لا أشك مطلقا في نوايا المتظاهرين ولا استهين بشجاعتهم لكني أراهم يبددون جهودهم بتعميم اهدافهم. بصراحة لا اعرف الجهة التي تظاهروا ضدها بالضبط. اعرف جيدا انهم خرجوا ضد الفساد. لكن الفساد نتيجة وليس سببا. أليس الصحيح هو ان نتظاهر أولا ضد من اتى بالفاسد ونصبه مسؤولا؟ هل هو رئيس الوزراء مثلا؟ الرجل قالها بالقلم العريض ان الكل يرفض الإصلاح. رفضوا تخفيضه لرواتب ومخصصات المترفين والجالسين بدون شغل او عمل عدا كرف الفلوس. كذلك قال انهم رفضوا شمول المسؤولين بالقطع المبرمج للكهرباء. هنا مربط الفرس: من هم هؤلاء الرافضون؟
كل الوزراء الذين ترونهم اليوم فرضهم علينا رؤساء الكتل السياسية كل بحسب وزن كتلته. الشيعي. رؤساء هذه الكتل هم المسؤولون لأن أغلب مجالس المحافظات المظلومة والتي تظاهرت تحت سلطتيهما. وعلى المتظاهرين كي لا تضيع تظاهراتهم سدى ان يطالبوهما بالأسماء بموقف واضح. صار بحكم الثابت ان اختيار الوزراء، نزولا لأقل درجة خاصة، لم يكن بحسب الكفاءة ابدا، بل وفق لعبة القربى والولاء. آن أوان وضع حد لهذه اللعبة الجريمة التي ضيعت العراق.
احترم وعي المتظاهرين الذين لم يحمّلوا العبادي وحده سبب ما يحل بالعراق من بؤس وخراب كما حملوا المالكي لم يقصدوه هذه المرة لأنهم وجدوه مثلهم وحده. اكرر انه قال الكل لا يريد الإصلاح. فعليكم بهذا الكل. المؤسف انه لم يقل لنا أسماء هؤلاء الرافضين. وهاي وحدة وياه.
وحتى لا أقع انا أيضا بالتعميم احيلكم لتصريح بهاء الاعرجي نائب رئيس الحكومة الذي قال فيه ان ازمة الكهرباء ستستمر 27 عاما. بصراحة ومع احترامي للكل، قرأت قوله وكأنه يقول للمتظاهرين "حيل بيكم لان انتخبتونا ". لقد اهان عقولنا جميعا. المتظاهرون لم يطالبوا بإنتاج قنبلة ذرية. وحتى هذه يمكن انتاجها بخمس سنوات. انتبهوا أيها العراقيون انهم يعاملكم مثل "الجهال". ضد مثل هذا فليتظاهر المتظاهرون.
خلاصة قولي يا عراقيين ماكو غير شعار "اللي شبكنه يخلصنة" وبالأسماء. وقفوهم انهم مسؤولون.