بعد بحث مضني وفحص دقيق لأدلة الجريمة قام به خلسة أثناء غياب الكبار عن المشهد، يلمع حل اللغز أمام عينا الفتى الذكي، فيتسلل دون تردد إلى جوار رجل بالغ ناضج يُلقب بالمحقق ويتسم بالحماقة والفكاهية، ليطلق أسهم التخدير تجاهه من ساعة خاصة لا تفارق معصمه ويستخدم رابطة عنقه السحرية في محاكاة صوت المُحقق الذي تتداعى قواه ليدخل في نوم عميق في وضعية الجلوس، بينما يسرد الذكي الصغير تفاصيل الحادث بدقة على جمهور الحاضرين من أفراد الشرطة والمُشتبه بهم، ممن يعتقدون أن المحقق الشهير شبه النائم ييسر لهم فهم طلاسم الأحجية بمهارة متفردة، غير أن جمهور مُحبي الذكي الصغير ممن يجلسون حول الشاشات لمتابعة مُسلسل الرسوم المتحركة الياباني كل أسبوع يدركون حقيقة الموقف، ويثقون تمامًا في براعة بطلهم الصغير في حل الألغاز وتحليل الجرائم المعقده، مما شكل للمحقق كونان قاعدة جماهيرية عالمية لا تتبدل بالرغم من مرور 21 عامًا على ميلاده.
وفي هذا التقرير «المصري لايت» تستعرض 15 معلومة عن أصغر متحري في العالم «المحقق كونان».
15. لم تولد شخصية «المحقق كونان» في رحاب عالم «الآنمي» أو أفلام الرسوم المتحركة اليابانية، بل ظهرت شخصية المتحري الصغير لأول مرة في 18 من يونيو عام 1994 بين طيات صحيفة «شونين الأحد» الأسبوعية كعمل قصير المدى لكتاب المانجا أو القصص المصورة اليابانية «جوشو أوياما».
14. كما ورد في موقع IMDB، لم تتحول سلسلة القصص المصورة المثيرة إلى عمل تليفزيوني سوى بعد عامين من صدور القصص المصورة حيث تم بث أولى حلقات «المُحقق كونان» باليابانية في 8 يناير عام 1996.
13. تمت دبلجة سلسلة حلقات «المُحقق كونان» لما يصل إلى 9 لغات، ليُصبح بذلك عمل عالمي، كما تمت ترجمة القصص المصورة لعدة لغات. إلا أن بعض التعديلات طالت اسم العمل الرئيسي في بعض الدول، كما حدث مع النسخة الموجهة لأمريكا الشمالية والولايات المُتحدة والتي حمل العمل فيها اسم Case closed أو «أُغلقت القضية».
12. في حين تعصف كل حلقة من حلقات المُسلسل بقضية شائكة يعمد المحقق الصغير على حلها، تعود حبكة العمل الرئيسية لأحداث الحلقة الأولى حيث قام رجل تابع لعصابة تُسمى بـ«العصابة السوداء» بمحاولة قتل المحقق الشاب «سينشي كودو» بعد أن استرق الأخيرالسمع لأحد خطط العصابة بهدف كشف نواياها وتسليمها للعدالة، غير أن السُم الذي أُجبر «سينشي» على ابتلاعه قلص جسده ليصبح بهيئة طفل صغير.
11. بحسب كتاب The Case Closed Casebook: An Essential Guide، لم يأت اسم «كونان ايدوجاوا» الذي اختلقه المحقق الشاب لشخصيته الجديدة بعد أن تحول لطفل من فراغ، فاسمه الأول «كونان» يعد اقتباس من اسم الكاتب الإنجليزي، Arthur Conan Doyle، مُبتكر شخصية المُحقق الشهير «شارلوك هولمز»، أما اسمه الثاني «ايدوجاوا» فمقتبس عن اسم كاتب الإثارة والتشويق الياباني، Rampo Edogawa.
10. تختلف عدة تفاصيل في سياق الأحداث ما بين النسخة العربية المُدبجلة واليابانية الأصلية، ففي حين تعد «ران» خطيبة «سينشي» في النسخة العربية، وهى الفتاة التي يقطن «سينشي» بمنزلها بعد تقلصه وتحوله لـ«كونان»، في النسخة الأصلية لم يكن «سينشي» سوى صديق مُقرب لـ«ران» يكن لها مشاعر إعجاب خفية لم يفصح عنها قط، بيد أن المحقق الشاب اكتشف أن صديقته تبادله مشاعر الحب والإعجاب من خلال أحاديثها له في هيئة «كونان» الصغير، دون أن تدرك هي هويته الحقيقة.
9. وقت تناوله السُم الذي قلص عضلاته وحوله لفتى صغير، كان المُحقق «سينشي» يبلغ من العمر 17 عامًا، إلا أن بعودته للوراء أصبح «سينشي» في السادسة فقط من العمر.
