قال المدرب البوسني جمال حاجي ان اسباب تقديمه الاعتذار عن تدريب المنتخب العراقي لا يمكن شرحها وتوضيح اسبابها وان كل ما حصل اننا وصلنا الى العاصمة العراقية بغداد وشاهدنا ان الظروف غير مناسبة للعمل .
واضاف حاجي في تصريحات لصحيفة "كليكس البوسنية" انه من الصعب شرح ما حصل لكن الخطا خطأي وكان علي التفاوض مع الاتحاد العراقي وجها لوجه وليس عبر الهاتف .
واشار : الاتحاد العراقي اخطأ ايضا في مسالة اعلاني مدربا لمنتخبهم قبل ان امنحهم الضوء الاخضر والتوقيع بشكل رسمي وكنت قد تلقيت العرض مبدئيا وطلبت الحضور الى بغداد والجلوس معهم من اجل اكمال بقية التفاصيل .
وكشف انه يستغرب من الاحاديث التي اثيرت بعد اعتذاره عن تدريب المنتخب العراقي والتي اكدت انه تعرض الى التهديدات في بغداد قائلا : لم اتعرض الى اي تهديد وهذا الكلام غير صحيح وكل ما وجدته هو الترحيب الكبير من قبل الجميع والذين كانوا يرغبون ان اتولى مهمة قيادة المنتخب العراقي خلال الفترة المقبلة.
واكد : ان هناك بنودا غير منطقية في العقد وان المبلغ لم يكن بتلك الاهمية بالنسبة لي بقدر رغبتي بقيادة المنتخب العراقي الى نهائيات كاس العالم وتحقيق الانجاز لكن المساعدين معي وبعد وصولنا الى العراق شاهدوا ان الوضع لا يسمح لنا بالعمل وقررت الاعتذار عن المهمة ، واقدم اعتذاري للجماهير العراقية عن عدم امكانيتي بالاستمرار مدربا للمنتخب العراقي.
الى ذلك أكد نجم محمد عبدالله وكيل أعمال المدرب البوسني جمال حاجي أنه لم يتعرض الى أي تهديد من أحد أثناء فترة إقامته في بغداد، كاشفاً عن ظروف خاصة أسهمت في بلورت القناعة لديه بعدم المباشرة في مهمة قيادة أسود الرافدين في تصفيات كأس العالم واتخاذ قرار العودة الى بلاده.
وقال نجم محمد في تصريحات لجريدة المدى العراقية: لم اصدّق ما حدث أول وهلة لاسيما بعدما أتتمت مستلزمات رحلته الى بغداد بعد ان ودعته في مطار اسطنبول ، وتابعت ردود الفعل الطيبة من الاعلام والجمهور بتواجده في احد فنادق العاصمة والرعاية الاستثنائية التي قدمها الاتحاد العراقي له حالما وطأت قدماه أرض بغداد ومكوثه 24 ساعة من دون مشكلة قبل أن تتوالى الرسائل والنداءات الهاتفية طالبة توضيحات عاجلة مني عن اسباب تغيير حاجي قناعته واتخاذه قرار العودة الى بلاده لأسباب غامضة لم يتوصل مسؤولو الاتحاد الى معرفة الحقيقة.
واضاف: بادرت على الفور للاتصال بنجل حاجي لبيان صحة الأخبار الواردة من بغداد ودوافع قرار والده بعدم قبول تدريب المنتخب العراقي، فأكد لي نجله صحة الاخبار وانه بانتظار وصوله لمعرفة ما وراء القرار.
واشار : لم استطع الاتصال بحاجي عقب وصوله من السفر إلا صباح أمس الاثنين عندما هاتفته مستفسراً عن سرّ العودة المفاجئة الى سراييفو وهل تعرّض الى تهديد أو ابتزاز أو شعر بخطر استمراره في المهمة؟ فاستغرب سؤالي وأجابني بنبرة إحتجاج "كلا كلا يا صديقي، العراقيون طيبون، انهم أكرموني ومساعديَّ بضيافة ممتازة، ولم اشعر أني غريب وسطهم ، لكن تحسسي طبيعة الأجواء الحارّة فوق 50 مئوية والانقطاع الكهربائي المتواصل بين تارة وأخرى قوّضت الرغبة في نفسي بمواصلة المهمة ، فهذا المناخ لا يشجعني على العمل بحماسة ، فضلاً عن الموقف المتشدد للمساعدين المغربي علي بلمجاهد والكرواتي زيلاكو بعدم البقاء لعدم انسجامهما مع الظروف وتلقيهما نداءات عائلية حرصت بقلق وخوف على تفقد احوالهما ضغطت بقوة على ترك المهمة باسرع وقت.
واوضح : ان المدرب حاجي لم يجد أزاء تلك المتغيرات سوى الرضوخ لموقف مساعديه وحسم أمره بإعلان انهاء المهمة قبل بدئها كي تبقى علاقته جيدة مع العراقيين بالرغم من معرفته أن مغادرته للعراق بلادهم ستترك ألماً في نفوسهم لأنهم يعملون بجد واخلاص لتحقيق حلم جماهيرهم ببلوغ المونديال للمرة الثانية في تأريخهم.
وكشف نجم ان الاتحاد العراقي لكرة القدم اقترح على حاجي نقل تدريبات المنتخب العراقي الى اقليم كوردستان بغية عدوله عن موقفه فأجابهم "أن الموضوع لم نتفق عليه ولم يطرح سابقاً لدراسته ولا يمكن أن أعدل عن قراري الآن.
وبخصوص مضي الاتحاد العراقي بشكواه لدى (فيفا) قال وكيل اعمال حاجي : من حق الاتحاد العراقي ان يدافع عن مصلحته والمنتخب العراقي جزء مهم من سمعة البلد علماً ان المفاوضات مع حاجي امتدت لأكثر من شهر قبل حصول الاتفاق على تدريب المنتخب العراقي وسبق ان اطلع المدرب على بنود العقد وأبدى موافقته لكنه لم يصادق عليها وترك اتمام ذلك في بغداد وفضل الاتفاق على ذلك بعد وصوله .
واكد : انه لا توجد نسخة بدائية يوافق عليها المدرب تتضمن جميع الشروط ، وهي حالة اعتيادية تحصل في جميع الدول ، وواجهت عشرات المواقف الشبيهة بموقف حاجي اثناء توكلي إبرام عقود مدربين عالميين في دول الخليج لم تتم صفقاتهم بالرغم من وجودهم في بلدان الأندية التي تروم التعاقد معهم، مُذكّراً بتصرّف المدرب البرازيلي لازاروني الذي إلتقى رئيس الاتحاد وعدد من الاعضاء في مدينة أربيل لبضع ساعات ولم يتفق على شروط العقد واختار العودة الى بلاده .
واصبحت قضية اعتذار المدرب البوسني جمال حاجي قضية رأي عام حيث احتلت مساحات كبيرة في الصحافة العراقية واهتمام مثير من قبل الجماهير التي ماتزال تبحث عن الاسباب الحقيقية التي ادت الى عدم استمرار المدرب جمال حاجي مع المنتخب العراقي على الرغم من وصوله الى بغداد لكنه اعتذر عن اكمال المهمة قبل اجراء المؤتمر الصحفي من اجل تقديمه بشكل رسمي .
المصدر : جريدة استاد الدوحة القطرية