ص 171 ,عن أهل الشَفَقَة يقول :خجلٌ خجلٌ خجلْ , ذلك هو تأريخ البشرية .لذلك آلى النبيلُ على نفسهِ أن لا يُشعِر أحداً بالخجل .إنّهُ يُلزِم نفسه بمراعاة الحياء أمام كلّ مَنْ يتألّم .***
ص 172منذُ أن كان هناك بَشراً على وجه الأرض ,لم يكُن للإنسان أن يفرح إلاّ لماماً .وكلّما تعلمنا كيف نفرح أكثر ,إلاّ ونسينا أكثر كيف نؤلِم وكيف نبتدع ضروباً من إيلام الآخرين !***إنّ أعمالَ الفضل الكبيرة لا توّلِد الإعتراف بالجميل, بل التعطّش للإنتقام!( لماذا أتذّكر بعض المهاجرين الى الغرب ؟ رعد الحافظ )***
ص 173أمّا الشحاذون فينبغي أن يضمحلوا كلياً .حقاً إنّ الإنسان لينزعج إذا ما منحهم شيئاً ,وينزعج إذا لم يمنحهم !كذلك هو الأمر مع أصحاب الخطايا والضمائر القلقة .صدّقوني إنّ لسعات تأنيب الضمير هي تدريب على العضّ !لكن أسوء من كلّ هذا هي الأفكار الحقيرة .حقاً أقولُ لكم ,إنّهُ من الأفضل أن يعمل المرء شراً من أن يُفكّر بحقارة .أكيد أنّكم تقولون : (إنّ متعة الشرور الصغيرة توّفر علينا بعض أعمال شرّ كبيرة)لكن في هذا المجال لا ينبغي أن يُريد المرء توفيراً .لكن الفكرة الحقيرة مثل الفِطرْ . تتسلّل وتندّس ولا تريد ان تكون في مكان بعينهِ .***أمّا مَنْ كان مسكوناً بشيطان فإنّني أهمسُ لهُ بهذهِ الكلمة :(( أولى بكَ وأجدَر , أن ترعى نمّو شيطانك , فأمامَكَ أنتَ أيضاً ما تزال هناك بعد ,طريق للعظمة ))صعبٌ هو العيش بين البشر ,لأنّ الصمت صعب !***
ص 174إذا كان لكَ صديق يتألّم ,فلتكن ملجأ إستراحة لألمهِ .على أن تكون في الوقتِ نفسه سريراً خشناً ,سرير مُعسكَر!هكذا يمكن لك أن تساعدهُ على أفضل وجه .وإذا ما أساءَ إليكَ صديق فليكن قولكَ هكذا :إنّني أغفر لكَ ما فعلتهُ معي .لكن كيف لي أن أغفِر لكَ هذا الذي فعلتهُ بنفسكَ ؟هكذا تتكلّم كلّ محبة كُبرى .إنّها تتغلّب حتى على المغفرة وعلى الشفقة .على المرء أن يُمسِك بعنان قلبهِ ,لأنّهُ إذا ما أطلقهُ فسرعان ما سيلعب بعقلهِ .***ويلٌ لكلّ المُحبّين الذين ليس لهم من سمّو يعلو على منزلة شفقتهم .هكذا خاطبني الشيطان ذات مرّة : (للرّب أيضاً جحيمه إنّها محبتهِ للبشر)ومؤخراً سمعتهُ يقول : (إنّ الله قد مات .جرّاء محبتهِ للبشر ,مات الله !)***