8. «Apotoxin 4869» هو اسم السُم الذي قلص جسد المُحقق الشاب، والسر وراء عدم وفاة «سينشي» الفورية هو أن العقار كان ما يزال في طوره التجريبي ولم تُرى تأثيراته على البشر من قبل. غير أن «كونان» لم يكن الوحيد الذي تجرع العقار، فمع تطور الأحداث تتناول عضوة العصابة السوداء ومُخترعة العقار، شيري، السُم ذاته لتقتل نفسها، غير أن الشابة تتأثر بالعرض الجانبي للعقار، وتتحول بدورها لطفلة صغيرة تُدعي «آي هيبارا».
7. لضلوع «كونان» باستمرار في حل ما يُقدم لمكتب كوجورو موري، مضيفه الكسول، من قضايا عن طريق الأخير والتحدث بدلا منه لكشف ملابسات الجرائم بعد جهود البحث، ومع زيادة عدد الألغاز التي ظن الجميع أن «موري» حلها بنفسه وقدم الجاني للعدالة في حالة أشبه بالنُعاس، لُقب والد «ران» بالمتحري النائم أو «كوجورو النائم».
6. في حوار له مع صحيفة «سانكي شيمبون» اليلبانية، يصف «أوياما» كاتب وراسم حلقات المتحري الصغير أصعب مهماته اليومية في تشكيل أجزاء قصته، ألا وهى سرد الأحداث بما يعصف بها من تعقيدات بأبسط الكلمات والعبارات الممكنة، وذلك لتجنب تشتيت القارىء وقضاء وقت مضاعف في كتابة الحلقات يصل لحاجز 12 ساعة بدلًا من 4 ساعات فقط.
5. أثناء تحويل القصة الشيقة لمسلسل رسوم متحركة يستحوذ على انتباه المُشاهدين من كافة الشرائح العمرية، لم يُكلف فتى صغير بالقيام بالأداء الصوتي للمحقق كونان، بل قامت الممثلة اليابانية، Minami Takayama، بأداء شخصية المحقق الصغير على مدار 19 عامًا متتالية. ولم يظل أداء الشخصية الرئيسية هو الرابط الوحيد ما بين الممثلة ومسلسل الإثارة الكرتوني الشهير، بل بحسب موقع IMDB ، جمع رباط الزواج المقدس Takayama ومؤلف ورسام السلسلة، ما بين عامي 2005- 2007، إلا أن قصة الثنائي انتهت بطلاق سريع لم يؤثرعلى شعبية «المحقق كونان».
4. لم يختلف قدر «كونان» كثيرًا عند تحوله للغة العربية على الشاشات، فقد قامت الممثلة السورية آمال سعد الدين، بأداء صوت «كونان» الذي أصبح صديقًا لمحبي المغامرات والإثارة من الأطفال العرب والناطقين باللغة العربية.
3. لم تتوقف السلسلة المثيرة عند حاجز العروض التليفزيونية والقصص المصورة، بل انطلقت لعالم السينما عبر سلسلة من الأفلام بدأت عام 1997 مع فيلم Detective Conan: The Time-Bombed Skyscraper واستمر إنتاج الأعمال السينماية المرتبطة بالقصة إلى أن وصل عددها 19 فيلمًا سينمائيًا، فيما يشير موقع .dctp.ws أن العام القادم ربما يحمل فيلم جديد من السلسلة تتضمن أحداثه فصول من الصراع ما بين «كونان» والعصابة السوداء المُتسببة في أزمته.
2. رغم مرور 21 عامًا على ظهور السلسلة لأول مرة وتخطي عدد أجزائها المطبوعة حاجز الـ 570 جزءًا، وكذلك وصول الحلقات التليفزيونية لما يزيد عن 750 حلقة -بحسب موقع .dctp.ws- ما زالت كلمة النهاية لم توضع رسميًا على أسطورة المتحري الذكي، ولم يجمع القدر قلب «ران» بحبيبها الغائب الحاضر «سينشي»، وذلك على الرغم من تصريح مؤلف الحلقات في حوار مع صحيفة «سانكي شيمبون» عام 2007 أنه انتهى من وضع تصوره لنهاية رحلة «المحقق كونان»، إلا أن الآوان لم يحن بعد لمشاركتها مع الجمهور، وأكد «أوياما» في حواره «لن أخيب ظن المتابعين».
1. في مسقط رأس مُبدع السلسلة «جوشو أوياما» وتحديدًا في مدينة «هاكاي» بمحافظة «توتوري» اليابانية، أُقيم متحف خاص لإبداعات ابن المدينة، حيث يزخر متحف Gosho Aoyama Manga Factory بكل ما يتعلق بإنتاج «أوياما» من القصص المصورة والأفلام الكرتونية، لا سيما «المحقق كونان» أشهر شخصيات الذي تعج شوارع المدينة بتماثيله البرونزية التذكارية.
منقول