اِرتدعْ قليلاً
اِلتقطْ من الأرضِ
نعشَاً
إياك
أنْ تقتربَ من الموتى
لا تلمس جراحَهم
فهم
نائمونَ
تائهونَ
متألّمونَ
تخطَّوا
أربعينَ نازلةٍ
وأربعينَ ألفِ
ضائقةٍ
للآن وهم
لا يتنفّسونَ
لا يبرحونَ مقاعدهم
والفلقُ مازالَ
يخلعُ أكفانَهم
تَنحَّى عن مرافقتهم
جاهرَ بـ اِحتدامٍ
وقالَ
لم يعدْ لي معكم شيئاً
هجرهَم
وتركهم
بينَ الخليقةِ
عرايا
عرايا
لا سقفَ يُغطيهم
ولا شجرَ يظلّلهم
أجسادُهم المُتربة
وأناملهُم المُتعبة
تُخيط نبضاتِهم العطشى
في وريدٍ مُتسامحٍ
إياك
إيّاك
أيُّها الطارىء
أن تقتربَ
من الموتى
فهم
مُنكسرونَ
صامتونَ
لا يتكلمونَ
وأنا وهم
نزرعُ في الأرضِ
الذكرى
ونغرسُ العمر
فراشاً
أنْ أفرغتْ الشمس
حقائبها
يوماً
وسكبتْ ظلّها
في كؤوس من كانوا
وطناً ومنفى
قلمي
ولادة حرف مُبكرة أجهضتها اللحظة
نصاً هزيل جداا