اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
أفضل مخلوقات الله
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وآله وسلم يؤمنالمسلمون أنه آخر الأنبياء وخاتم المرسلين ,ولم يرسل إلى قوماً بعينهم بل أُرسلللناس كافة. وُلد في مكة في يوم الاثنين الموافق 12 ربيع الأول في عام يقال له عامالفيل الموافق يوم 22 إبريل سنة 571م
نسبه:
هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلممحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن مرة بن كعب بن لؤىبن غالب بن فهر(وهو الملقب بقريش) بن عدنان بن إسماعيل (علية السلام) بن إبراهيم(علية السلام),فهو من نسل نبي الله إسماعيل بن نبي الله إبراهيم أبو الأنبياء(عليهم السلام) ,أما أمة فهي أمنة بنت وهب بن زهرة بن كلاب وهى تعد أفضل امرأة فيقريش نسباً وموضعاً, فهو عربي قرشي تعرف أسرته بالأسرة الهاشمية نسبة إلى جده هاشمبن عبد مناف وكانت من أعظم أسر العرب وذات مكانة عالية.
نشأته:
نشأ (صلى الله علية وآله وسلم) بشعب بني هاشم بمكة يتيماً فقد ماتوالدة عبد الله قبل ولادته بقليل ,واختار له جدة اسم محمد وهذا الاسم لم يكنمعروفاً في العرب, وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهمابتعاداً لهم عن أمراض الحواضر ,ولتقوى أجسامهم ,وتشتد أعصابهم ,ويتقنوا اللسانالعربي في مهدهم فاسترضع له جدة امرأة من بني سعد تسمى حليمة السعدية وقد عاش فيبني سعد حتى سن الرابعة من مولدة حتى حدثُ بما يعرف بحادثة شق الصدر فخشيت عليةحليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمة فكان عند أمة حتى بلغ ست سنين وقررت أمنةأن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمدوخادمتها وبينما هي راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق حتى ماتت ,وأنتقل محمد(صلى الله علية وسلم) ليعيش مع جدة عبد المطلب لعيش يتيم ألأب وإلام وكانت مشاعرالحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيدة اليتيم ولثماني سنوات توفى جدة أبو طالب بمكةورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيد إلى عمة أبو طالب شقيق أبية ونهض أبو طالب بحقابن أخيه على أكمل وجه,وكان محمد في بداية شبابه يرعى غنماً رعاها في بني سعد,وفىمكة لأهلها على قراريط ثم أنتقل إلى عمل التجارة حين شب.
زواجه بخديجة:
أول زواج لمحمد بن عبد الله كانبخديجة بنت خويلد, امرأة تاجرة ذات شرف ومال,تستأجر الرجال في مالها,وتضاربهم بشيءتجعله لهم,وكانت قريش قوماً تجاراً,فلما بلغها عن محمد (صلى الله علية وآلهوسلم)ما بلغها من صدق حديثة,وعظم أما نته وكرم أخلاقة بعثت إلية ,وتعطيه أفضل ماكانت تعطى غيرة من التجار,ولما رجع إلى مكة ,ورأت في مالها من الأمانة والبركةمالم تر قبل هذا ,وجدت ضالتها المنشودة وكان الرؤساء والسادات يحرصون على زواجهافترفض فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها فذهبت تفاتحه أن يتزوج خديجة فرضي بذلك,وتم الزواج وكان سنها إن ذاك أربعين سنة ,وهى أول امرأة تزوجها ولم يتزوج عليهاغيرها حتى ماتت وكل أولادة منها سوى إبراهيم ومات البنين كلهم في صغرهم ,أماالبنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن,إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوىفاطمة الزهراء فقد ماتت بعدة بستة أشهر من وفاته.
النبوةوالعهد المكى:
كان الشرك وعبادة الأصنام أكبر مظهرمن مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش والجزيرة العربية قبل بعثة محمد(صلى الله عليةوآله وسلم)حيث كانوا يعكفون عليها و يلتجئون بها ويستغيثون في الشدائد ويدعونهالحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالإضافة إلى انتشار الرذائل مثل الزناوشرب الخمر كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة محمد كانت مجموعة من القبائلالمتناحرة والمتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف .
