ومريحة.
عندما نصاب بالتوتر، تصبح ردود فعل الجهاز العصبي مبالغاً فيها، ولتهدئته فإننا نحتاج لاتخاذ إجراءات مهدَئة تعمل على قطع الإستجابة للضغط النفسي. وفي حال تحقيق نجاح متواصل في هذا الموضوع فإن الأمر ينعكس على الشعور بالكفاءة الذاية والقدرة على تخفيف الإجهاد النفسي دون تعب. واليوغا واحدةٌ من هذه الإجراءات الناجحة.
كيف تساعد اليوغا في تحقيق الصحة للإنسان؟
المهم هنا هو الطريقة التي نمارس فيها اليوغا، تقول تروكيس، مضيفةً أنه من الضروري إزالة أية أفكار أو توقعات مسبقة تتعلق بأدائنا في ممارسة اليوغا، فالإنتباه الذهني هو الأهم في اليوغا أما الأداء وتحسنَه فيأتي مع الوقت. وغير ذلك لا يعود لليوغا أي منفعة على صحتنا.
كم مرة يجب ممارسة اليوغا للإستفادة منها؟
الممارسة المعتدلة والمنتظمة لتمارين اليوغا هي أفضل يعطينا نتائج إيجابية، تؤكد تروكيس. ويظهر التأثير المفيد على الصحة إذا انتظم الشخص بالذهاب 3 إلى 5 مرات أسبوعياً لمدة ربع ساعة أو عشرين دقيقة في كل مرة.
من لا يستطيع ممارسة اليوغا؟
تنصح تروكيس الأشخاص المصابين بالذُهَان (خلل في عملية التفكير المنطقي والإدراك العاطفي) بالذهاب إلى الأخصائيين العصبيين والنفسيين المدربين تدريباً خاصاً لمثل هذه الحالات. أما في الحالات المرَضية الأخرى فيمكن إجراء تعديلات على تمارين اليوغا بحيث تكون مناسبة، والمهم لفت انتباه المدرب إلى ذلك.