الصليب ذاته ....... و ذات يوم حين جفّ العرق من جدران المنازل المطلة على الشوارع .. خرج الناس يضعون على رؤوسهم المصاحف .. مفتوحة على سورة مريم .. ساروا لينتهوا بالصليب ذاته ، مرفوعاً كقامةٍ جنوبيةٍ .. على مدخل السوق .. الذي يضج بالجواري .. الزوجات اللائي فشلن في إثارة جلبة زفاف في العشرين ... تبرعت إحداهن لتفض المسيرة ... إشفاقاً على سورة مريم .. ارتقت الصليب .. بكت على عيسى .. و ترنحت تحت رصاص نظراتهم .. تعرّقت كما جدران المنازل قبل العشرين تلاوة .. قبل التأويل المصحح عن تحريف تفسير فاتحة القصة العذراء ... كانوا تحتها .. قريبين جداً ... كانت أنفاس أحدهم تدغدغ إبهام قدمها .. تضحك .. تضحك ..... و يتعرقون فضولاً عن مالذي يدفع امرأة مصلوبة للضحك .....