غار حراء:
لما تقارب محمد(صلى الله علية وآلهوسلم) سن الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينة وبين قومة,وحبب إلية الخلاء,فكان يأخذ الماء والسويق , ويذهب إلى غار حراء على بعد نحوميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان ويقضى وقته في العبادة والتفكر فيما حوله منمشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة,وهو غير مطمئن لملئ علية قومه من عقائدالشرك ,ولكن ليس لدية طريق واضح ,ولا منهج محددو لا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه وكان اختياره لهذه العزلة طرفاً من تدبير الله عز وجل له، وليكون انقطاعه عن شواغلالأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعدادهلما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديلخط التاريخ‏.‏‏.‏‏.‏ دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات،ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراءالوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله‏.
جبريل يتنزل بالوحى:
جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءهجبريل فقال‏:‏ اقرأ‏:‏ قال‏:‏ ‏(‏ما أنا بقارئ‏)‏، قال‏:‏‏(‏فأخذني فغطنى حتى بلغمنى الجهد، ثم أرسلني، فقال‏:‏ اقرأ، قلت‏:‏ مـا أنـا بقـارئ، قـال‏:‏ فأخذنيفغطنى الثانية حتى بلـغ منـى الجهد، ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ، فقلت‏:‏ ما أنابقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال‏:‏‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَالَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَالْأَكْرَمُ‏}‏‏[‏العلق‏:‏1‏:‏ 3‏]‏‏)‏، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال‏:‏ ‏(‏زَمِّلُونى زملونى‏)‏،فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة‏:‏ ‏(‏ما لي‏؟‏‏)‏ فأخبرها الخبر، ‏(‏لقدخشيت على نفسي‏)‏، فقالت خديجة‏:‏ كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصلالرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت بهخديجة إلى ورقة بن نوفل وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى،فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا فأخبره( رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم) خبر ما رأي، فقال له ورقة‏:‏ هذا الناموس الذي نزلهالله على موسى.وقد جاءة جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء والأرض،ففرمنهرعبًا حتى هوي إلى الأرض‏]‏ فذهب إلى خديجة فقال‏:‏ ‏[‏زملوني، زملوني‏]‏، دثروني،وصبوا على ماء باردًا‏)‏، فنزلت‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْوَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏1‏:‏ 5‏]‏‏)‏ وهذه الآيات هي مبدأ رسالته صلىالله عليه وسلم ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاتi
الدعوة:
كانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدةثلاث سنوات, حيث إن قومه كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصناموالأوثان،ولاأخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة ، ولا سبيل لهم في حل المشاكل إلاالسيف،وممن سبق إلى الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بنحارثة,وابن عمه علي بن أبي طالب وكان صبيًا يعيش في كفالة الرسول صلى الله عليهوآله وسلم وصديقه الحميم أبو بكر الصديق‏.‏ أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة‏.‏لماتكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون، وتتحمل عبء تبليغ الرسالة وتمكينهامن مقامها نزل الوحى يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلن الدعوة.
الاضطهادات:
أعمل المشركون الأساليب شيئًا فشيئًالإحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة، ,,ومن هذه الأساليب السخرية والتحقير،والاستهزاء والتكذيب والتضحيك‏, إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات الكاذبة‏ و قالواعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ إنه مصاب بنوع من الجنون، وأحيانا قالوا‏:‏إن له جنًا أو شيطانًا يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان‏,وكانوايعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن،ومعظم شبهتهم كانت تدور حولالتوحيد، ثم رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بعث الأموات ونشرهم وحشرهميوم القيامة وقد رد القرآن على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد، ولكنهم لما رأواأن هذه الأساليب لم تجد نفعًا في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم،فقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم، فأخذ كل رئيس يعذب من دان منقبيلته بالإسلام، والحاصل أنهم لم يعلموا بأحد دخل في الإسلام إلا وتصدوا لهبالأذى والنكال,حتى أنهم تطاولوا على النبي محمد وضربوه في مرات عديدة إلا أن كلذلك كان ل لا يزيد النبى وأصحابه إلا قوة وإيماناً,ومما زاد الأمر سواً أن زوجتهخديجة وعمة أبو طالب يموتان في عاماً واحد وسمى هذا العام بعام الحزن وكان ذلك فيعام 619م.
