الى كل مسئول في الدولة يستطيع التضحية بمصالحه الخاصة من اجل انقاذ العراق ؟؟
هل نستطيع الوقوف جميعاً بالضد من مصالحنا الخاصة ... وقفة صدق مع الذات .. بتجرد كامل من كل ما اعطتنا هذه العملية السياسية من امتيازات وعناوين وألقاب .. وقفة سيؤيدها الفقراء البسطاء و المثقفون الواقعيون و السياسيون الشجعان القادرون من الانتصار على حب الذات والمطامع الشخصية و الذين يضعون المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح والذين يحترمون الدم العراقي الذي يسفك كل يوم .
لقد عملنا على مدى سنوات طويلة ونحن نعارض الدكتاتورية وحلمنا وخططنا بأن نقيم على انقاضها حكما وطنيا ديمقراطيا يحقق للشعب العراقي السعادة والرفاهية والسلام والانفتاح الانساني على العالم الواسع ... وبعد ان حل التغيير يوم 9 نيسان 2003 تنفس الشعب عبق الحرية وعاش العراق فترة استرخاء كانت بمثابة ( صحوة الموت) التي امتدت لعدة اشهر فقط ثم اشتعل الحريق بكل انحاء الوطن وتحولت الحرية الى فوضى عارمة عبثت بالديمقراطية حتى افرغت من محتواها و افرغت الحرية من كل قيمها و اتخذت قرارات بعضها كان مدمرا لبنية الدولة العراقية و شرعت قوانين كانت بمثابة براميل بارود فجرت العراق .. و زحف الجهل والتخلف مستنداً على فسحة الحرية و تشكلت احزاب وكيانات بأسم الديمقراطية و تحولت الانتخابات الى مظاهر استعراضية وصورة زائفة للديمقراطية لعدم وجود قوانين رصينة تنظم خطواتها .. وهكذا يوما بعد اخر تقوضت الدولة وحلت محلها السلطة والتي وصل اليها البعض بطرق هي ابعد ما تكون عن مثل الديمقراطية وسلوكياتها و فرض الفساد سطوته وصار له القول الفصل وأخيرا تشكلت اسس بناء الدولة بتركيبة غريبة عجيبة لا يعرف فيها اي مسئول في الدولة حدود مسؤولياته .. فحقيقة الامر لا وجود لمسئول ادنى و لا مسئول اعلى و لا وجود لصاحب قرار في هرمية الدولة الجديدة .. فمدير الناحية يشكو من ضعف الحكومة والمحافظ يشكو من ضعف الحكومة و الوزير يشكو من ضعف الحكومة و نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء ورئيس الاقليم غير مقتنعين بالحكومة ويحملونها كل الاخفاقات و الحكومة تتهم الحكومة و البرلمان ينفخ في نار الاتهام و الحكومة تحرث بالبحر لا نها لا تملك سلطة القرار وحديث مجالس المسئولين الكبار لا يختلف بشيء عن حديث البسطاء في المقاهي او الاسواق العامة فالكل يتساءل الى اين يمضي العراق ؟ وماذا ينتظرنا ؟ وهذا اصبح حديثنا اليومي ونحن نتنقل من محفل سياسي الى اخر ومن مجلس الى اخر في المنطقة الخضراء او خارجها .