توج فريق فولفسبورغ بلقب كأس السوبر الألمانية لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بعدما تغلب على بايرن ميونيخ 4/5 بضربات الجزاء الترجيحية، عقب انتهاء المباراة بالتعادل 1/1 على ملعب «فولكس فاغن أرينا» معقل فولفسبورغ، فيما انتزع باريس سان جيرمان كأس الأبطال الفرنسية (السوبر) إثر فوزه على وصيفه ليون 2/صفر على استاد سابوتو في مونتريال.
وإذا كان انتصار سان جيرمان باللقب الافتتاحي للموسم الفرنسي متوقعا، فإن خسارة بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني أمام فولفسبورغ كان لها وقع الصدمة على لاعبي الأول وجماهيره حتى وإن كانت بركلات الترجيح.
وسادت حالة من خيبة الأمل والغضب بين لاعبي بايرن ميونيخ بعد خسارة كأس السوبر الألمانية. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، ثم تقدم بايرن ميونيخ بعد ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني بهدف أحرزه النجم الهولندي آريين روبن، لكن فولفسبورغ تعادل بهدف سجله البديل نيكلاس بيندتنر قبل دقيقة واحدة من النهاية، ليحتكم الفريقان إلى ضربات الجزاء الترجيحية.
ولم يهدر لاعبو فولفسبورغ أيا من ضربات الجزاء، حيث سجل رونالدو رودريغيز وكيفن دي بروين وأندريه شورله وماتكس كروز ونيكلاس بيندتنر، فيما سجل لبايرن ميونيخ آرتورو فيدال وآريين روبن وفيليب لام ودوغلاس كوستا، بينما أهدر تشابي ألونسو (تصدى لها الحارس كون كاستيلز).
وقال روبن عقب المباراة: «أشعر بخيبة أمل لكنني غاضب أيضا.. كان يجب أن نكون أكثر فاعلية ونحسم المباراة مبكرا». كذلك أبدى القائد فيليب لام شعوره بالإحباط بعدما أهدر بايرن ميونيخ فرصة التتويج بلقبه الخامس في كأس السوبر، وقال: «لقد أهدرنا فرصة حسم المباراة».
وعلى الجانب الآخر، أبدى ديتر هيكينغ، المدير الفني لفولفسبورغ، سعادته بعدم فقدان فريقه الأمل حتى النهاية وقلب الموازين في الوقت القاتل. وقال هيكينغ: «لقد كانت مباراة كأس سوبر ممتازة ومثيرة حقا».
وجاء فوز فولفسبورغ ليؤكد عقدة الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ مع كأس السوبر بألمانيا، حيث خسر الفريق تحت قيادته أيضا في النسختين الماضيتين أمام الغريم التقليدي بروسيا دورتموند.
وفشل بايرن ميونيخ، صاحب الرقم القياسي في الفوز بألقاب الدوري (25 مرة) والكأس (17 مرة) في إحراز لقب السوبر الخامس في هذه المسابقة بعد 1987 و1990 و2010 و2012، وتجمد رصيده عند أربعة ألقاب، متأخرا بلقبين عن دورتموند متصدر قائمة الفرق الأكثر تتويجا بكأس السوبر الألمانية برصيد ستة ألقاب. بينما انتزع فولفسبورغ كأس السوبر للمرة الأولى في ثاني مشاركة له بعد فشله في 2009 أمام فيردر بريمن إثر تتويجه بطلا للدوري للمرة الأولى في مسيرته.
ووضع لاعبو بايرن ميونيخ على سواعدهم شارة سوداء حدادا على وفاة ستيفان بيكنباور ابن الأسطورة فرانز بيكنباور الرئيس الفخري للنادي البافاري (الجمعة) عن 46 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
وقدم الفريقان عرضا متوسطا في الشوط الأول ندرت فيه الفرص والمحاولات الجدية، واستمر غياب النجم فرانك ريبيري وكذلك هولغر بادشتوبر وخافي مارتينيز ضمن قائمة المصابين في بايرن، بينما دفع غوارديولا بالوافد الجديد دوغلاس كوستا في التشكيل الأساسي إلى جانب النجم العائد من الإصابة روبن. وشارك المهدي بنعطية أساسيا بعد تعافيه من الإصابة أيضا. وجاء النجم التشيلي آرتورو فيدال ضمن قائمة الاحتياطيين وشارك في آخر ربع ساعة من المباراة.