الإســراء والمعــراج:
في عام 620م وبينما النبي صلى اللهعليه وآله وسلم يمـر بهذه المرحلة، وأخذت الدعوة تشق طريقًا بين النجاح والاضطهـاد،وبـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة، وقع حادث الإسراء والمعـراج‏,حيث أسرىبرسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدسراكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلىبالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد‏. ثم عرج به تلك الليلة من بيتالمقدس إلى السماء فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلمعليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته،ثم قابل في كل سماء نبي مثل يحيى بنزكريا و عيسى ابن مريم ، يوسف، إدريس ,هارون موسى ,إبراهيم ثم عرج به إلى اللهالجبّار جل جلاله، وفرض الصلوات الخمس‏ في هذه الليلة.
الهجرة:
أصبحت الحياة في مكة غاية في الصعوبةوعلى درجة عالية من الخطورة حيث وصل الأمر أن هناك عدة محاولات لاغتيال النبي محمدفبدأ صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم إذا كانت على قبائل العرب يدعوهمإلى الله ويخبرهم أنه نبي مرسل ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين ( لهم ) اللهما بعثه به حتى سنة 11من النبوة في موسم الحج وجدت الدعوة الإسلامية بذورًا صالحة،وكانوا ستة نفر من شباب يثرب وكان من سعادة أهل يثرب أنهم كانوا يسمعون من حلفائهممن يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبيًا من الأنبياء مبعوث في هذا الزمانسيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه ‏ .وعدا الشباب النبي (صلى الله عليه وسلم) بإبلاغرسالته في قومهم‏‏ وكان من جراء ذلك أن جاء في الموسم التالي موسم الحج سنة 12 منالنبوة، يوليو سنة 621م اثنا عشر رجلًا، التقى هؤلاء بالنبي صلى الله عليه وآلهوسلم عند العقبة فبايعوه بيعة عرفت ببيعة العقبة الأولى. وفى موسم الحج في السنةالثالثة عشرة من النبوة يونيو سنة 622م حضر لأداء مناسك الحج بضع وسبعون نفسًا منالمسلمين من أهل المدينة،فلما قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلماتصالات سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في الشعب الذي عند العقبة وأنيتم الاجتماع في سرية تامة في ظلام الليل‏ وقد وقع الاتفاق على هجرة النبي محمدوأصحابه إلى المدينة المنورة وعرف ذلك الاتفاق ببيعة العقبة الثانية. وبزللك يكونالإسلام قد نجح في تأسيس وطن له ,وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمينبالهجرة إلى هذا الوطن‏ وبدأ المسلمون يهاجرون وهم يعرفون كل ذلك، وأخذ المشركونيحولون بينهم وبين خروجهم,فخرجوا حتى لمْ يبق بِمكة ,ِإلا رسولُ اللهِ صلى اللهعليه وسلم وأَبو بكرٍ وعلي بن أبى طالب رضي اللهُ عنهما,هم المشرِكون بِرسول اللهصلى الله عليه وسلم أَن يقتلوه، وَاجتمعوا عِند بابه، فخرج من بينِ أَيديهِم لميره منهم أَحد، وترك علي رضي الله عنه ليؤدي الأَمانات التي عنده، ثمَّ يلْحق بِه.وذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى دارِ أَبِي بكرٍ رضي الله عنه ، وكان أَبوبكرٍ قد جهز راحلتين للسفر، فأَعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد اللهبن أريقط، على أَنْ يوافيهِما في غارِ ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، وانطلق رسول الله صلىالله عليه وسلم وأَبو بكرٍ إِلَى الغار، وَأَعمى الله المشرِكين عنهما،وفى يومِالاثنين العاشر من شهر رييع الأول سنة 622م دخل رسول الله صلى الله عليه وسلمالمدينة ضحى، فخرج الأَنصار إِليه وحيوه بتحية النبوة.
العهدالمدنى:

بناء مجتمعجديد:

خاتم الرسول الموجود في اسطنبولبتركيا أول خطوة خطاها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد النبوي ، كماأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجانب قيامه ببناء المسجد‏,قام بعمل آخر من أروعما يأثره التاريخ، وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ومعنى هذا الإخاء أنتذوب عصبيات الجاهلية، وتسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يكون أساس الولاءوالبراء إلا الإسلام‏واستطاع بفضلها إيجاد وحدة إسلامية شاملة‏ وبهذه الحكمة وبهذاالتدبير أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد،وكان النبي صلى اللهعليه وسلم يتعهدهم بالتعليم والتربية، وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق،ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة‏.
