ارغم تنظيم "داعش" اهالي الموصل على دفع اسعار الماء والكهرباء شهريا، فيما هدد ممن لديهم ديون مسبقة بـ"عقوبات" في حال لم يسددوا الفواتير التي رفعت العصابات الارهابية من قيمتها، في وقت يعاني سكان "الحدباء" من اوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة بعد عام ونيف من سيطرة "مغول العصر" على مدينتهم.وحدد ارهابيو "داعش" أجور هاتين الخدمتين بما لا يقل عن (20) الف دينار لقائمة الماء شهريا ومبلغ (15) الف دينار للكهرباء، بعد ان كانت قد حددت منذ احتلالها الموصل مبالغ موحدة للماء والكهرباء قدرها 10 الاف دينار.وهذه الارقام القليلة تدل على الوضع المادي المتدني لمعظم الموصليين الذين باتوا تحت رحمة الارهابيين وقوانينهم الجائرة.
ويقول احد اصحاب محلات بيع اللحوم في المدينة: ان "اموالنا باتت تسرق من قبل الدواعش الذين اخذوا يهددونا بالقتل اذا لم ندفع فواتير الماء والكهرباء". ويضيف: "بعد ان تأتي قائمة ترد اخرى من قبل ما يسمى بديوان الحسبة عليها سعر اخر.. ونضطر للدفع ".
ويشكو الرجل مما حل بمدينته "يكاد من يسمع لا يصدق ويستغرب بما يجري علينا.. لا نملك شيئا حتى نقوم بدفع كل هذه الاموال ليرضى التنظيم الارهابي".
ومضى قائلا: "بعد ان قتل داعش الاهالي وسلب ممتلكاتهم، يقوم الان بفرض اتاوات شهرية عن طريق فواتير متنوعة".
من يمتنع عن التسديد، يتعرض لعقوبات من بينها السجن والتنكيل وحتى القتل، متسائلاً اين "هو الماء في المدينة حتى يقوم الاهالي بدفع فواتيره والكهرباء التي اصبحت في طي النسيان".
ويتابع بهذا الاطار: "لا يرى المواطنون الموصليون الكهرباء اسبوعيا الا ما يقارب الثلاث ساعـــات او اقل على ما يبدو "مختتما قولـــه بمناشدة الحكومة المركزية الاسراع بانقاذ الموصل والخلاص من هذه الزمر حتى ولو كان المقابـــل حياتنـــا هنا في المدينة لاننا وبصراحة سوف نقدم على الانتحار ما لــم يكن هنـــاك تقدم حقيقي للخلاص من داعش واعوانه".
هيئة الحسبة
ويؤكد سكان الموصل، ان ما يسمى بـ"هيئة الحسبة" أو "بيت المال" يقوم مطلع كل شهر بجلب قوائم عليها ختم "داعش" توزع على كل بيت في المدينة يطالب من خلالها التنظيم الاهالي بالدفع الفوري.
ووصف بعضهم هذا الاجراء الداعشي بانه "سرقة" لاموال الموصليين الذين ليس امامهم مفر سوى الدفع، ليتسلموا بعدها "قصاصة" صغيرة عليها كتابة تم التسليم ممهورة بختم التنظيم التكفيري.
اعتقال النساء
وتروي سيدة موصلية ان ابنتها الكبرى اعتقلت من قبل عناصر "الحسبة" لرفضها تسلم قائمة الماء، لعدم امتلاكها المبلغ. وتقول الحاجة ام بكر: ان "تنظيم داعش طرق باب ابنتها الارملة التي تسكن في حي التحرير، وطلب منها الدفع لكنها رفضت تسلم الفاتورة لعدم امتلاكها المال لتسديدها".
محاورة مع داعشي
واضافت ام بكر، ان "احد الدواعش قال لابنتي عليك تسليم مبلغ قائمة الماء البالغ 15 الف دينار الان وابلغته ابنتها بانها لا تمتلك المبلغ ورد عليها الداعشي الذي يقوم بجباية الاموال: لديك يا امرأة (20) دقيقة بحق للتصرف من اجل جلب قائمة الماء وها انا اقوم بالانتظار وبين لها بانها تستطيع استعارة المبلغ من الجيران او الاقرباء".
وتؤكد ان ابنتها ردت عليه "لا يوجد اي مال عندي في هذا الظرف السيئ ولا يمكنني استعارة مبلغ 15 الف دينار".
وخاطبته قائلة: "انكم سيطرتم على المدينة وعليكم مساعدة الارامل والايتام ودفع المبلغ من قبلكم او صرف النظر عن العوائل المتعففة". ليرد عليها بنبرة غضب: "انك يا امرأة تحاولين الرد والاستهانة بالدولة الاسلامية وتحاولين عدم دفع المبلغ الذي يدخل لبيت المال من اجل الجهاد في سبيل الله".وبعد اخذ ورد بين الطرفين، اعتقل "الدواعش" المرأة وأودعوها السجن لتقضي فيه عقوبة لمدة ثلاثة ايام، وتخرج بعدها بغرامة ضاعفت مبلغ الفاتورة التي لم تدفعها منذ الوهلة الاولى، ومنحت مهلة الشهر المقبل لدفع المبلغ المطلوب.وبينما يقوم عناصر داعش بسرقة اموال المواطنين الموصليين تحت ذرائع مختلفة، يؤكد عدد من السكان ان مدينتهم "تشهد حالة حرجة قد توشك على الانهيار بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية".
تم النقلhttp://www.imn.iq/news/view.72909/