الأقلام الجاف والحبر كانت إعلانا عن تخطينا للمرحلة الابتدائية، التى كُنا محرومين من استخدامها فيها، حيث حذرنا المُعلمون كثيراً من استخدام أى قلم غير القلم الرصاص فى الكتابة، لكي نستطيع مسح الخطأ بسهولة، وسُمح لنا باستخدام تلك الأقلام بكل ألوانها بدايةً من المرحلة الإعدادية، لكن لم يسمح لنا استخدام تلك الأقلام فى حصة الرسم والتلوين.
استخدم محمد إبراهيم، 21 سنة، القلم الجاف بشكل مختلف عن طريقة استخدامنا له فى المدرسة، حيث استطاع أن يحترف رسم الوجوه والبورتريهات والمناظر الطبيعية بالقلم الجاف، بعد إتمام العام دراسى الأول له فى كلية التجارة بجامعة عين شمس.
ورث موهبة الرسم عن والده الذى شجعه هو وأصدقائه على تطبيق وتطوير موهبته على الورق، حيث بدأ باستخدام القلم الرصاص كأداة للرسم، وقرر الاستمرار فى مشواره، خاصة بعد توقف والده عن ممارسة موهبته، ووعده أن يتجه للتميز وللاحتراف.
واختار أن يحترف الرسم بالجاف لأن قليلين جدا من الرسامين حول العالم هم من يتقنون ذلك النوع من الرسم، ولأنه يحتاج حسا فنيا عاليا ودقة ومهارة وإتقان، حيث إن الخطأ فيه قد يفسد الرسمة كلها ولا يستطيع حتى تعديلها.
لم يتجه محمد إبراهيم الذى لم يتجاوز 21 عاماً من عمره، إلى الدورات التدريبية وإنما أستطاع بالصبر والجُهد المضاعف أن يعلم نفسه بنفسه من خلال متابعته لفيديوهات تعليم الرسم بالجاف على الإنترنت حيث تعلم أصعب مراحل الرسم وهى كيفية رسم الظل والنور بالجاف.
بدأ برسم الأساسيات والرسومات التقليدية، حتى أتقن رسمه وطوره، وأصبح يرسم رسومات من وحي خياله وتفكيره، ووصلت رسوماته إلى 50 رسمة للحيوانات والوجوه والسيارات، وغيرها من المناظر الطبيعية التى تحتاج تفاصيل يصعب إظهارها بالقلم الجاف.
شجعه الفنان التشكيلى المشهور سامى المرسى على أن يستمر فى طريقه، حيث قال عن موهبته "أنت فنان موهوب ولك مستقبل مميز فى الفن، وهتعمل حاجة جديدة ومميزة عن شباب جيلك"، ويحضر ذلك الشاب لمعرض خاص بأعماله ولكن المشروع ما زال تحت الدراسة وقيد التنفيذ.
بجانب احترافه للرسم بالجاف يتقن أيضا نوع رسم جديد اسمه "الرسم في المواصلات" وهو أنه يرسم المشهد الحاضر أمامه فى أى وسيلة مواصلات يركبها، "وأنا جاى من الكلية برسم مشهد من الأتوبيس اللى راكبه مثلاً، أو الطريق اللي ماشي فيه"، وعرف ذلك الرسم بـنه يشبه رسم الكاريكاتير، وإنه رسم سريع جدا ويتطلب المهارة مع السرعة.
لأنه بدأ الرسم بعد دخوله الكلية بفترة كبيرة لم يستطع الالتحاق بكلية فنية تضيف له على موهبته، ولكنه لن يستمر فى مجال التجارة وسيتفرغ للاحتراف فى الرسم "حلمى إنى أفيد بلدى بموهبتى وأعرف أعبر عن الناس، ولأنى نفسي البلد تهتم بمبدعيها فى كل المجالات، هحاول أنا أعمل ده من خلال شغلى".