معاهدة معاليهود:
كان أقرب من يجاور المدينة من غيرالمسلمين هم اليهود وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهرواأية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاهدة قررلهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال، ولم يتجه إلىسياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام‏ وذلك من أجل توفير الأمن والسلام والسعادةالخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد.

غزوة بدر:
كانت قريش تعتزم ,وتفكر في القيامبنفسها للقضاء على المسلمين، وخاصة على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ ولم يكن هذامجرد وهم أو خيال، فقد تأكد لدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكائد قريشوإرادتها على الشر ,في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمينبالمدينة،أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم، قال تعالى‏:‏‏{‏أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىنَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 39‏]‏‏.‏ وكان الإذن مقتصراً على قتال قريش،ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب،في رمضان من السنةالثانية للهجرة خرج المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليعترضواقافلة لقريش يقودها أبو سفيان، ولكن أبا سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل واستنفرأهل مكة، فخرجوا لمحاربة المسلمين والتقى الجمعان في غزوة بدر في 17رمضان سنةاثنتين للهجرة. ونصرالله رسوله والمؤمنين رغم قلة عددهم وعدتهم فقد كانوا ثلاثمائة وسبعة عشر وكانالمشركون أكثر من ألف وأثمرت نتائج النصر ثماراً كثيرة، فقد ارتفعت معنوياتالمسلمين وعلت مكانتهم عند القبائل التي لم تسلم بعد، واهتزت قريش في أعماقهاوخسرت كبار أعمدة الكفر، وأخذت تعد للثأر والانتقام. وبينما كان المجتمع المسلمينمو ويجتذب إليه بقية قبائل المدينة ومن حولها، كان مشركوا مكة يعدون العدةلموقعة تالية. وخلال سنة تحققت للمسلمين في المدينة عوامل أمن خارجية وداخلية.
غزوة أحد:
اهتزت قريش بعد غزوة أحد في أعماقهاوخسرت كبار أعمدة الكفر، وأخذت تعد للثأر والانتقام وفى 15 شوال من سنة 3للهجرةخرجت قريش بثلاثة آلاف مقاتل ومائتي فارس للانتقام من المسلمين وبلغ الخبر رسولالله صلى الله عليه وسلم فخرج بالمسلمين إلى أحد وفي الطريق نكص رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول و ثلاثمائة من أتباعه وعادوا إلى المدينة وتابع المسلمونسيرهم إلى أحد ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل صغير ووضع الرسول صلى الله عليهوسلم الرماة على جبل عينين وأمرهم أن لا يغادروا مواقعهم حتى يأمرهم بذلك مهما كانتنتيجة المعركة، وبدأت المعركة فحاول فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد اختراقصفوف المسلمين من ميسرتهم فصدهم الرماة، وقتل عشرة من حملة لواء المشركين، وسقطلواؤهم ودب الذعر في صفوفهم وبدؤوا في الهرب، وتبعهم بعض المسلمين فاضطربت صفوفهم،ورأى الرماة هرب المشركين فظنوا أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فترك معظمهممواقعهم، ونزلوا يتعقبون المشركين ويجمعون الغنائم ولم يلتفتوا لتحذيرات قائدهم،واستغل خالد بن الوليد هذه الحال فتغيرت موازين المعركة، وانسحب رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم بمجموعة من الصحابة الذين التفوا حوله إلى قسم من جبل أحدوحاول المشركون الوصول إليه ففشلوا ويئسوا من تحقيق نتيجة أفضل فأوقفوا القتال.
