إبتكرت شركة "أي بي أم" جهاز حاسوب يدعى "واتسون" استطاع أن ينتصر على البشر في مسابقة "جيوباردي" الشهيرة وها إنه يبرهن الآن أن في وسعه أن يكشف شخصية الكُتّاب، بدءا من أي نص لهم.
حاولت مجلة "لو نوفيل اوبسرفاتور" الفرنسية التأكّد من الأمر فاختارت مجموعة من الأدباء وأخضعت تجاربهم لامتحان التقويم.
على هذا النحو، تبيّن أن الكاتب الفرنسي ألبير كامو واستنادا إلى حسابات الجهاز وبعدما أدخل إليه الفصل الأول من روايته المحورية "الغريب"، هو شخص عاطفي ناهيك بأنه "يصعب إحراجه" ويتراءى "غير مبال بالإستقلالية وبالنجاح". تقترب طباع كامو بعض الشيء من غوستاف فلوبير الذي يظهر من خلال "مدام بوفاري" "سخيّا وقادرا على التعبير" وفي وسعه منح ثقته للآخرين وذلك من دون عناء. غير ان هذه الخصائل على سذاجة ولا تقترب البتّة من واقعية أسلوبه الكتابي. أما بيار كورناي فينمّ من طريق عمله المسرحيّ الكلاسيكي "السيّد"، عن شخصيّة "إجتماعية" وإنما "من دون إدعاء" على رغم "الخيارات التي حتمتها رغبته في البروز الإجتماعي".
أما شخصيّة موليير فجرَت دراستها من طريق المشهد الأول في مسرحيّته "البورجوازي النبيل" الذي يفصح عن شخص "يتمتّع بثقة عالية" وعن طباعه الإجتماعية وهذا ما يبرّر وفق الجهاز ميله صوب الكوميديا. أما فولتير فجرى التمعن بطباعه من خلال مطلع "كانديد"، نص يظهره كشخص هادىء و"صادق وواثق" بينما يستطيع أن "يتعاطى مع الحوادث غير المتوقّعة على نحو متأنٍ وفعال"!
ويقول الكومبيوتر "واتسون" في شأن جول فيرن انه ومن خلال مُؤلَّفه "عشرون ألف عقدة تحت البحار" يبين "مُشككا" و"فيلسوفا" وصاحب "مخيّلة خصبة"، وهذا على الأقل حكم صائب على هذا المستوى.
أما ستاندال فكاتب "مُتدنّي الإحساس ومُشكك" على ما تقوله روايته "الأحمر والأسود" و"واتسون" طبعا، فضلا عن "انجذابه للتجارب التي تمنح المرء شعورا بالراحة". أما جان بول سارتر فشخص "صادق ومرتاب" فضلا عن انه "فيلسوف منفتح على الأفكار الجديدة".