وكاد بايرن ميونيخ يتقدم بعد ثماني دقائق فقط من البداية، لكن تياغو ألكانتارا أهدر فرصة التسديد، ووصلت الكرة إلى جيروم بواتينغ الذي سدد في العارضة.
ودخل فولفسبورغ في أجواء المباراة تدريجيا وبدأ يتبادل المحاولات الهجومية مع الفريق البافاري، حيث سدد إيفان بيرسيتش كرة قوية تصدى لها الحارس مانويل نيوير، ثم سدد اللاعب نفسه كرة أخرى مرت فوق العارضة مباشرة في الدقيقة 23. وتألق نيوير بشكل كبير في إنقاذ شباك بايرن من هدف محقق كاد يسجله بيرسيتش في الدقيقة 31. وأهدر دي بروين فرصة أخرى في الدقيقة 41.
ودفع فولفسبورغ ثمن الفرص الضائعة عندما تقدم بايرن ميونيخ مبكرا في الشوط الثاني، حيث حاول الحارس كاستيلز قطع تمريرة دوغلاس كوستا، لكن الكرة وصلت إلى روبن الذي لم يتردد في إسكانها الشباك معلنا تقدم بايرن 1/صفر. وأتيحت فرصة ثمينة أمام فولفسبورغ للتعادل في الدقيقة 58 عندما أهدى دي بروين تمريرة رائعة إلى المهاجم الهولندي باس دوست لكن الأخير سددها في يد الحارس نيوير. وعاد فييرينيا وسدد كرة قوية من خارج حدود منطقة الجزاء لكن نيوير تصدى لها بثبات أيضا.
وواصل فولفسبورغ محاولاته حتى خطف هدف التعادل في الدقيقة 89، حيث استغل البديل بيندتنر تمريرة دي بروين وأسكن الكرة في الشباك بهدوء ليقلب موازين المباراة، حيث احتكم الفريقان لركلات الترجيح التي حسمت اللقب لصالح فولفسبورغ.
وفي مدينة مونتريال الكندية، أحرز سان جيرمان بطل الدوري كأس الأبطال الفرنسية (السوبر) إثر فوزه على وصيفه ليون 2/صفر على استاد سابوتو. وحسم باريس سان جيرمان الفوز في أقل من 20 دقيقة، بعدما افتتح المدافع الدولي العاجي سيرج أورييه، الذي ضمه فريق العاصمة بشكل نهائي بعد فترة إعارة من تولوز، التسجيل من متابعة رأسية لكرة نفذها البرازيلي لوكاس مورا وهيأها مواطنه ديفيد لويز في الدقيقة 11. وأضاف الأوروغوياني إدينسون كافاني الهدف الثاني من كرة ارتدت إليه بعد تسديدة من زميله السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في الدقيقة 17. ولم تتبدل النتيجة في الشوط الثاني رغم محاولات الطرفين المتكررة.
وعادت مسابقة كأس السوبر الفرنسية التي انطلقت قبل 20 عاما إلى الأراضي الكندية للمرة الأولى منذ ستة أعوام، حيث اعتاد الفرنسيون على خوضها خارج أراضيهم، فتنقلت من مونتريال (2009) إلى تونس (2010) وطنجة المغربية (2011) وهاريسون الأميركية (2012) وليبرفيل (2013) وبكين (2014).
واللقب هو الثالث على التوالي لباريس سان جيرمان والخامس في تاريخه. ومن جهته، فشل ليون في استعادة كأس السوبر التي توج بها عام 2012 للمرة الثامنة والأخيرة (رقم قياسي).




المصدر : جريدة الشرق الاوسط