قتال اليهود:
غـزوةبني قينقـاع:
كان رسول الله حريصاً كل الحرص علىتنفيذ ما جاء في المعاهدة التى عقدها مع اليهود عن دخولة المدينة،ولم يخالف حرفاًواحداً من نصوصها‏ ولكن اليهود أخذوا في طريق الدس والمؤامرة والتحريش وإثارةالقلق والاضطراب في صفوف المسلمين‏. وقد كانت لهم خطط شتي في هذا السبيل‏.‏ فكانوايبثون الدعايات الكاذبة، ولما رأوا أن الله قد نصر المؤمنين نصراً مؤزراً في ميدانبدر، وأنهم قد صارت لهم عزة وشوكة وهيبة في قلوب القاصي والداني‏ اشتد طغيانهم،وتوسعوا في تحرشاتهم واستفزازاتهم، فكانوا يثيرون الشغب، ويتعرضون بالسخرية،ويواجهون بالأذي كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون بنسائهم‏روي ابنهشام عن أبي عون‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بنيقينقاع، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فَعَمَد الصائغ إلىطرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بهافصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلمفقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين بنيقينقاع‏ وحينئذ عِيلَ صبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسار بجنود الله إلىبني قينقاع فى 2هـ، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار ودام الحصارخمس عشرة ليلة فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رقابهموأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا‏ وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولايجاوروه بها، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم‏.‏
غزوةخيبر:
أهل خيبر من اليهود هم الذين حزبواالأحزاب ضد المسلمين، ثم أخذوا في الاتصالات بالمنافقين وكانوا هم أنفسهم يتهيأونللقتال، فألقوا المسلمين بإجراءاتهم هذه في محن متوصلة، حتى وضعوا خطة لاغتيالالنبي صلى الله عليه وأله وسلم، فى 7 هـ‏ وإزاء ذلك اضطر المسلمون إلى بعوث متواصلة، وإلى الفتكبرأس هؤلاء المتآمرين، واتجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش الإسلامي نحوخبير حتى اختار لمعسكره منزلاً، أما اليهود فإنهم لما رأوا الجيش وفروا إلىمدينتهم تحصنوا في حصونهم، وكان من الطبيعي أن يستعدوا للقتال‏ وفتح المسلمون هذهالحصون وهزموا اليهود هزيمة منكرة وسبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صفيةبنت حيي بن أخطب ، التي أسلمت بعد ذلك وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فتحمكة:
كان محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد عقد صلحاً في 628م مع المشركينلمدة 10 سنوات سمى بصلح الحديبية وفى السنوات الأولى للصلح دخل الناس بالآلاف فيالإسلام إلا أن المشركين قد نقضوا هذه المعاهدة بعد سنتين فقط من عقدها وقاموابقتل عدد من المسلمين داخل الحرم المكى وقد أستطاع واحد من المسلمين الذين نجوا منالمذبحة أن يصل إلى رسول الله ويخبره بما حدث دون أن تدرى قريش بذلك ولا شك أن مافعلت قريش وحلفاؤها كان غدرا ونقضا صريحاً للميثاق،ولذلك سرعان ما أحست قريشبغدرها، وخافت وشعرت بعواقبه الوخيمة،وقررت أن تبعث قائدها أبو سفيان ممثلاً لهاليقوم بتجديد الصلح‏ وخرج أبو سفيان حسب ما قررته قريش ثم خرج حتى أتي رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً، فرفض رسول الله ذلك وأمر رسولالله بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة ولعشر خلون من شهر رمضان المبارك 8 هـ سنة630م، غادر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة متجهاً إلى مكة، في عشرةألاف من الصحابة، وخرج أبو سفيان مرة أخرى غلى رسول الله يتوسل إلية ويخبره أنهمستعد لتسليم مكة من غير قتال ففرح رسول الله لذلك وعرض على أبو سفيان الإسلامفأسلم وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها‏.‏ودخل رسوا الله الحرم المكى وكسر الأصنام ثم دخل الكعبة وصلى داخلها وعفى عن جميعالمشركين وعندما رؤوا منة ذلك دخل جميعهم في الإسلام.
وفاته:
في صفر سنة11هـ أصابته الحمة واتقدتالحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه‏.‏وقد صلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل برسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم المرض، وطلب من زوجاته أن يمرض في بيت عائشة فانتقل إلىبيت عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه، وقبل يوم منالوفاة أعتق النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلمانه، وتصدق بستة أو سبعة دنانيركانت عنده ، ووهب للمسلمين أسلحته، وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذيأكله بخيبر حتى كان يقول‏:‏ ‏(‏يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر،فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم‏)‏‏.وبدأ الاختصار فأسندته عائشةإليها، وهو يقول‏:‏ ‏(‏مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداءوالصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى‏.‏ اللهم، الرفيقالأعلى‏)‏‏.‏كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى‏.‏ إنا للهوإنا إليه راجعون‏.‏ وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحي من يوم الاثنين 12 ربيع الأولسنة 11هـ، وقد تم له صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام‏.‏ويعتبر المسلمون وفاة نبيهم محمد بن عبد الله أكبر مصيبة أصابتهم منذ بدايةالإسلام وحتى الآن ولا تعادلها مصيبة أخرى.