Fridaythe 25th May 2012
بعد رصد ما يقارب 90% من النتائج على مستوى جميع المحافظات

الإخوان: جولة الإعادة في الانتخابات المصرية بين مرسي وشفيق
في مفاجأة لم تكن متوقعة، أظهرت النتائج شبه النهائية لفرز أصوات المصريين بالإنتخابات الرئاسية تقدم اثنين من المرشحين، هما محمد مرسي وأحمد شفيق، لتنحصر جولة الإعادة بين الإخوان والنظام السابق.

أظهرت نتائج فرز نحو 90% من أصوات المصريون أن الإنتخابات الرئاسية المصرية سوف تشهد جولة من الإعادة بين مرشح الإخوان محمد مرسي، والمرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق، حيث حصل الأول على أكثر من ستة ملايين صوت، بينما حصل الآخر على نحو خمسة ملايين صوت.
وقالت الحملة المركزية لمحمد مرسي، أنه تأكد لها دخول مرسي جولة الإعادة مع شفيق بعد فزر 90% من أصوات المصريين، فيما أكتملت المفاجأة بتقدم المرشح الناصري حمدين صباحي إلى المركز الثالث على حساب المرشح عبد المنعم أبو الفتوح الذي تراجع للمركز الخامس بعد أن كان يحتل المركز الثاني، وتقهقر عمرو موسى للمركز الثالث بعد أن كان التوقعات تشير إلى خوضه جولة الإعادة مع المرشح عبد المنعم أبو الفتوح. وحل باقي المرشحين مراكز متأخرة، ولم يتخطى أي منهم حاجر المائة ألف صوت.
يذكر انه في حال عدم حصول اي من المرشحين الاثني عشر في الانتخابات على الاغلبية المطلقة وهي 50 في المائة زائد واحد تقام جولة ثانية في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل.
وأدلى المصريون الخميس لليوم الثاني والاخير باصواتهم لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك في اول انتخابات تعددية في تاريخهم تشهد تنافسا محموما بين مرشحين اسلاميين ومسؤولين سابقين في النظام السابق سيتطلب حسم السباق بينهم جولة انتخابية ثانية.
واغلقت مراكز الاقتراع في التاسعة مساء الخميس (19:00 ت غ) وبدأت على الفور عمليات الفرز التي تتم يدويا. واعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان النتائج ستعلن رسميًا الاحد الا انه يتوقع ان يعلن المرشحون انفسهم نتائج غير رسمية قبل ذلك.
وسمح فقط للناخبين المتواجدين داخل مركز الاقتراع عند موعد الاغلاق بالادلاء باصواتهم. واعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات قبل حوالي ثلاث ساعات من اغلاق مكاتب الاقتراع ان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التعددية الحقيقية الاولى في تاريخ مصر بلغت قرابة 50%.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن رئيس اللجنة رئيس المحكمة الدستورية العليا فاروق سلطان ان "مؤشرات نسبة الإدلاء بالأصوات تصل الى قرابة 50% ممن لهم حق التصويت فى تلك الانتخابات" وهم قرابة 50 مليون ناخب.
وعلى مدى يومي الأربعاء والخميس، وقف الناخبون في طوابير أمام مراكز الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين.
ومن بين هؤلاء اثنان كانا مسؤولين في عهد الرئيس السابق هما وزير الخارجية الاسبق الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، واخر رئيس وزراء لمبارك القائد الاسبق للقوات الجوية احمد شفيق.
وينتمي مرشحان اخران الى التيار الاسلامي وهما عبد المنعم ابو الفتوح الذي انشق عن جماعة الاخوان المسلمين ويتبنى خطابا اكثر اعتدالا، ومرشح الجماعة محمد مرسي، اما المرشح الخامس فهو الناصري حمدين صباحي.
وقالت هالة عصمت وهي واحدة من عدد قليل من الناخبين ادلوا باصواتهم في اللحظة الاخيرة لفرانس برس "البلد في الحضيض من الناحية الامنية والاقتصادية ونحتاج شخصا يخرجنا من الوضع الحالي"، مؤكدة انها اعطت صوتها لشفيق.
وصرح وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الخميس ان اجهزة الامن "رصدت ووصلت اليها معلومات عن بعض محاولات لافتعال مشاجرات لافساد العملية الانتخابية وتخويف الناخبين لاحداث عزوف عن الانتخابات وتمت مواجهة ذلك بكل قوة وحزم" من دون ان يذكر مزيدا من التفاصيل.
ويأمل المصريون ان تضع الانتخابات الرئاسية نهاية لحالة الاضطراب السياسي والامني الذي شهدته البلاد خلال الفترة الانتقالية وانعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية لهذا البلد نتيجة تراجع كبير للاستثمارات وللسياحة خصوصا.
غير ان العديد من الشباب المصري الذي شارك في الثورة التي اطاحت مبارك، توعدوا بالنزول الى الشارع اذا ما نجح خصوصا احمد شفيق الذي يتهمونه بالتورط في ما يعرف ب"موقعة الجمل" في اشارة الى الجمال التي استخدمت للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في الخامس من شباط/فبراير 2011، قبل ايام من سقوط مبارك.
وتعرض شفيق للاعتداء من عدد من الاشخاص مساء الاربعاء عقب خروجه من لجنة الاقتراع التي ادلى فيها بصوته وقذفه البعض بالاحذية. غير ان عمليات الاقتراع جرت بشكل عام في هدوء الخميس.
وامام مدرسة تحولت الى مركز اقتراع في حي مصر الجديدة، كان مئات من الناخبين ينتظرون في هدوء دورهم للادلاء بأصواتهم. وقالت دينا البدري (26 سنة) "انني سعيدة جدا لاننا نختار رئيسنا. جئت لاقترع مساء امس لكن الطوابير كانت طويلة للغاية فعدت الى المنزل".
وتعلن نتائج الجولة الاولى للانتخابات رسميا في 27 ايار/مايو المقبل لكن ينتظر ان يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبوهم من 13 الف مكتب اقتراع في مختلف انحاء البلاد.
ويرجح المعلقون الا يتمكن اي مرشح من الحصول على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهي 50 في المائة زائدا واحدا والا تحسم النتيجة الا في جولة الاعادة في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على اعلى الاصوات.
ومن شان نتيجة الانتخابات ان تحدد توجهات السياسات الداخلية والخارجية لمصر خلال السنوات الاربع المقبلة. ورغم تعهد كل المرشحين بلا استثناء بالالتزام بمعاهدة السلام المبرمة مع اسرائيل العام 1979، الا ان بعضهم يريد علاقات افضل مع ايران وتركيا والعالم الاسلامي و"اكثر استقلالا" عن السياسة الاميركية في المنطقة.
ايلاف