طريقة تعليم الطفل الاهتمام بمشاعر الآخرين
لا يمتلك الطفل المهارات المعرفية الكافية ليفهم جديا مفهوم التعاطف مع الآخرين حتى بلوغه الثامنة أو التاسعة من العمر، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل وهو فى الخامسة من العمر، وفى تلك الفترة يكون مهتما أكثر بأن تتم معاملته بطريقة جيدة، وهو يهتم أيضا فى تلك الفترة أو يريد أن تتم معاملة كل الأشخاص من حوله حتى الشخصيات الخيالية فى القصص التي تحكى له بطريقة جيدة. إن العالم يمتلئ بمشاهد العنف والقسوة، وهو الأمر الذى يجعل الأهل يفكرون دائما فى كيفية جعل الأطفال أكثر طيبة ولديهم احترام ومراعاة لمشاعر الآخرين من حولهم، مع الوضع فى الاعتبار أنه من الطبيعى أن يقلق الأهل، وخاصة الأم، من أن تعرض الطفل لكثير من مشاهد العنف سواء على التليفزيون أو فى الشارع أمر قد يجعله قاسيا بعض الشيء، ولا يبالى بمشاعر الآخرين. وبالطبع فإن الأهل لن يتمكنوا من التحكم فى كل الأمور التى تمس حياة أبنائهم وأطفالهم وتؤثر عليها وخصوصا مع وجود الكثير من الأمور الحزينة والمحبطة والقاسية فى العالم. ولكن فى نفس الوقت على كل أم أن تعلم أن هناك بعض الأمور التى يمكنها أن تقوم بها لجعل طفلها أكثر اهتماما ومراعاة لمشاعر الآخرين. ويبقى الأهم دائما أن تجعلى طفلك يشعر بأهمية أن يكون طيبا وكيف أنك تقدرين هذا الأمر كثيرا، وأنك تحترمين تعامله مع كل من حوله بطيبة وتقدير لمشاعرهم. واعلمى أنه إذا كان أسلوبك فى التعامل مع الآخرين يتسم بالطيبة والمراعاة لمشاعرهم فإن طفلك سيصبح مثلك، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل يجب أن يكون محاطا دائما بأشخاص طيبين يراعون مشاعر الآخرين من حولهم.
اعلمى أن طفلك سيكون أكثر قدرة على فهم مشاعره والتعامل معها إذا كان لديه اسم لتلك المشاعر، ولذلك عليك دائما أن تحاولى إعطاء تصرفات وسلوكيات طفلك اسما. وعلى سيبل المثال يمكنك أن تقولى لطفلك إنه كان تصرفا طيبا منه أن يتحدث للطفل الآخر الجالس بمفرده على الأرجوحة، وهو الأمر الذى سيجعل طفلك يشعر أنك تلاحظين تصرفاته ومهتمة بما يفعله. وفى نفس الوقت لا تترددى بأن تقولى لطفلك إن شقيقه الأصغر منه سنا يشعر بالحزن لأنه قام بخطف لعبته منه، ولذلك يجب أن يفكر فى القيام بأمر ما يجعله يشعر بالسعادة. وهناك فكرة أخرى وهى أن تقومى مثلا بلصق صورة على الثلاجة تتغير أسبوعيا لوجه يشعر بالحزن أو السعادة أو الغضب أو المفاجأة وبعض المشاعر الأكثر تعقيدا مثل العصبية والغيرة على أن تقومى بالتحدث مع طفلك عن الأوقات التى شعر فيها بمثل تلك المشاعر. عندما يقوم طفلك بعمل إيجابى يتصرف فيه بطيبة ومراعاة لمشاعر الآخرين فيجب أن تقومى بشكره على هذا الأمر وأن تصفى له بالتحديد ما هو الجيد فى الأمر الذى قام به.
شجعى طفلك على التحدث عن مشاعره وقومى بالتحدث عن مشاعرك معه، ولكن طبعا بما هو مناسب لمرحلته العمرية. أظهرى لطفلك اهتمامك بما يقوله من خلال الاستماع له وأنت منتبهة له بالكامل. وإذا كان الطفل لديه قصة تخص شخصا آخر فاستمعى لرأيه أولا قبل أن تقومى بإعطائه رأيك. يمكنك أن تقولى لطفلك إنك تشعرين بالحزن عندما يصرخ فى وجهك، ولذلك فيمكنه أن يفكر فى طريقة أخرى يخبرك من خلالها أنه غاضب ومع الوقت فإن طفلك سيتعلم أنك أيضا لديك مشاعر متنوعة وأن تلك المشاعر هى جزء من الحياة الطبيعية وأن تعلم كيفية التعامل معها أمر يدل على النضوج. عليك أن تعلمى طفلك القواعد الأساسية للتصرف بأدب مع الآخرين وحاولى فى نفس الوقت أن تبتعدى تماما عن التعامل مع تصرفات طفلك بغضب مبالغ فيه.